الإثنين 1 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
مسلسلات وفوازير تحت السرير!

مسلسلات وفوازير تحت السرير!






لن تختفى أو (تغور فى داهية) فضائيات الرقص وهز الوسط وما تحت الوسط خلال شهر رمضان المبارك!
ستظل هذه الفضائيات تبث لكنها ستغير نشاطها وبدلاً من «هز الوسط» ستلجأ إلى «هز العقل»!
بدلاً من الرقص ووجع الدماغ لا بأس من توقفه لمدة شهر، على أن يعود الرقص ووصلاته مع أول أيام العيد، فالعيد فرحة يا سلام!
هز العقل عند هذه الفضائيات هو بث فوازير وأسئلة للسادة المشاهدين، وجوائزها آلاف الدولارات، لا الجنيهات!
فوازير عبيطة بلا حدود، ساذجة سذاجة لا يتصورها العقل من نوعية اذكر خمسة أغان لفلان أو فلانة؟! كم عدد أغنيات النابهين «أوكا وأورتيجا»؟! أو كم قبلة حدثت فى فيلم أبى فوق الشجرة!
أما قمة الذكاء الفوازيرى عندما تصرخ المذيعة النحنوحة وهى تقول للمشاهدين: شىء يأكل ولا يشبع ويموت عندما يشرب؟! والإجابة بالطبع هى «النار» ورغم تفاهة السؤال والفزورة فالمحطة والمذيعة تظل تردده دون انقطاع لأيام، حتى يأذن الله بمشاهد أو مشاهدة يهاتف المذيعة ويقول الحل ليكسب عشرة آلاف دولار.
وهكذا تمضى ساعات الإرسال تفاهات وسفاهات وبث غث!
 لكن التركيز كله سوف يكون على المسلسلات الدرامية، أكثر من خمسين مسلسلاً تتبارى المحطات فى عرضها، والمسلسل الواحد تجده معروضًا على أكثر من قناة، لكن هذا لا يمنع أن تدعى كل محطة أن مسلسلها حصرى أى أنها وحدها التى تنفرد بعرضه.
وعلى ما يبدو فقد انتهى زمن الدراما ذات الهدف المحترم والأخلاق الرفيعة، والصراع البشرى دون سفك دماء وقتل وشتائم وألفاظ نابية لا تسمعها إلا فى مشاجرات وخناقات وضيعة.وليس سرًا أن عددًا كبيرًا من الفضائيات والصحف والمجلات راحت تنشر ملخصات مكثفة لهذه المسلسلات، موضوعات غريبة ومفتعلة لا تعرف ما الهدف من صرف الملايين على كتابتها وإخراجها وتمثيلها واستضافة نجومها لكى يتحدثوا عنها بحماس وكيف إنها مسلسلات هادفة ــ تناقش الواقع بجرأة! ولا تتضمن ما يخدش حياء المشاهد والمشاهدة فى هذا الشهر الكريم والفضيل!!
وإليك بعض عينات مضمون ما سوف تراه: فهناك ذلك المجرم الذى خرج من السجن ليكتشف خيانة زوجته له، ثم محاولة إعادته للسجن ثانية(!!) وآخر يناقش حياة المدمنين وعالم الإدمان!! ثم حكاية شقيقين يقوم أحدهما بقتل الآخر للاستيلاء على ماله!! أو تلك البنت الفقيرة المعدومة، التى تصبح فجأة من كبرى سيدات الأعمال وما تعانيه!!
فيه إيه؟! وإذا كان من الممكن أن تذاع هذه المسلسلات بكل ما فيها من ركاكة وفجاجة وسذاجة، وخيانات، وعلاقات غير مشروعة فى كل شهور السنة، فمن العيب والعار أن يكون ذلك فى شهر رمضان.
أعرف أن أصواتًا عالية وأقلامًا لا تعرف «الحيا» سوف تقول إن الإبداع لا وقت له، وإن حرية الإبداع لا سقف لها، والشعب يريد إسقاط الرقيب، وأن المبدع هو رقيب نفسه!
لا يا سيدى ليس هذا إبداعًا ولا أدبًا، هذا إسفاف متعمد، وإذا كان العرى والصدور العارية والأفخاذ المكشوفة والعلاقات المحرمة هى الإبداع فماذا تقول عن مسلسلات ليالى الحلمية ورأفت الهجان وضمير أبلة حكمت والداعية ونصف ربيع الآخر وغيرها.
لكن على ما يبدو كان ذلك كله فى زمن العبط والسذاجة، زمن قف للمعلم وفه التبجيلا، كاد المعلم أن يكون رسولاً!، وزمن العيب واللى اختشوا ماتوا!!
نحن الآن فى زمن «سيب إيدى» و«قوم اقف وانت بتكلمنى» هذا زمن قضايا السرير!!