الإثنين 1 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
فاصل ونواصل: الأباحة بصراحة!

فاصل ونواصل: الأباحة بصراحة!






بصراحة لا أعرف من هو صاحب العبارة البليغة «ما قل.. ودل» وإن كنت أعرف أنها عنوان أشهر باب صحفى للكاتب الكبير الاستاذ «أحمد الصاوى محمد» الذى بدأ كتابتها فى الأهرام ثم انتقل بها إلى «الاخبار».
وبصراحة أيضاً لا أعرف من هو مخترع عبارة مهمة تقول: الإعجاز فى الإيجاز. وكان الزعيم «سعد زغلول» قد كتب ذات يوم خطاباً من نحو عشرين صفحة لأحد أصدقائه وختمه بقوله: اعذرنى وسامحنى، لم أجد وقتاً للإيجاز، فأطلت، والعبقرية ليست فى كثرة الكلام بل فى ما قل ودل من هذا الكلام!!
وما أكثر الكلمات القصيرة الموجزة التى دخلت حياتنا فأصبحت بمثابة حكم مأثورة، وكلمات خالدة، تلخص بدقة وجهة نظر ورؤية صاحبها.
ربما لم تقرأ خطب الزعيم «سعد زغلول» لكنك تردد عنه عبارة غير مؤكدة هى «مفيش فايدة»!! وربما لم تقرأ قصائد وأشعار الشاعر التونسى الكبير «أبو القاسم الشابى» لكنك تردد جملته الخالدة: إذا الشعب يوماً أراد الحياة، فلابد أن يستجيب القدر».
والمؤكد أنك تعرف الفنان والملحن والمؤلف «مصطفى كامل»، لكنك لا تعرف «مصطفى كامل» الآخر - الزعيم الوطنى - صاحب عبارة «لو لم أكن مصرياً لوددت أن أكون مصرياً» بل إن كاتبنا الكبير الاستاذ «أنيس منصور» جمع كل أقواله المأثورة ذات الدلالة والمغزى فى كتاب يعد واحداً من أشهر كتبه وهو «قالوا»!!
قالوا وما أكثر ما قالوا فى الفضائيات، قالوا فى السياسة، وقالوا فى الفتاوى، وقالوا فى المسخرة وقالوا فى كل ما يخطر على البال وما لم يخطر أيضاً، وهذه الأقوال تستحق أن توضع فى مجلد ضخم فخم أنيق وشيك تنفق عليه هذه الفضائيات ومن عائد البيع والأرباح تسدد ديونها ومرتبات من يعملون بها!!
خسارة فادحة أن تذهب هذه المأثورات والحكم البليغة أدراج الرياح مع انتهاء البرنامج، إنها عبارات خالدة دخلت التاريخ ولن تخرج منه إلا مع تطور جديد قادم!
من هذا الأقوال البليغة والمأثورات المهمة ما قالته المفكرة الإعلامية الأستاذة «بسمة وهبة» فى برنامجها «هى مش فوضى» وكان موضوع الحلقة عن «المتحولين جنسيًا» واستضافت نماذج لشباب أو رجال تحولن إلى نساء «!!» وهناك جزء ثان من البرنامج!
ومن أقوالها المأثورة فى الحلقة مثلاً: «الرجولة مبقتش بتجيب همها، وأن هناك رجالاً يتنازلون عن رجولتهم ليس من أجل الشذوذ والمثلية الجنسية بس، ده كمان عشان يعرفوا يشتغلوا فى الدعارة ويجيبوا فلوس كمان ويعملوا ثروات»!
فى هذا البرنامج الذى تبثه قناة «تن» التى كان اسمها «التحرير» تحدثت إحدى المتحولات عن الثراء الفاحش والأموال الطائلة التى هبطت عليها بعد أن غادرت دنيا الذكورة والتحقت بدنيا الأنوثة وسيارات أحدث موديل، وعزومات وهدايا.
أما الأستاذ الإعلامى «تونى خليفة» فى حواره مع المفكرة «برديس» فى قناة «القاهرة والناس» (برنامج أسرار من تحت الكوبرى) فقد امتلأت الحلقة بعشرات المأثورات الفكرية والمواعظ الجنسية، بعد تشويهها أغنية الرائعة «سعاد حسنى» يا واد يا تقيل، فقد قالت: أنا جريئة وبحب الدلع! أنا عايزة أدلع البلد!
صحيح أن الأستاذ «تونى» هاجم الأغنية ووصفها بأنها «بورنو» وفعل نفس الشىء الشاعر الجميل «بهاء جاهين» نجل العبقرى الرائع مؤلف الأغنية «صلاح جاهين» وكذلك عشرات النقاد ولكن!    
بعد كل هذا الهجوم والانتقاد سواء فى برنامج تونى خليفة أو الزميل الأستاذ وائل الإبراشى، فقد تعاقدت الست برديس على بطولة ثلاثة أفلام ومسلسل! والمسلسل عنوانه «نصباية» وسيعرض فى رمضان المقبل!
صحيح أن «برديس» ـ سحبت الأغنية بأدائها «الأبيح والقبيح» لكنها سعيدة بالضجة والزيطة والزمبليطة التى حدثت حولها.. وإيه يعنى شوية هجوم ونقد وتجريح ما دامت حققت كل هذا الذيوع والانتشار: حوارات، لقاءات، برامج، وثلاثة أفلام ومسلسل، ومأثورات دخلت التاريخ!
وسوف يذكر التاريخ لبرديس عبارة خالدة قالت فيها: أنا أفضل رقاصة فى مصر!! وفاصل ونواصل الردح والسب والإباحة بكل صراحة!!