
كمال عامر
تليفزيون.. مصر
تليفزيون مصر ليس المشاكل التى نقرأ عنها بالصحف ونشاهدها فى البرامج.. ليس اعتصامات أو مطالب فئوية أو رغبات شخصية للفوز بأى نصيب من غنائم الثورة أو الاعتصامات وضغوط قطع الطريق!تليفزيون مصر ثروة تقدر بالمليارات.. ولتأكيد نجوم البرامج من الكوادر البشرية التى أفرزها التليفزيون.. المبنى هو الأهم.. استديوهات وعقول أمام ووراء الكاميرات وأعتقد أن بالفعل هناك «يد» تلعب داخل هذا المبنى محاولة تقليب البشر على قيادتهم.. ودق الأسافين بين تلك القيادات وغيرهم.. «يد» لا يسعدها أن يبدأ تليفزيون مصر فى تنظيم نفسه وترتيب البيت من الداخل وليس من الخارج كما يحارب القضاة والصحفيون وغيرهما.
«يد» التخريب بدأت تلعب داخل اتحاد الإذاعة والتليفزيون لدرجة أنه ما فى دور أو حتى مكتب ألا وبدأت الخلافات تمزق كل من فيه، اتهامات من كل الأنواع.. البعض وجدها فرصة لتصفية حسابات قديمة أو النيل من أشخاص نتيجة مواقف معينة أو الافساح الطريق أمام شخص ما لتولى منصب دون حق!حرب شوارع داخل التليفزيون.. وحرب مكاتب واغتيال معنوى وتبادل كل أنواع الاتهامات كراسى طايرة فى حجرة مظلمة لا تعلم أين ومتى ستصاب؟ ولا من الذى يسدد؟كانت الخطة هى تدمير تليفزيون مصر لصالح تليفزيونات أخرى فى الداخل والخارج وسرقة أفضل الكوادر البشرية الموجودة!
هناك من يغذى التمرد وسياسة الحرق والاغتيال المعنوى داخل التليفزيون برغم الهدوء الملموس والواضح بين وداخل الأدوار.. ولكن الأهم أن قطاعاً كبيراً من داخل المبنى بدأ يدرك حجم الخسائر التى أصابت الأفراد والاستديوهات ومكانة التليفزيون نفسه! بعد أن تحول سكان المبنى أو العاملون فيه إلى السعى لمجرد الاطمئنان على الراتب والحوافز.. نجحت خطة اغتيال وحرق تليفزيون مصر مع الأسف، التخطيط خارجى والتنفيذ تم بمساعدة ومساندة مجموعة بالداخل لم تعرف أنها ستكون ضمن الضحايا! لأن الخراب لا يفرق بين صاحبه أو الضحية!
تليفزيون مصر - كما قلت - ثروة حقيقية مهمة.. كوادر بشرية مؤهلة لصناعة انتفاضة إعلامية مميزة وهو ما يحدث الآن فى الفضائيات التى تقوم نهضتها على أبناء ماسبيرو.استديوهات وأطقم فنية ومقدمو برامج وأطقم إعداد ومذيعيون ومخرجون ثروة مهمة للتصدير.. الآن هربت الكوادر.. وظل من يتمسك فى أمل للإصلاح أنا غير متصور أن تظل الحرب دائرة داخل التليفزيون إلى الآن.. برغم أن الشوارع بدأت تتعافى والمصريون يهمهم الآن لقمة العيش والرواتب التى بدأت هى الأخرى تدخل مرحلة عدم الاستقرار.
إذا كان العاملون بالتليفزيون ثائرين ضد عدم توافر الاعتمادات المالية عليهم أن يدركوا أن الأمر معقد وإذا لم ينتبهوا قد يزداد الأمر سوءا.. عليهم أن يحافظوا على تليفزيون مصر بكل الطرق.. ويساعدوا فى حلول لمشاكلهم.. لديهما ستديوهات وكوادر فنية نادرة يجب البحث فى وجود روافد مالية لتوفير جزء من الالتزامات والأهم أن يلتف العاملون بالتليفزيون حول قيادتهم.. كفى حرباً وحرقاً واغتيالاً معنوياً.. وهى أشياء لا تفيد!
[email protected]