الخميس 27 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الموساد: 3 حروب «تدك» تل أبيب فى 2015

الموساد: 3 حروب «تدك» تل أبيب فى 2015
الموساد: 3 حروب «تدك» تل أبيب فى 2015




ترجمة ـ أميرة يونس

كشفت مصادر وثيقة الصلة بالاستخبارات الإسرائيلية عن تقديرات تسود أروقة الأجهزة الأمنية فى تل أبيب، تفيد بأن عام 2015 سوف يشهد ثلاثة حروب تخوضها إسرائيل، الأولى قد تندلع مع حزب الله اللبنانى قبل إبريل، وتتورط فيها أيضًا إيران وسوريا وتنظيم الدولة الإسلامية، فى حين أن اسرائيل ليست جاهزة حتى اللحظة لمواجهة هذا السيناريو.
وأكدت أن التغييرات الأخيرة التى قامت بها إسرائيل لقيادة الأركان العامة للجيش، جاءت متسقة مع هذه الفرضية، فى وقت يسعى فيه حزب الله عبر انفاق يعتقد أنه حفرها لنقل المعركة لداخل كيان الاحتلال.
وقال موقع «ديبكا» القريب من الاستخبارات العسكرية فى إسرائيل إن تل أبيب ليست مستعدة للحروب الثلاث المقبلة التى من المتوقع أن يندلع بعضها أو كلها خلال عام 2015، وأن لدى الجيش الإسرائيلى تقديرات استخبارية بأن أكبر تلك الحروب يمكن أن يندلع قبل عيد الفصح اليهودى مطلع إبريل المقبل.
وتطرق الموقع لتصريحات اللواء «يئير جولان» الذى كان مسئولا حتى فترة قريبة عن قيادة المنطقة الشمالية، بأنه رغم عدم وجود أدلة قاطعة على امتلاك حزب الله اللبنانى أنفاقًا تمتد إلى داخل إسرائيل، فإن الجيش يعمل انطلاقا من فرضية وجود هذه الأنفاق.
وأضاف «جولان» أن ما رأيناه فى عملية «الجرف الصامد» بغزة كان بمثابة لعبة إلكترونية تمهد لما سيحدث خلال الحرب المقبلة، وأنه لن يكون أمام إسرائيل خيار آنذاك سوى إغلاق مطارها الدولى الوحيد «بن جوريون» فى اللد والميناء بحيفا.
«ديبكا» اعتبر أن كلام اللواء الإسرائيلى يعد اعترافا ضمنيا بأن لدى حزب الله أنفاقا تصل إلى داخل العمق الإسرائيلى، وأضاف أنه لا يمكن تجاهل شهادات مواطنين إسرائيليين على طول الحدود مع لبنان تحدثوا منذ منتصف العام الجارى عن تحركات تحت الأرض وأصوات حفر تحت البلدات التى يسكنونها.
الموقع الذى لفت إلى أن الحديث ربما يدور عن أنفاق كبيرة يمكنها استيعاب أعداد ضخمة من القوات، عاد وأكد أن حزب الله لا ينوى بدء الحرب من على خطوط الحدود بين إسرائيل وكل من سوريا ولبنان، بل من عمق الأراضى الإسرائيلية.
وتابع: تفيد مصادرنا العسكرية والاستخبارية أن تقارير الاستخبارات بشأن ما يحدث فى الحرب داخل سوريا، تشير إلى أنه فى حين أن يحرز المتمردون المدعومون من قبل أمريكا فى العلن وإسرائيل والسعودية والأردن سرا، تقدما ملحوظا فى الشمال، بوصولهم لأطراف القواعد العسكرية السورية الكبرى التى تحمى جنوب دمشق، يسحب حزب الله قواته داخل سوريا لتحقيق هدفين.
الأول: لجمع كل القوات التى تقاتل على ساحات حرب بعيدة عن لبنان وسوريا، وجلبها إلى منطقة جبال القلمون الفاصلة بين سوريا ولبنان، والتى قرر الحرس السورى الإيرانى وحزب الله أن هذه المنطقة الجبلية سوف تشكل الساحة الرئيسية للحروب القادمة التى يمكن أن تندلع بين حزب الله وإسرائيل، وحزب الله وتنظيم الدولة الإسلامية.
