الأربعاء 26 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«معابر الموت» .. رحلات إلى الآخرة برعاية المسئولين

«معابر الموت» .. رحلات إلى الآخرة برعاية المسئولين
«معابر الموت» .. رحلات إلى الآخرة برعاية المسئولين




الاقصر - أسماء مرعى


مع إشراقة كل يوم يخرج اهالى قرية منشية النوبة بمدينة الطود جنوب الاقصر من بيوتهم حاملين ارواحهم على أيديهم خوفا من ان تكون هذه آخر لحظات حياتهم . فعبور شريط السكة الحديد يعنى لهم «الموت» «او الحياة» فكم واحد من اهالى القرية صدمتهم القطارات لتتناثر اشلاؤهم على جانبى شريط السكة الحديد وتغطى لون الدماء القضبان الصدئة، وعندما يكون القدر رحيما بهم يكتفى باقتطاع أجزاء من أجسادهم تجعلهم يعيشون طيلة حياتهم يعانون من اهمال المسئولين ويصبحون مجرد أرقام ضمن ضحايا القطارات.
 وعلى الرغم من اعلان المسئولين فى وقت سابق عن تطوير مزلقانات السكة الحديد واستخدام أحدث أساليب التكنولوجيا وتحويل عملها من النظام اليدوى الى النظام الالكترونى باستخدام الاشارات الضوئية والأجراس الا انهم اغلقوا عيونهم وصموا آذانهم عن رؤية وسماع معاناة أهالى القرية ولم يقوموا بإنشاء مزلقان يحميهم من الموت.
انتقلنا الى القرية لرصد شعور القلق والخوف الذى يعيشه الأهالى أثناء مرورهم على قضبان السكة الحديد.
فيقول عز على أحد المضارين «انهم يعيشون فى قلق ورعب خوفا على حياتهم وحياة أولادهم أثناء عبورهم قضبان السكة الحديد،وذلك لافتقاده جميع عناصر الأمان، فلا يوجد إشارات تحذيرية ولا مزلقان ولا اى وسيله انذار تنبههم عندما يأتى القطار،موضحا انه يقوم باصطحاب اطفاله يوميا فى الصباح وبعد الظهر لعبور القضبان للذهاب الى مدارسهم، وعلى الرغم من قيام الاهالى بتقديم العديد من الشكاوى للمسئولين توضح مدى خطورته على ارواحهم وضرورة إنشاء مزلقان او نفق او حتى كوبرى علوى يرحمهم من مخاطر الموت المحقق ويوفر لهم العبور الآمن الا ان الشكاوى لم تحرك ساكنا.
ويمر الطلاب على شريط السكة الحديد ويبدو على وجههم آثار الرعب والخوف ينظرون يمينا ويسارا خشية ان يمر القطار على حين غفلة منهم فيدهسهم تحت عجلاته.
عبدالرحمن طالب بالمرحله الاعداية قال «نشعر بالرعب والقلق أثناء عبورنا على القضبان للذهاب لمدارسنا فنخرج كل يوم ونحمل ارواحنا على أيدينا لا نعلم ان كنا سنعود ثانية ام لا، مطالبا بإنشاء مزلقان او نفق ارضى يحميهم من مخاطر الموت ويرحم طفولتهم البريئة متسائلا ان كانت حياتهم كأطفال تسوى شيئا عند المسؤلين و هل سيجئ اليوم الذى سيتحقق فيه حلمهم ويعبرون بأمان على القضبان ؟
ويستكمل محمد الطارق من سكان القرية فيقول إن انشاء مزلقان او نفق امام كوبرى نجع الشوشاب يخدم 15 ألف نسمة فى ستة نجوع بالقرية هم «أبوالحمد، الشوشاب، الغربيات، الستميلات، الانصار، العرب «ويرحمهم من الرعب والقلق اليومى منوها أن المئات من أهالى القرية يمرون يوميا على قضبان السكة الحديد امام كوبرى نجع الشوشات لقضاء مصالحهم، مضيفا ان هيئة السكة الحديد أخدت جميع الموافقات عام 2006 لعمل مزلقان امام القرية ولكن تقاعس واهمال المسئولين استمر لأكثر من 9 سنوات -ليظل ممر السكة الحديد كما هو «محلك سر».
قرية منشية النوبة كان لها نصيب من حوادث السكة الحديد فلم يمر عام الا وتكتسى القرية بالسواد حزنا على دهس القطار لاحد أبنائها فيقول اسلام طاهر احد اهالى المتوفى فى حادثة قطار» ان القدر شاء أن تمر اخته وطفلاها على قضبان السكة الحديد، لتجد نفسها فى مواجهة مع القطار الذى لم يرحم آدميتهم ليدهسهم تحت عجلاته فتتناثر أشلاؤهم على قضبان السكة الحديد التى تلونت بدمائهم ليصبح «الإهمال» هو المسئول الوحيد حيث انهم لم يفعلوا فى حياتها ذنبا سوى انهم خرجوا ومروا على «معبر الموت» -على حد قوله».
من جانب آخر رفض مسئولو السكة الحديد بمحافظة الاقصر الادلاء بأى معلومات عن تطوير او عمل مزلقان بالقرية بحجة عدم وجود تصاريح مع مراسل المحافظة من الهيئة العامة للسكة الحديد بالقاهرة».