الإثنين 1 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
غزل وهزل النخبجية على أى فضائية!

غزل وهزل النخبجية على أى فضائية!






«الرجل الذى فقد ظله» عنوان واحدة من أجمل وأروع روايات الأديب والروائى الكبير الأستاذ «فتحى غانم» التى تحولت لفيلم سينمائى ربما تكون قد شاهدته وهو بطولة: كمال الشناوى وماجدة (!!)
ولا أدرى لماذا أتذكر هذا العنوان البليغ والبالغ الدلالة كلما شاهدت ضيوف الفضائيات وبرامج التوك شو بل حتى نجوم هذه الفضائيات.
كل هؤلاء الضيوف والنجوم يؤمنون بعبارة نجيب محفوظ «أديب نوبل» التى جاءت فى إحدى رواياته وتقول: «آفة حارتنا النسيان!».
نعم النسيان أحد أهم عيوبنا أو مزايانا حسب موضوع «النسيان»!
ولأننا شعب يعشق النسيان أو هكذا يظن من يطلون علينا عبر الفضائيات يعطوننا دروساً فى الشرف والكرامة والتضحية والوطنية وإرادة الشعب، وإذا الشعب يوماً أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر!
كلهم وبدون استثناء نخبجية وأساتذة وأنصاف مثقفين يتحدثون عن الشعب وإرادة الشعب وأن الشعب هو القائد والمعلم ولا صوت يعلو على صوت الشعوب!!
كلام.. ولت.. وعجن وهزل فج باسم الشعب القائد والمعلم وصانع التاريخ، ومفجر الثورات! وصاحب الأمر والنهى!
هم فى واد وهذا الشعب الذى يتحدثون عنه فى واد آخر تماماً لا يعلم عنهم وعن أحزابهم شيئاً، لقد رأيت بالصدفة المحضة أحد زعماء هذه الأحزاب، ولأول مرة أسمع عن اسمه واسم حزبه، وعلى مدى ساعة كاملة راح يتحدث عن الانتخابات والفردى والقائمة والمستقلين وشكل البرلمان المقبل، كان يتحدث كما لو كان «سعد زغلول» فى عز مجده أيام الوفد! أو «مصطفى كامل» فى عز شبابه أيام الحزب الوطنى - حزب مصطفى كامل ومحمد فريد!
بجرأة وحماس كان يتحدث وكأن حزبه يضم الملايين من الأعضاء، ولما سألته المذيعة عن موقفه من الانتخابات قال: مازلنا نفكر!!
سخافات ورذالات، وساعات بث ضائعة بلا أى وزن سياسى أو جماهيرى، تستضيفهم الفضائيات بحفاوة غير طبيعية، فهذا دكتور وهذا خبير دولى وهذا محلل لوذعى وهذا مفكر حداثى!
ساعات وساعات تضيع معارك وهمية مفتعلة حول مجلس النواب المقبل؟! ومن هم الأحق بدخول البرلمان ومن هم الذين سيكونون خارجه؟! وكأن ضيوف الفضائيات وأصحاب البرامج هم من سيقع عليهم اختيار الأعضاء والنواب فى المجلس المقبل!
لا وجود للشعب القائد والمعلم وصانع التاريخ فى هذه المناقشات، رغم أن هذا الشعب هو الذى سيختار نائبه!! سواء أحسن الاختيار أم أساء الاختيار!! لكن «أهل الفضائيات» لا يتورعون عن فرض وصايتهم وآرائهم وحكمتهم على هذا الشعب! وراحوا يوزعون صكوك الوطنية على من قرروا الترشح فهذا المرشح عدو الشعب، وهذا مصاص دماء الشعب! وهذا عميل وذاك عدو الثورة!!
يانخبجية العصر والأوان إذا كنتم تؤمنون بهذا الشعب وذكائه اتركوه يختار دون وصايتكم! وأحزابكم الكارتونية أولى بنصائحكم!
ما هذا العبث الذى نشاهده فى بعض البرامج؟! ساعات وساعات من البث لمناقشة أمر «سما المصرى» وخوضها الانتخابات ومتابعة الكاميرات لها وهى فى طريقها إلى اللجنة لسحب أوراقها! ثم مناقشات وحوارات ومداخلات: ما بين رفض مطلق لها وتأييد على استحياء.. اتركوا الشعب يختار وهو أدرى بما يريد!
ساعات من البث بطلها بعض البرامج والموضوع هو المهندس عز؟!
لا يعنينى «سما» ولا «عز» ولكن ما يعنينى تلك النخبة التى فقدت ظلها وراحت تبحث عن «ظل» الآخرين بالنصيحة والرأى والحكمة! وتعبث وتلهو عبر ساعات من البث! عبث ولهو باسم الشعب!
ارحمونا.. كفاية كده ياساداتى فى «الاستوديوهات».