الخميس 22 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

دور «بيت العائلة» يثير الجدل بين الأقباط

دور «بيت العائلة» يثير الجدل بين الأقباط
دور «بيت العائلة» يثير الجدل بين الأقباط




تحقيق – داليا سمير

فى عام 2011 كانت فكرة  «بيت العائلة» لحل مشاكل الديانتين المسيحية والإسلامية من منطلق الأسرة الواحدة، والعمل على توحيد الصف وإرساء مبادئ المواطنة ليبلور دورا محوريا فى نزع فتيل «الطائفية»، هذا وقد ضم المجلس ممثلين عن الكنيسة والأزهر، ليسعى أعضاؤه إلى تجديد الخطاب الدينى ومواجهة التطرف.


لكن الآراء المسيحية اختلفت ما بين مؤيد ومعارض حول مجهودات «بيت العائلة»، حيث رأى بعض الأقباط أنه لعب دورا كبيرا فى وأد الفتنة الطائفية وعمل على حل العديد من النزاعات، وله  دور مشهود، وعلى جانب آخر رأى البعض أن  بيت العائلة مجرد اسم، وليس له قيمة ولامعنى، ودوره ماهو إلا حبر على ورق.
فى البداية رفض جرجس صالح عضو بيت العائلة التصريح بأى أحاديث صحفية بخصوص دور بيت «العائلة»  بحجة أنه لا توجد تعليمات من الأنبا أرميا، وشاركه الرفض الدكتور عدلى أنيس وأيضا الدكتورة عايدة نصيف عضو لجنة التعليم ولجنة الشباب.
فيما قالت مارجريت عازر البرلمانية السابقة إن بيت العائلة جمع بين المسلمين والمسيحيين، وعمل على توحيد الصف بين عنصرى الأمة، كما انه بدأ بتفعيل مبدأ المواطنة وتصحيح الأفكار الخاطئة لدى كارهى الأديان وقبول الآخر فى المجتمع وعمل على إرثاء روح المحبة والبعد عن الكراهية.
وأوضحت عازر أن تفعيل الهدف الأساسى لبيت العائلة المصرية أصبح ضرورة ملحة لاحتضان الجميع، مشيرة إلى أنها أصبحت مقصرة فى متابعة مجهوداته.
من جانبه قال مجدى ملك عضو مجلس محلى سابق بمحافظة المنيا إن بيت العائلة المصرية عمل على تغيير ثقافات وتأهيل لرجال الدين المسيحى والاسلامى، كما انه لعب دورا فعالا فى المحافظات فعمل على وأد الفتنة وازالة النزاع القائم بين المسيحيين والمسلمين فى بعض القرى، بينما المركز الأم الذى أنشأته وزارة الأوقاف والكاتدرائية يجتهد فى تجديد الخطاب الدينى واحتواء جميع طوائف المسيحية والاسلامية وذلك بالتعاون بين الجانبين القبطى والاسلامى، كما يعمل على تقريب وجهات النظر على مستوى جميع المحافظات المصرية والمراكز والقرى، لافتاً إلى أنه فى النهاية يعد الهدف الأسمى لبيت العائلة هو إبقاء القانون وتحقيقه لأنه هو المطلب الأساسى لكل الأسر المصرية وتحقيق الاستقرار وتلاشى المشاكل وحلها.
ورأى نبيل زكى المتحدث الرسمى باسم حزب التجمع أن بيت العائلة المصرية قد ساعد منذ بداية إنشائه على حل المشاكل التى تؤدى إلى حدوث فتن طائفية وعمل على احتوائها وقام بوضع حلول لها بروح المحبة والمودة والمساواة بين الاقباط والمسلمين، مفيداً بأنه لعب دوراً إيجابياً فى تطبيق مبدأ المواطنة والمساواة فى المعتقدات واحترام الأديان وقبول الغير.
