الإثنين 1 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الأحزاب تحتاج شجاعة «مايلى سايروس»!

الأحزاب تحتاج شجاعة «مايلى سايروس»!






استوقفنى خبر غريب وعجيب بطلته المغنية والممثلة «مايلى سايروس» وهى إذا كنت لا تعرف من مواليد 1992 واشتهرت بتقاليعها الغريبة والصادمة إلى حد خدش الحياء، فى بدايتها كانت رمزا للطفلة البريئة حتى أصبحت رمزا جنسيا فجا ومقززا.
ولا تهتم «مايلى سايروس» كثيرا بما يقوله النقاد عنها وعن تصرفاتها وربما كان لسان حالها يقول إنهم نقاد حاقدون متغاظون من نجاحى المدوى وشهرتى الفائقة وثروتى الطائلة!
لكنها الأسبوع الماضى قررت أن تخوض تجربة مثيرة بنفسها لكى تعرف رأى الناس والجمهور الحقيقى فيما تقدمه من فن بعيدا عن آراء النقاد!
نزلت «مايلى» إلى الشارع وارتدت ثيابا وقورة محتشمة لا تدل أبدا على شخصيتها وادعت أنها مذيعة تليفزيونية استرالية اسمها «جانيت» تقوم بعمل برنامج تليفزيونى يقوم على سؤال الناس عن رأيهم فى «مايلى سايروس»!
جاءت إجابات الناس فى الشارع مروعة وصادمة ومخيبة لآمال الست «مايلى» فقد جاءت الاجابات قاسية فقد قالوا مثلا إن «مايلى» تفعل كل شيء من أجل الشهرة! وقال آخر إنه يمنع بناته المراهقات من مشاهدتها فى التليفزيون أو يرتدين ملابس تشبه ملابسها.
وهكذا عرفت «مايلى» حقيقتها دون زيف أو كذب أو تزوير وهى شجاعة منها تستحق التقدير.
ماذا لو نفذت أحزابنا هذه الفكرة على أرض الواقع! إن رؤساء ومسئولى الأحزاب الذين يملأون الشاشات كلاما وضجيجا بلا طحين حتى يخيل إلى المشاهد أن رئيس الحزب يتكلم بهذه القوة المفرطة والثقة الزائدة عن شروطه لدخول الانتخابات أو مقاطعتها فإنه يتحدث عن قوة حزب يضم مئات الألوف من الأعضاء ولا أقول الملايين.
منذ فترة كنت أشاهد برنامج «نقطة نظام» على قناة العربية للمذيع اللامع والفاهم الأستاذ «حسن معوض» وكان يستضيف مسئولة كبيرة فى أحد الأحزاب «استقالت مؤخرا» وكانت تتحدث عن قواعد الحزب الجماهيرية وقوته وتأثيره فى الشارع المصرى حتى فاجأها المذيع قائلا: إن التقديرات تشير إلى أن أعضاء الحزب لا تزيد على بضعة آلاف!
ولا يجرؤ مذيع أو مذيعة فى فضائياتنا أن تستضيف رئيس أحد الأحزاب لتسأله هذا السؤال؟! وربما كان رئيس الحزب مالكا لقنوات فضائية وصحيفة وربما كان رئيس الحزب صديقا وحليفا لصاحب أو أصحاب القناة!! فالمصالح تتصالح ولا داعى للتخبيط فى الحلل الليبرالية والصوانى الديمقراطية والملاعق الفضائية!
ونفس الحال ينطبق على الفضائيات بكل ما تقدمه من مواد تستحق المشاهدة أو لا تستحق فكل قناة تدعى إنها الأفضل والأكمل والأشمل والأعظم فى نسبة المشاهدة! وكله كلام فى كلام فلا دراسات موثقة ولا إحصاءات موثوق بها، لكن كله كلام وطق حنك!
وليس سرا ولا أقول نكتة أن العاملين فى بعض هذه الفضائيات أكبر بكثير من عدد مشاهديها!
فى حياتنا الحزبية وقنواتنا الفضائية نحن نحتاج شجاعة تجربة الست «مايلى سايروس» «23 سنة» التى نزلت الشارع بنفسها لتعرف رأى الناس فيها!
هل لدى الأحزاب والفضائيات التى ملأت حياتنا باللت والعجن والعك والخلافات شجاعة «مايلى»؟!
الإجابة: لا.. وألف لا! فكل حزب يتصور أنه حزب الأمة وكل فضائية تظن إنها فضائية الأمة!