الإثنين 1 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
النشرة «الجوية» قبل «السياسية»!

النشرة «الجوية» قبل «السياسية»!






النشرة «الجوية» هى أهم وأخطر ما يتابعه المشاهد فى كل زمان، وحتى سنوات سابقة لم تكن النشرة الجوية وأحوال الطقس تدخل ضمن دائرة اهتمام المشاهد سواء فى مصر أو العالم العربى.
أكثر من هذا أن معظم الفضائيات تضع أخبار النشرة الجوية فى نهاية النشرة الإخبارية التى قد تصل مدتها إلى ساعة.
الآن تغير الوضع تماماً وأصبحنا نتابع النشرات الجوية بانتظام واهتمام، وصارت مذيعات النشرة الجوية وجوهًا مألوفة لدى المشاهد تمامًا مثل باقى المذيعات.
بل إن مذيعات النشرة الجوية فى بعض الفضائيات الأجنبية ينافسن المشاهير من نجوم السينما، ولعل المذيعة المكسيكية «يانيت غمارسيا» واحدة من هؤلاء، فهى تقرأ أخبار الطقس وهى ترتدى عينات من الملابس، وكأنها على شاطئ البحر وليس فى استوديو تليفزيوني، ولا أعتقد أن مذيعة عربية واحدة من قارئات أخبار الجو - يمكن أن تنافسها لا فى ملابسها أو جمالها!
الصغار، قبل الكبار يتابعون دقيقة بدقيقة حالة الجو، ونار الحر التى لم نعرف لها مثيلًا، هذه الموجة الحارة تدعونا إلى التفكير وإعادة النظر فى بعض البديهيات التى كنا ندرسها ونحفظها عن ظهر قلب مثل «حار جاف صيفًا.. دفئ ممطر شتاء».
لا يا سيدى فالجو الآن حار ونار، وجهنم صيفًا، وأغسطس هذا العام ليس هو أغسطس الأعوام السابقة، إنه أغسطس نادر وعجيب فى درجة حرارته وارتفاع نسبة الرطوبة الخانقة، شيء لا يصدقه عقل!! ولا يحتمله جسد على وجه الإطلاق!!
ولو كنت مسئولًا عن النشرة الإخبارية فى أى قناة فضائية لجعلت الخبر الأول فى النشرة هو أخبار الطقس والجو لا أخبار الدم والقتل والدمار، ولا أخبار هلاوس داعش وجنونه، والاقتتال العربى العربى كما فى العراق وسوريا واليمن وليبيا!!
إن مشاهدة هذه الأخبار تزيد من درجة حرارة جسمك، وترفع ضغطك وتصيبك بالإحباط والاكتئاب، وهو ما يجعلك تهرب بجلدك إلى كل ما هو لطيف وبارد ومنعش أو برنامج لطيف ينصحك كيف تواجه هذا الحر؟! ماذا تأكل وماذا لا تأكل؟!
ومن أجمل الفقرات التى شاهدتها وقدمتها مذيعة رائعة الجمال تكفى طريقة نطقها لجعل الجو ربيع والدنيا بديع، فقد قالت كلامًا جميلًا عن بعض الفواكه التى تقاوم الحر ومنها البطيخ والعنب وأيضًا الخس والخيار، والكنتالوب، والتين سواء كان برشومى أو تين شوكي!!
أما النصيحة الأهم فهى تناول الماء بكثرة ووفرة وابتعد تمامًا عن تناول الشوكولاتة فى هذا الجو رغم أنها تزيد من الشعور بالسعادة!!
أما النصيحة الذهبية لعشاق الاستحمام أكثر من مرة فى اليوم فى محاولة يائسة وبائسة للتخلص من الحر والعرق فهو الاستحمام بماء ساخن فهو أفضل صحيًا من الماء البارد أو الفاتر.
ورغم ذلك كله يبدو أن «نار الجو» أهون وأخف كثيرا من «نار الحب»، ولا يمكن مقارنة النار التى تلسعنا بسبب الحر بنار الحب الذى غنى له «عبد الحليم حافظ» كلمات مرسى جميل عزيز وألحان محمد الموجي «نار يا حبيبى نار.. حبك نار مش عايز أطفيها، ولا أخليها دقيقة تفوتنى ما احسش بيها، نار صحتنى، نار خلتنى أحب الدنيا وأعيش لياليها».
والمؤكد أنك فطسان من نار الحر ويمكنك احتمال ذلك، لكن لا أظن أنك ستحتمل نار الحب والهجر والصد والهوان والتجاهل والانتقام!!
لا «الحر» أهون وأخف كثيرًا من «الحب»!!