بينما كان الثانى: لتحويل جبال القلمون لقاعدة رئيسية لإطلاق الصواريخ على إسرائيل.
هكذا انتهت إسرائيل وإيران وحزب الله من رسم الخطوط العريضة للحرب المقبلة، التى يمكن أن تستدعى تدخلات خارجية، كإيران وجيش الأسد، والدولة الإسلامية وحماس فى غزة، يمكنها أن تكون حربا شاملة واحدة، أو سلسلة حروب متواصلة تدور رحاها على عدة جبهات تشتعل وتخبو كل مرة.
فى يوم الأحد 30 نوفمبر الماضى انضمت موسكو أيضًا لرسم تلك الخطوط، عندما أعلنت أنها سوف تزود سوريا بصواريخ مضادة للطائرات من طراز 300ـs وأنظمة تسلح أخرى لوقف تقدم المتمردين جنوب دمشق.
خلال عملية «الجرف الصامد» فى غزة والتى انتهت فى 26 أغسطس، لم تظهر الأركان العامة للجيش الإسرئيلى وعلى رأسها رئيس الأركان الفريق بينى جانتس، واللواء جادى أيزنكوت، وبالتأكيد الجيش أيضًا ولو قدرة عملياتية، أو تكتيكية واحدة، تشير إلى  أن لديهم المقدرة أو الرغبة فى الحسم العسكرى أمام حماس.
انعدام قدرة أو رغبة القيادة السياسية نتانياهو ـ يعالون، على فرض سياسة هجومية على الثنائى جانتس ـ أيزنكوت، سمحت لرئيس الأركان جانتس بعدم تحريك القوات لأبعد من الكليومتر الواحد الذى احتلته داخل القطاع.
من هنا يتجلى الاستنتاج أن فى اللعبة السابقة فى غزة كما وصفها اللواء جولان، لم ينجح الجيش فى إثبات امتلاكه للقدرة العملياتية على الانتصار فى الحرب المقبلة المتوقعة مع إيران وحزب الله، أو أنه مستعد، على الأقل بقدر استعداد حزب الله، لنقل المعركة داخل أرض العدو.
رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو ووزير الدفاع موشيه يعالون، وسلسلة من كبار القادة بالجيش الإسرائيلى، كونوا وقتها رأيا مفاده أن جانتس وأيزنكوت لم يظهرا فى الحرب ما يكفى من «المبادرة الخلاقة والشجاعة العسكرية» التى تؤدى لحسم سريع للحرب.
سلسلة طويلة من القادة فى الجيش الإسرائيلى وأيضا فى الجيوش الغربية الأخرى، على الأقل، لم تذهلهم إنجازات أيزنكوت، ابن الـ54 عاما، عام 2006 خلال حرب لبنان الثانية.
فى حرب لبنان الثانية شغل أيزنكوت منصب رئيس شعبة العمليات فى الجيش، وكان واحدا من اللواءات القلائل فى القيادة العامة الذى تجرأ على الاختلاف مع رئيس الأركان دانى حالوتس، والعمليات التى أمر بتنفيذها، لكن هذه المعارضة كانت ممتلئة بالتناقضات الداخلية، ففى بداية الحرب زعم أنه يجب تجنيد قوات الاحتياط لتحسين الاستعداد لعملية برية واسعة النطاق، لكن بشكل مواز عارض هذه الخطوة.
أيزنكوت أوصي بهجوم جوى واسع يستهدف البنية التحتية للبنان، وفى المقابل ضغط لإنهاء سريع للحرب، التى انتهت دون حسم مع حزب الله، تكتيك مشابه لما استخدمه الجيش بعد 8 سنوات فى عملية «الجرف الصامد»، هذا هو السبب الرئيسى فى استغراق بنيامين نتانياهو حتى السبت 29 نوفمبر لتعيين رئيس الأركان.
سعى نتانياهو وبشكل مباشر لتعيين المرشح الحالى لمنصب نائب رئيس الأركان اللواء يئير جولان كرئيس أركان، حيث رأى نتانياهو أن لديه السمات المطلوبة لإدارة حرب خاطفة داخل العمق، لكن فى النهاية وصل نتانياهو إلى حل وسط ووافق على تعيين أيزنكوت شريطة أن يتم تعيين جولان نائبا له، الافتراض الأساسى أنه فى إطار التعاون مع جولان سيكون أيزنكوت أكثر عدائية.
