
كمال عامر
نهاية مرسى والإخوان
أشفق على كل مسئول مازال فى منصبه بمصر حاليا.. وعلى كل المستويات.. الظروف المحيطة والتى تسيطر على المشهد كلها تدخل ضمن العوامل العكسية التى تصيب المسئول وقراراته بالشلل.
الظروف المحيطة بالمنصب الوزارى أو حتى رئاسة الوزراء والرئيس مرسى لا تساعده حتى على العمل والبحث على علاج لمشاكل قد تقذف بمصر كلها.
الشارع السياسى الملتهب وراء تأخير البدء فى الإصلاح.. وأيضا الخوف من الاقتراب من ملف الأزمات والتدخل الجراحى فى الحل الرئيس مرسى لن يجرؤ على تمرير حزمة الإجراءات المؤلمة فى طريق حل الأزمة المالية التى تهدد حياة المصريين ولقمة العيش نفسها.. الشارع مُلتهب ومُحتقن والنخبة الموجودة ترى أن استمرارها مرتبط بما تحققه فى عملية إدخال تعديلات دستورية وهى هنا تلعب على وتر سوء إدارة الإخوان لأمور البلد رافعة شعار ما حدث حول مشوار إقرار الدستور وقبله الإعلان الدستورى.
- والأخطر أنه وسط هذا التوتر لن ينجح الرئيس مرسى والإخوان وكل قيادتها فى تمرير حزمة الانقاذ وهى القرارات الاقتصادية المؤلمة للحل!
- مرسى لن.. يحل شفرة الاقتصاد المصرى وحده مهما كانت قدراته واتصالاته وأحلامه.. «ولا الإخوان المسلمين ولا الثوريين ولا البرادعى وحمدين وأبوالفتوح معا».. الأزمة خانقة وقاتلة.
والأخطر أن الخلاف السياسى بين كل هؤلاء خلاف مُؤلم ومؤقت ولا يهم القطاع الأعظم من الشعب الباحث عن لقمة العيش.
- كنت أول من طالب بأن يكون المهندس خيرت الشاطر نائب الحرية والعدالة رئيسا للوزراء، وكتبت خاصة بعد المؤتمر الصحفى له والتركيز معه حول ما يحدث فى مصر وحلول.. وطلبى حتى ننتهى من تلك القصة، لو الرجل نجح أهلا وسهلا.. ولو فشل تكون نهايته.
- نعم هناك حل للخروج مما ينتظرنا جميعا على الأقل لتقليل الثمن المدفوع لممارسات اقتصادية أساءت لنا فى الداخل والخارج.
أولا: أن يدعو مرسى بوضوح وقلب مفتوح كل قوى المعارضة للدخول فى مفاوضات حقيقية من الآن تضمنها القوات المسلحة وهى الجهة التى ما زالت تتمتع بالمصداقية بين جميع الفرقاء.. على أن تكون هناك بداية حقيقية للحل السياسى.
ثانيا: يدعو مرسى لمؤتمر اقتصادى واسع للكبار لمناقشة الوضع فى مصر اقتصاديا كما فعل الرئيس السابق مبارك فى بداية توليه الحكم وحصل على مقترحات من كبار الاقتصاديين الحزبيين وغيرهم وهى روشتة ناجحة انقذت الاقتصاد والبلد كلها، حيث لم يكن فى البلد دولار كاحتياطى ولا فلوس لشراء سلع ولا بنية أساسية تحتية.
ثالثا: على الرئيس مرسى أن يبدأ فى توضيح الأمور الاقتصادية والصعوبات بشفافية وصدق.. وأن يبتعد عن الشعارات والأحلام الوردية وما يتمناه كشخص أو رئيس أو جماعة.
الاقتصاد غير السياسة.. فى الأخيرة كل شيء يمكن أن نتقبله من متابعها أو يعمل بها.. أما كلمة واحدة خطأ أو غير دقيقة فى الاقتصاد فقد تكبده خسائر بالمليارات والدنيا مش ناقصة.
الأكاذيب فى الاقتصاد جريمة يدفع ثمنها رجال الأعمال فورا.. وكلمة غير صحيحة قد تصل بصاحبها فى الدول الغربية إلى السجن لأنه ألحق الضرر بالمنظومة المرتبطة بالعملية الاقتصادية المستهدفة بالهجوم.
رابعا: على الرئيس مرسى أن يتأكد أن مصر دولة كبيرة.. لا يمكن تعويمها بمليار دولار وديعة من قطر ولا ملياريين من تركيا.. بل تحتاج لأكثر من 50 مليار منحة لا ترد وهو أمر مزعج ولا يمكن تحقيقه إذًا عليه أن يقول لكل الخبراء من الجماعة اقتصاديين وغيرهم أن يمتنعوا عن الكلام والحوار الكاذب وكل هذه الأشياء التى تطارده بها المعارضة.
- مصر تحتاج قرارات جريئة.. مؤلمة فى السياسة والرياضة والاقتصاد.. لكن من يجرؤ على اتخاذ القرار.. مرسى خايف على جماعته وشعبيته من غضب الشارع وهو يسلك الطريق الأسهل فى تحذير الناس.. والإخوان عينهم على الشارع وانتخابات الشعب ..والشباب الثورى عاوز مكانه بقرار رسمى.. وقيادات الشارع محتاجة اطمئنان.. ومرسى خلاص رأسه لم تعد تتحمل الصراع والصراخ.. يا رب أحمى مصر!
[email protected]