وأشار زكى إلى أن بيت العائلة يعمل وفقا لما أقره الدستور فى تحقيق المواطنة، كما يعمل طبقاً للقانون فإذا رأى شخصاً يحقر من شأن الأديان يقدمه للقانون، وكل من يعمل على إشاعة وبث الكراهية ضد أى دين يقدم للمحاكمة أيضاً بالقانون.
فيما قال سليمان شفيق كاتب سياسى إن بيت العائلة المصرية الذى تم إنشاؤه من أجل تفعيل الخطاب الدينى ماهو إلا تكية من التكايا لا قيمة له فى المجتمع وذلك مع احترامه الشديد للمجالس العرفية.
وأضاف شفيق أن الهدف الأساسى له هو التفرغ للخطاب الدينى والعمل على تجديده، لكنهم حادوا عن الطريق وتفرغوا للكلام الذى لا يسمن ولا يغنى من جوع، وخالفوا الهدف الأساسى.
فى المقابل قال نادر صبحى سليمان مؤسس حملة شباب كريستيان إن بيت العائلة قد تحول إلى مقر دعاية انتخابية ولقاءات رجال الأعمال، وأصبح لا يؤدى دوره المنوط به كبيت عائلة لكل المصريين ولم يكن لديه أى دور فى الحياة الدينية السياسية من جانب المندوبين عن المؤسستين الدينية (القساوسة أو شيوخ الأزهر) على حد سواء.
 وأشار سليمان إلى أن بيت العائلة أثبت فشله الذريع  فى تجديد الخطاب الدينى واحتواء الشباب، وليس له أى دور ملموس فى المجتمع وليس له أى فائدة، موضحا أنه بالرغم من أنه تابع للنخبة من قيادات الكنسية والأزهر لكنه يقتصر على الاجتماعات التى تحدث بينهم فقط.
وطالب مؤسس حملة كريستيان النخب الدينية التى تشرف عليه  بأن يستغلوه  بشكل جيد خاصة فى تلك الظروف، وأضاف أنه  من الضرورى مناقشة مسألة تجديد الخطاب الدينى وترسيخ مفهوم قبول الآخر حتى يقوموا باحتواء أى فتن قد تحدث.
بينما رأى المستشار نجيب جبرائيل محامى الكنيسة إن بيت العيلة لم يأت بأى ثمار ولا أى فائدة، وليس له أى قيمة ولا طعم ولا معنى، ودوره لم يلمس بشكل فعال، ولم يقم بحل المشاكل الذى يقع فيها المسيحيون، واقتصر على الاجتماعات ولم يقم بحل قضية واحدة مما يدعون ذكرها ولم يعمل على حل النزاعات ولا وأد الفتن، وتركها لتكبر، مشيراً إلى أن شيخ الأزهر هو الذى يقوم فى بعض الأوقات بحل بعض المشاكل بصفة شخصية.
وطالب جبرائيل الدولة بحل بيت العيلة لأنه سيعمل على نشر الفتن الطائفية وتفعيل النزاعات الدينية والعقائدية بين الأقباط والمسلمين وأنهم يعملون من أجل مصالحهم الشخصية فقط.
وشاركه فى الرأى المستشار ممدوح رمزى قائلا: «إن بيت العائلة ماهو إلا ضحك على الذقون ولم يغير أى شىء منذ إنشائه ووظيفته الأساسية يجب أن تكون تفعيل الخطاب الدينى وتجديده وإعادة توجيه الناس بضرورة حبهم لبعضهم البعض، مشيراً إلى أنهم لم يتحركوا عندما أمر الرئيس عبدالفتاح السيسى بانشاء كنيسة باسم شهداء ليبيا الذين لقوا مصرعهم  على يد داعش إلا أن هذه الكنيسة لم تبن بسبب تشدد السلفيين والاخوان ورفضهم لبناء الكنيسة، كما ان المحافظ لم يتحرك وبيت العائلة الذى يستوجب عليه إبراز دوره فى هذه القضية ويقوم بإرضاء الطرفين رفع يده عنها وتعامل بمبدأ لا أرى ولا أسمع ولا أتكلم.
