السبت 21 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اﻹعلامى الكبير أشرف سرحان: تذكرة عودة

اﻹعلامى الكبير أشرف سرحان: تذكرة عودة






فى عدد ليالى المسافة الفاصلة، تلك التى قطعها ما بين لحظة ترحاله من مصر وما بين عودته إليها الآن، موزعا خطاه فى بلاد الدنيا القصية والقريبة، لم يتناثر ولم يتفرق الاعلامى الكبير الفنان أشرف سرحان فى المدن أشلاءً، ولم تطوحه رياح التيه والشهرة وتلق به فى دوامة بحار الغربة الجائعة أبداً، كان يدرك أنه يوماً ما - معلوم - سيلملم من الأرض قدميه ويعود، وقد عاد نهائياً مرتدياً إنجازات ونجاحات إعلامية قد حققها، أهمها برنامجه عابر القارات ذائع الصيت على الفضائية الروسية (مشاهدات) وقد قضى من أجل إنجاز هذا البرنامج - الأشهر عربيا - تسع سنوات، ليس فقط مذيعا ولا كان مجرد مقدم ومعد برنامج، بل كان إعلاميا جوالا، طوافا، قصاصا للأثر، قصاصاً لآثار أقدام، وآثار أرواح الذين عبروا السنين الجميلة والبنايات العتيقة، وخلفوا وراءهم حكاياهم وروائحهم وتواريخهم وجغرافيتهم شديدة الخصوصية والتفرد، ما نسميه جميعاً بالتراث، أو بالمدن الأسطورية، أو ببقايا أرواح اهالينا الذين مروا قديما من هنا، كان هؤلاء هم مادة برنامج «مشاهدات».
أنهى أشرف سرحان تعاقده مع قناة «روسيا اليوم» وما إن عاد لمصر مع أول ليالى رمضان حتى بدأت تبحث عنه بعض القنوات المصرية والعربية، وبدأت فى ذات الوقت تطارده تلك القناة الخليجية «إياها» مقدمة له عرضها المغرى، فاتحة لاسمه أى عدد من ساعات إرسال شاشتها الشهيرة وأى رقم يحدده من زكائب ريالاتها، ويقيم - وقد عاد إلينا - بتلك الدويلة الخليجية «إياها» هناك ويعيد تقديم برنامجه الأسبوعى «مشاهدات»، لكنه، ولأنه لا يتفق ولا يتسق مع سياسة الدويلة المنتسبة للعروبة ولا لمحتوى قنواتها التلفزيونية الخاضعة للسيد (الصهيو ـ أمريكى) فقد رفض العرض (بفتح العين)، رفض أن يبيع لهم العرض (بكسر العين) وقد فعلها غيره كثيرون من الذين اقتسموا العمر والسنين والحزن معنا هنا.
عاد ليناقش مع نفسه والآخرين عروضاً قائمة وعروضاً غائمة وعروضاً يتمناها ويسأل كيف الوصول إليها، وهو الذى يجهل ويتجاهل الطريق الواصل إلى الشلة، ولم يطب له المقام بجوار منطقة المصالح، لهذا وبوضوح يبحث عن فرصة - غريبة جداً والله دى- مع التليفزيون المصرى! التليفزيون الذى هرب ويهرب وسيهرب منه الكثيرون، فثمة حوار وكلام وعرض قديم دار بينه وبين مسئولين بماسبيرو بهذا الخصوص يسعى أشرف سرحان لتجديده، الكلام كان حول برنامج اسبوعى - بطريقة أشرف سرحان - على غرار ما كان يقدمه سمير صبرى بشكل يتناسب مع التطور الحاصل فى إلاعلام وفى مزاج وذائقة المشاهد العربى، ليس هذا فحسب بل إنه يبحث فى ذات الوقت عن: كيف ومن أين يبدأ الطريق القصير الواضح المباشر للعمل مع أسامة الشيخ تحديداً وحصرياً وبالذات، تلك أمنية «أشرف» التى يحدثنا عنها كثيراً حيث يرى فى أسامة الشيخ أسطورة لإنشاء وتطوير وإصلاح قنوات التليفزيون العربى، ليصبح هو الاعلام المختلف والمغاير والمتميز والرائد، وهذه حقيقة.
ثمة دعوات متجددة الآن للعمل فى الفضائية الصينية وكان أشرف سرحان قد خاض العمل كمستشار لتلك القناة الصينية ــ العربية لفترة زمنية قصيرة فى بداية بثها، قبل التحاقه كمقدم ومعد برنامج «مشاهدات» بقناة روسيا اليوم، التى بدأ العمل فيها كنائب لمدير القناة ومطور للبرامج العربية بها بما يناسب ذوق وثقافة المشاهد العربى، وقبل ذلك بكثير عمل لسنوات مطورا للبرامج العربية بالتليفزيون الايطالى (RAI MID).
عاد أشرف سرحان بكل تلك النجاحات والامنيات والطموحات، والأهم من ذلك كله، أنه عاد ومعه تذكرة عودة نهائية لمصر.