حددت هذه التعيينات نظام تعيينات كبار القادة فى الجيش الإسرائيلى خلال العشر السنوات المقبلة، فمع نهاية فترته فى منصبه كرئيس للأركان فى 2018، سيتم تعيين اللواء يئير جولان فى المنصب، وفى المقابل سيتم تعيين اللواء أفيف كوخافى، الذى يتولى الآن قيادة المنطقة الشمالية فى منصب نائب رئيس الأركان، وفى عام 2022 فى منصب رئيس الأركان.
ومن ناحية أخرى أقر «مجلس النواب الأمريكى» الكونجرس بالإجماع فى خطوة مؤثرة فى العلاقات مع الإسرائيليين لصالح مشروع قانون يصنف إسرائيل كشريك استراتيجى كبير للولايات المتحدة.
وأهتمت جميع الصحف الإسرائيلية بهذا الخبر واعتبرته صحيفة يديعوت أحرونوت «خطوة للأمام فى العلاقات الأمريكية - الإسرائيلية، خاصة أن مشروع القانون يهدف إلى تعزيز العلاقات بين البلدين فى مجالات عدة على رأسها الدفاع والأمن، إضافة إلى مجالات الطاقة والأبحاث والتنمية والزراعة ومجالات أخرى.
وأكدت يديعوت أن الولايات المتحدة ستدعم إسرائيل فى مجال الدفاع بتسعة أضعاف مخزونها من السلاح وهو ما يعادل حوالى 200 مليون دولار إلى ما يقرب 2 مليار دولار، موضحة أن هذه الأسلحة مخصصة لاستخدام القوات الأمريكية المنتشرة فى الشرق الأوسط، وأن إسرائيل لجأت إلى هذا المخزون خلال حربها الاخيرة على قطاع غزة «عملية الجرف الصامد».
وأضاف أن القانون يفرض على الحكومة الأمريكية تبادل معلومات تتعلق بالتطورات العسكرية فى الدول المحيطة بإسرائيل، كما يضم إسرائيل إلى الدول التى يتطلب من رعاياها الحصول على تأشيره للسفر إلى أمريكا.
وكشفت مصادر إسرائيلية أن حجم المساعدات العسكرية الأمريكية التى أقرتها دولة إسرائيل خلال الفترة الممتدة بين 2009 و 2018 تقدر بحوالى 30 مليار دولار.
وفى سياق متصل بالعلاقات الأمريكية الإسرائيلية، وعلى النقيض تماما من علاقة الكونجرس الأمريكى بالإسرائيليين فقد كشف مسئول إسرائيلى أن الإدارة الأمريكية عقدت اجتماعًا سريا لبحث وقف سياسة التنديد التى تتبعها الولايات المتحدة حول الاستيطان والتحول إلى نقطة أخرى عن طريق اتخاذ خطوات عملية.
ونقلت الصحيفة عن مسئول إسرائيلى كبير أن الإدارة الأمريكية نقلت الموقف كاملا لإسرائيل بعد لقاء نتانياهو وأوباما فى أكتوبر الماضى ابلغتها عن نيتها بحث اتخاذ اجراءات عملية ضد الاستيطان الإسرائيلى.
ولفتت هآارتس إلى أن اتخاذ مثل هذا القرار فى هذا التوقيت وبعد زيارة نتانياهو بشهر تقريبا يدل على مدى الخلاف بين الدولتين حول الاستيطان، إضافة إلى توتر العلاقات بين أوباما ونتانياهو والتى وصلت إلي أسوأ حالاتها فى الفترة الأخيرة، خاصة بعد إعلان إسرائيل عن استيلاء المستوطنين على سبعه بيوت فى سلوان خلال زيارة نتانياهو لواشنطن، ناهيك عن الهجوم الكبير الذى شنه نتانياهو ضد أوباما مؤخرا كان السبب فى قرار واشنطن بإتخاذ إجراءات عملية ضد الاستيطان.