وأضاف رمزى أن كل أعمال بيت العائلة ما هو إلا حبر على ورق تتداوله لتضحك به على المسيحيين والمسلمين.
وعلى صعيد آخر قال مدحت بشاى كاتب أن فكرة  بيت العائلة كانت مبادرة طيبة عبر إنشاء مؤسسة تراعى حالة من الحوار الطيب لإصلاح الخطاب الثقافى والدينى والإعلامى الموجه لعموم الناس فى بلادنا، مشيراً إلى أن الهدف الثانى من وجهة نظره العمل كوحدات تدخل سريع فى فض النزاعات الطائفية،لكن للأسف فيما يخص تصحيح الخطاب الدينى لم نستشعر له أى دور ملموس، فأعضاء البيت غير متواجدين على الساحة إعلاميا أو فى المحافل الثقافية المعنية بتدبير آليات للإصلاح.
كما أننا نبحث عنهم  فى مشاكل تطوير المناهج المحرضة على الفتن ولا نجدهم، نبحث عنهم للرد مؤخرا على الرئيس الفلسطينى الذى ناشد المؤسسات الدينية لزيارة القدس وقال لهم: أنتم تظلمون السجين ولا تعاقبون السجان، متسائلاً «فين تفاعل بيت العائلة لتغيير المفاهيم العبيطة الحنجورية دى فى ظل سعى نيتانياهو لتهويد القدس؟ أين بيت العيلة لتفعيل قرار الدستور بإلغاء الأحزاب الدينية ؟ أين بيت العيلة من خطاب الرئيس السيسى ومقولته الرائعة «لامواءمات سياسية» بعد الآن وتصوره الإصلاحى وما أطلق عليه الثورة على المفاهيم الدينية الخاطئة؟ لماذا لا تتبنى مؤسسة بيت العائلة إصدار مطبوعات دورية فى متناول الناس لطرح مشاريعهم، أين كانوا فى مشكلة كنيسة المنيا قبل أن تحدث النزاعات بين الناس أين هم على القنوات الدينية المسيحية والإسلامية؟ بيت العيلة رغم وجوده من فترة ليست بالقليلة لم ينجح فى إثارة حوار مجتمعى عام وحيد حول قضايا الاقتراب والتعريف بعبادات الآخر حتى لا نفاجأ فى يوم أسود يخرج علينا رئيس أكبر منظمة عربية كجامعة الدول العربية ليقول إحنا مش زى الكاثوليك والأرثوذكس كل طايفة ليها كتاب وفين بيت العيلة لم يرد ليه على الكارثة دى عايزين بيت العيلة فى قصور الثقافة وفى المدارس والجوامع والكنايس ليه مافيش حالة حوار مجتمعى يشرف عليها بيت العيلة لمناقشة قوانين بناء دور العبادة أين بيت العيلة فى التصدى لفتاوى التخلف والرد عليها.
وعلى صعيد آخر رأى جمال أسعد أن بيت العيلة قد اقتصر على المجالس العرفية بين رجال الدين المسيحى والاسلامى وفيما يخص التدخل بين المشاكل هذا المبدأ لم نرفضه، مضيفاً أنه من ناحية التقييم فإن بيت العائلة لم يؤد مهمته المنشأ من أجلها وهذه المهمة هى إرثاء علاقات إسلامية - مسيحية وهذا يأتى عن طريق إقامة مؤتمرات ثقافية - اجتماعية - فنية وغيرها من المؤتمرات التى تحس على ضرورة المواطنة.
وأضاف أسعد أنه منذ بداية إنشاء بيت العائلة لم تكن له مجهودات ملموسة على أرض الواقع او فى الشارع المصرى، موضحاً أنه يجب على بيت العائلة المصرية النزول للشوارع والالتحام بالجماهير من خلال اللقاءات والندوات التثقيفية والاجتماعية والفنية والبعد عن الاجتماعات المكتبية التى لم تجد أى شىء ولا تفيد الجمهور المصرى بأى شىء.