الإثنين 1 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
فضائيات «القرف» الحصرى

فضائيات «القرف» الحصرى






ليس سرًا انصراف المشاهدين عن برامج «التوك شو» منذ زمن طويل بعد أن زادت أكاذيبها وكآبتها وإحباطاتها التى تسببها لكل مشاهد!!
كانت هذه البرامج تعتمد على فكرة المذيع الواحد أو المذيعة الواحدة الذى يحتكر الشاشة طوال عرض برنامجه أو برنامجها، أما من يتم استضافتهم من ضيوف فهم ليسوا سوى ديكور أو سنيدة للبرنامج، فإذا تكلم الضيف دقيقة تحدثت المذيعة ربع ساعة، وإذا تفوهت المذيعة اللهلوبة بأرقام خاطئة أو أكاذيب الفيسبوك لا يجرؤ الضيف المسكين على تصحيح معلوماتها، وإلا نهاره أزرق!
كل مذيع أو مذيعة الآن لا يبحث عن برنامج هادف بل هايف، برنامج لا يقترب من أمور الثقافة، بل برنامج بطله الأول هو «السخافة»!!
أصبح كل برنامج بفريق إعداده يلهث وراء أى موضوع تافه وعبيط وسخيف وسطحى لكى يفرد عضلاته مع ضيوفه وهات يا لت وعجن!
البحث عن فضيحة هدف أى برنامج هذه الأيام البحث عن موضوع شاذ هو الخبطة التليفزيونية التى ترقص لها المذيعة فرحًا وسرورًا، والفكرة التافهة هى أقصى ما يتمناه الأفندى فى برنامجه!
ألا يوجد رجل رشيد من أصحاب هذه الفضائيات يقول لهم: عيب!
ألا يوجد مسئول محترم عنده دم من أصحاب هذه الفضائيات التى أصبحت أكثر من الهم على القلب أن يراجع مضمون أحد هذه البرامج!
لا أعتقد ولا أظن أن هذا حدث أو سيحدث!! فصاحب الفضائية الذى هو أصلاً لا يعرف الألف من كوز الدرة فى العمل الإعلامى، لا يهمه إلا الفلوس والأرباح المتلتلة التى سيجنيها من وراء الإعلانات!!
والمصيبة أن الإعلانات والأرباح تراجعت بشكل مذهل، وأغلب أصحاب الفضائيا يشكون من ذلك، هناك قنوات أغلق إلى الأبد، وبعضها لفترة مؤقتة وأخرى قامت بتقليص أو طرد بعض من يعملون بها!!
فضائيات مش لاقية تأكل ولا تجد مصاريف ورواتب العاملين بها وفضائيات تساوم من يعملون بها على تخفيض رواتبهم التى لم يتقاضونها منذ أشهر، ومع ذلك مستمرة فى البث طوال 24 ساعة!!
أهم أن وزارة الثقافة تخسر وهى جهة لا تبغى الربح لأنها تدعم المنتج الذى تقدمه للمواطن سواء كان كتابًا أو مجلة أو عرضًا مسرحيًا الدعم هنا واجب وضرورى تجاه كل مواطن!
هل قرر أصحاب هذه الفضائيات أن يستمروا فى خسارتهم من أجل عيون الوطن والمواطن؟! هل يعتقد هؤلاء أنهم بما يقدمونه من هراء وخراء هو تنوير وسعادة وثقافة وتسلية للمواطن؟!
هل ثقافة وسعادة وتنوير المشاهد بكل هذه السخافات والبواخات التى تطق فى دماغ أحدهم أو أحداهن فيسارع إلى تقديمها للمشاهد حتى لا يموت ناقص عمر؟!
تخيلوا واحد أهطل مخبول طقت فى دماغه فكرة عمل مليونية بسبب غلاء البامية أو مليونية لزراعة مليون فدان بامية بدلاً من الأرز؟! أو أحد أحمق أعلن عن اختراع جديد لتضيع المياه فى البيوت للتغلب على مشكلة مياه النيل وواحدة رايقة تطالب بمليونية هدفها إجبار الأزواج على أن يقول لزوجته بحبك وبموت فيكى ثلاث مرات كل يوم!
مثل هذا السخف والهراء هو ما تحبث عن فضائيات فاضية وفارغة، وإلا ما معنى كل هذا الذى تشاهده وتسمعه من قصص وحكايات من تحت الكوبرى وفوق السرير، والمستخبى واللى مش مستخبى، واللى بان واللى ما بانش!! والأب الذى أنجب من ابنته!! والزوجة التى قتلت أولادها لتتفرغ لعشيقها!! أو شاب زهق من ذكورته فقرر أن يصبح أنثى!!
ما هذه المجارى الفضائية؟! ما كل هذا الصرف الصحى الذى انفجر فى وجوهنا؟!
أنا لا أتحدث عن فضائيات الرقص وهز الوسط، لكنى أتحدث عن فضائيات وأفندية وهوانم يدعون المهنية والتمسك بميثاق الشرف الإعلامى؟! وهؤلاء بالتحديد هم أول من أصبح ميثاق الشرف الإعلامى على أيديهم وعبر برامجهم إلى ميثاق «قرف» إعلامى.
إن مشكلة مصر الآن وبكل صدق ليست الزبالة والقمامة التى تملأ الشوارع والحارات، بل مشكلتها وأزمتها فى كل هذا الكم الرهيب من الزبالة والقمامة والعفونة التى تلقيها فى وجوهنا غالبية هذه الفضائيات دون توقف طوال اليوم!!
كفاية قرف بقى!!