السبت 20 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
«B B C» تعترف: نهاية الفضائيات الإخوانية!

«B B C» تعترف: نهاية الفضائيات الإخوانية!






إذا كنت من مشاهدى قناة «بى. بى. سى» العربية - وأظن هذا - فلابد أنك لاحظت فى برامجها السياسية وضيوفها ومتابعتها للشأن المصرى منذ ثورة الثلاثين من يونيو هو انحيازها السافر والواضح والفاضح لجماعة الإخوان ومرسي، فى نفس الوقت الذى تهاجم فيه كل ما حدث فى مصر منذ إطاحة الشعب بمرسى وجماعته!
ونادرا ما ناقشت «بى. بى. سى» عبر برامجها وتقاريرها أخطاء حكم الإخوان ومرسى طوال عام من الحكم حتى ثار الشعب وقام بثورته المجيدة.
وفجأة ودون سابق إنذار خرجت «بى. بى. سى» ونشرت على موقعها الإلكترونى يوم 28 أغسطس (منذ أيام) تقريرا مهما ومدهشا فى عنوانه وفى مضمونه وهو «الآلة الإعلامية للإخوان المسلمين تفقد زخمها» التقرير أعده قسم المتابعة الإعلامية وجاء فيه:
أخذت الآلة الإعلامية للإخوان المسلمين التى حظيت فى السابق بدعم من مجموعة من القنوات التليفزيونية ومواقع الإنترنت ومواقع أخرى تنهار! وشهدت الشهور القليلة الماضية إغلاق عدة محطات تليفزيونية تابعة للإخوان المسلمين خارج مصر، كما أن معظم المحتوى الرقمى لأبرز موقع على الإنترنت باللغة العربية قد قُلص!
وفى أعقاب خلع مرسى، نقلت الجماعة أذرعها الإعلامية إلى الخارج وخصوصا إلى تركيا بهدف حشد ودعم أتباعها والمتعاطفين معها فى مصر، ووجدت فى تركيا داعما قويا لها ومنتقدا لاذعا للنظام المصرى الجديد وهو مكان مثالى لتنفيذ عملياتها الإعلامية خارج مصر.
ويعترف تقرير «بى. بى. سى» قائلا: تلقت الجماعة دعما إعلاميا فوريا ومهما من قناة الجزيرة مباشر مصر الممولة من دولة قطر (والتى أغلقت الآن) لكن مع نهاية ديسمبر - كانون الأول 2013 أطلقت محطتان تليفزيونيتان مواليتان للإخوان المسلمين وانضافت إليهما ثلاث قنوات أخرى فى عام 2014 وهى «مكملين» و«الشرق» و«مصر الآن»، ورغم أن تليفزيون «رابعة» حاول إطلاق خدماته فى أوائل شهر مايو - آيار تحت اسم جديد وهو «الثورة» فإنه لم يعمر طويلا وذكرت تقارير حديثة أن تليفزيون «مصر الآن» قد يلاقى المصير ذاته!
ويضيف البيان: قالت القنوات التابعة للإخوان إن سبب انسحابها من المشهد الإعلامى وتوقفها عن البث هو الصعوبات المالية التى تعانيها ويبدو أن المحطات الموجودة فى تركيا يمولها أفراد منتمون إلى الإخوان، وتأثر تجفيف الموارد المالية التى كانت تحظى بها بعض هذه المحطات التليفزيونية سلبا بقرار الحكومة المصرية مصادرة عدة أعضاء فى حركة الإخوان المسلمين التى صنفتها الحكومة تنظيما إرهابيا.
ويبدو أن عدم قدرة الأذرع الإعلامية للإخوان اجتذاب الإعلانات فاقم هذا الوضع، الخط التحريرى ورسالة هذه المحطات التليفزيونية، بعضها حرّض على العنف علانية وجعلها غير قادرة على الحصول على إعلانات ولهذا كان عليها أن تعتمد فقط على التمويل المباشر!
واحدة من هذه المحطات «الشرق» حاولت الخروج من الأزمة المالية من خلال عرض ثلاثة آلاف سهم على المؤيدين لها مقابل ألف دولار أمريكى لكن هذه الخطوة لم تفلح فى توليد الموارد المطلوبة ولهذا أغلقت المحطة فى أغسطس - آب 2015 وعلى المنوال ذاته نقلت صحيفة «المصريون» الموالية للإسلاميين عن مصدر لم تسمه فى حركة الإخوان المسلمين أن الحركة اضطرت إلى تسريح محررى وإداريى موقع إخوان أون لاين!
ولم تتأثر القنوات التليفزيونية الموالية للإخوان المسلمين فقط وإنما تأثر الموقع العربى الرسمى للإخوان الذى كان فى السابق من أقوى الأذرع الإعلامية للحركة، وأصبح الآن شبحا من الصورة القديمة التى كان عليها.
ولأهمية وخطورة ما جاء فى تقرير «بى. بى. سى» فهو يستحق مقالا آخر.