الثلاثاء 20 أغسطس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
أزمة «BBC» والجزيرة شاهد ما شافش حاجة!

أزمة «BBC» والجزيرة شاهد ما شافش حاجة!






أبسط ما يقال عن فضائية «الجزيرة» القطرية إنها جزيرة فعلًا من الأكاذيب والسفالات والانحطاط الخلقى والسياسى!
فضائية مفضوحة احترفت الكذب والتدليس ولا تتورع عن اختلاق وقائع لم تحدث، وتخترع قصصا لا وجود لها وليس لها سوى هدف واحد هو مصر!
منذ ثورة الثلاثين من يونيو تعانى «الجزيرة» من أمراض لا نهاية لها، من الوسواس القهري، والاكتئاب الحاد والإحباط المزمن فى كل شيء، فقد جندت «الجزيرة» صبيانها وعيالها كل جمعة ليبثوا هلاوس بصرية وسمعية عن المظاهرات الحاشدة بالملايين، والثورة التى تجتاح كل ميادين مصر ضد الانقلاب، وتمضى الأيام والأسابيع والشهور لا شوفنا مظاهرات حاشدة أو غير حاشدة، لا شاهدنا ملايين ولا حتى بضعة مئات مما تدعيه «الجزيرة».. وليل نهار تتحدث «الجزيرة» عبر أخبارها وتحليلاتها وبرامجها ومحلليها وأفنديها عن الانقلاب يترنح.
الجزيرة هى التى ترنحت ومعها دلاديلها وتوابعها التى تبث من تركيا، ترنح شعار الجزيرة «الرأى والرأى الآخر» فلا رأى ولا رأى آخر، هناك كذب وكذب آخر، سفالة وسفالة أخري، ورائحة مجارى تزكم الأنوف.
ومن طيبة قلب «الجزيرة» انها تنشال وتتهبد لوقوع طفل مصرى فى الشارع، أو أن سيدة عجوزا تشكو ارتفاع سعر البامية، ولا تنشغل إطلاقًا بمأساة العمال الآسيويين الذين يعملون لديها فى تشييد الملاعب الرياضية فى ظل أسوأ ظروف إنسانية ومعيشية تقترب من حياة العبيد فى العصور الوسطي.
وطوال شهور راحت «الجزيرة» تتحدث وتكذب عن الهناء والسرور والسعادة التى تعيشها هذه العمالة الآسيوية، حتى جاءت محطة «بى بى سي» وكشفت عن أكاذيب الجزيرة وفضائحها، فقد اعتقلت السلطات القطرية طاقم «بى . بى . سي» كانوا يعدون تقريرًا تليفزيونيًا عن أحوال هؤلاء العمال.
وقبلها كانت السلطات القطرية قد اعتقلت فريقا تابعا لمحطة تليفزيونية ألمانية لنفس السبب، وكانت حجة قطر أنهم خالفوا القوانين والتعدى على الملكية الخاصة (طب إذا كان الأمر كذلك فبماذا تسمى ما تفعله الجزيرة من التجول والبرطعة فى مصر لتصوير أشياء مفبركة).
قالت السلطات القطرية إنها أعدت جولة لفريق «بى . بى .سي» لكى يشاهدوا النعيم والجنة التى وفروها لعمال «نيبال» لكن فريق «بى .بى . سي» تقابل مع عمال آخرين، وحاولوا الدخول ليلًا إلى مخيم العمال!
ولم تسكت «بي. بى . سي»   على الأكاذيب القطرية وأكدت: إن السلطات القطرية قدمت مجموعة من المزاعم المتضاربة لتبرير الاحتجاز، بل وتطلب إعادة معدات التصوير التى صادرتها».
وقال «مارك لوبل» مراسل «بى بى سي» انه تم اعتقاله هو وثلاثة من زملائه وتم احتجازهم وأمضوا ليلتين فى السجن (هكذا بدون تحقيق ولا إحم ولا دستور) وتم منعهم من مغادرة البلاد لمدة أسبوع وصودرت كل معداتهم وأضاف: «الاعتقال كان دراميًا وطريقة استجوابنا كانت سيئة»!
وردًا على المزاعم القطرية الكاذبة أكدت صحيفة «الاندبندنت» ان فريق «بى بى سي» لم يعتقل لسبب سوى الصحافة الحرة، وان ذلك يثير مخاوف بشأن منح الفيفا كأس العالم لدولة لا تحترم حقوق الإنسان!
 وانتقد الاتحاد الدولى للصحفيين ما جرى وطالب السلطات القطرية باحترام الحق الشرعى للصحفيين فى العمل وعدم تكرار ذلك فى المستقبل!
أما الفيفا» وأنت تعلم وأنا أعلم وقطر تعلم سر الحب الدفين بين فيفا وقطر لمنحها كأس العالم - فقد  طالبت فى بيان لطيف خفيف رومانسى قولها إن أى إشارة تتعلق بتقييد حرية التعبير هى مبعث قلق للفيفا!
فضيحة بجلاجل شاهدها العالم كله بالصوت والصورة، لكن الجزيرة وحدها لم تشاهد الفضيحة، ولم تتناولها بكلمة أو رد «لا رد ولا رد آخر» وبطبيعة الحال فإن فضائيات  «رابعة» المبثوثة من تركيا لم تشاهد ولم تسمع ولم تر الفضيحة القطرية.
الغريب أن الجزيرة منذ شهرين عقدت مؤتمرًا دوليًا عن «حرية الرأى والتعبير فى العالم العربى بين الواقع والطموح» ناقش المؤتمر كل شيء وأى شيء إلا حرية الرأى والتعبير فى قطر نفسها، وأظنك تعرف حالة الشاعر القطرى «محمد العجمى وشهرته محمد ابن الذيب» المعتقل منذ سنة لكتابته قصيدة تمدح الربيع العربي، وتم الحكم عليه بالسجن المؤبد!
«الجزيرة» شاهد ما شافش حاجة فى كل شيء يتعلق بالشأن القطري!! واللى اختشوا ماتوا!!