الأحد 27 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الإذاعة.. سلاح الثورة فى معركة التغيير

يتزامن الاحتفال بمرور 65 عاما على إنشاء التليفزيون المصرى عام 1960، مع الاحتفال بالذكرى الـ 73 لثورة 23 يوليو عام 1952، إذ لعب الإعلام المصرى ممثلًا فى الإذاعة المصرية وقتها، دورًا عظيمًا منذ بداية إلقاء بيان الثورة بصوت الرئيس الراحل محمد أنور السادات، ودعمها للثورة ومساندتها شعبيًا وبث روح العزيمة والنصر فى قلوب المصريين. 



الإذاعية أمينة صبرى، رئيس شبكة صوت العرب الأسبق، قالت إن الإذاعة قامت بدور كبير وتاريخى أثناء ثورة 23 يوليو ومن الطبيعى إلقاء بيان الثورة من خلالها،  لسرعتها فى توصيل الخبر ولقربها من الجمهور، وبخاصة أن التلفزيون لم يكن موجودًا وقتها.

«صبرى»، أكدت أن الراديو يناسب كل الفئات والطبقات فهو للمثقف والمواطن العادى والأمى، وكانت لديه شعبية كبيرة بين الجمهور، فكان الناس يجلسون فى المقاهى للاستماع إليه، وخاصة أن أغلب البيوت لم يكن بها راديو. 

«الراديو كان عاملا فاعلا فى الإعلان عن الثورة ودعمها بشكل كبير، والإذاعة المصرية طوال عمرها وطنية ولم تتأثر بوجود الاستعمار، وكان العاملون فى الإذاعة على أعلى مستوى من الوطنية، ومناهضة المستعمر ومناصرة القضايا الوطنية»، حسبما أوضحت رئيس شبكة صوت العرب الأسبق، مشيرة إلى أن تزامن الاحتفال بثورة يوليو مع  الاحتفال بانطلاق التلفزيون المصرى، لأن شهر يوليو شهر الاحتفالات والإنجازات، كما تم إطلاق «التلفزيون العربى» وهو الإرسال التلفزيونى الموحد بين مصر وسوريا فى يوليو أيضًا.

«صوت العرب كانت صوت ثورة مصر، حملت مبادئ الثورة المصرية إلى العالم العربى وحثهم ضد الاستعمار فيه، ودعمت القومية العربية، وهدفت لإنهاء الاستعمار فى جميع الدول العربية»، بتلك الكلمات بدأ الإذاعى محمد مرعى رئيس شبكة صوت العرب الأسبق حديثه، موضحًا أن من إنجازات ثورة 23 يوليو، إطلاق «صوت العرب» فى 4 يوليو 1953 بعد عام من الثورة، وهذا كان بتوجيه من الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، ووقتها كان أبرز أعضاء مجلس قيادة الثورة، إذ إنه كان مهتمًا أن يكون للثورة ذراع إعلامى يتبنى رسالتها وتوجهاتها، بالإضافة إلى العروبة والقومية العربية والقضاء على الاستعمار فى المنطقة. 

«مرعى» تابع: «صوت العرب هى مشروع الزعيم الراحل عبدالناصر، لأن وقتها لم يكن هناك إذاعات كثيرة، ولم يكن هناك إذاعة متخصصة تحمل رسالة الثورة المصرية للأمة العربية، وقامت بهذا الدور صوت العرب فكان لها دور كبير  فى تحرير المنطقة مثل تحرير الجزائر وجنوب اليمن، رغم أن عدد ساعات الإذاعة فى بدايتها كانت قليلة، لكن كانت سلاحا إعلاميًا قويًآ جدا ضد الاستعمار لمناصرة الشعوب العربية التى تكافح الاستعمار».

رئيس شبكة صوت العرب الأسبق، أكد أن المناضلين والثوار العرب كانوا ضيوفًا فى إذاعة صوت العرب فكانت بيت كل الثوار، ضد الاستعمار الأجنبى فى العالم العربى، وأدت رسالتها على أكمل وجه، والمنطقة تطهرت من وجود الاستعمار فيها بفعل صوت العرب إعلاميًا،  فكانت الإذاعة الوحيدة التى تناضل إعلاميا بجانب الثوار.

«نحن كشباب كنا سعداء بقيام الثورة ، وسمعنا البيان بصوت الرئيس الراحل محمد أنور السادات ، وكان لا بد من ظهور أحد الضباط الأحرار عبر أثير الإذاعة ليعلن عن قيامها، والراديو عام 1952 كان الفارس الوحيد فى الساحة الإعلامية، لذلك لعب دورا مهما ، وبالتالى حينما قامت الثورة تولت الإذاعة الإعلان عنها ومناصرتها»، حسب تأكيده، مشيرًا إلى أن تزامن الاحتفال بذكرى الثورة مع الاحتفال بإنشاء التليفزيون أمر رائع، وكان لا بد أن يكون لدى مصر تليفزيون، وسبقته الإذاعة والصحافة، والإذاعة كانت موجودة قبل التاريخ الرسمى لإنشائها فى مصر عام 1934، حيث كانت هناك الإذاعات الأهلية من العشرينيات، لأن الشعب المصرى محب للإعلام، والراديو كان أول وسيلة اتصال إلكترونى جماهيرى فى العالم، وهو وسيلة جذابة.

الإذاعى حازم طه، قال إن الإذاعة قامت بدور تاريخى ومهم جدًا فى دعم الثورة، منذ انطلاق بيان الثورة من مبنى الإذاعة فى شارع الشريفين فى وسط البلد، لافتا إلى أن الراديو كان له تأثير عميق على الجمهور وهذا سبب انطلاق البيان منه، والراديو تسبب فى وجود مساندة شعبية للثورة لأن الجمهور عرف الخبر بسرعة منه، ولذلك كان تفكيرا فى منتهى الذكاء من قيادة الثورة والضباط الأحرار وقتها.

«طه»، أكد أن إطلاق البيان من الراديو ومحاوطة الجنود المصريين للمبنى لحماية أنور السادات خلال إلقاء البيان كان أمرًا فى منتهى الشجاعة.

وعن إطلاق صوت العرب، أوضح أنها صوت مصر الذى يصل لكل الأمة العربية وداعمة للثورات، وساهمت فى كثير من الأحداث التاريخية أبرزها تحرير الجزائر من الاستعمار الفرنسى.