كمال عامر
عبدالعزيز.. وعودة الثقة فى بورسعيد
■ خالد عبدالعزيز وزير الشباب والرياضة فى بورسعيد غداً.. لتفقد المنشآت الشبابية والرياضية.. زيارة قد تبدو روتينية للقارئ.. لكنها أكثر من ذلك بكثير.
بورسعيد محافظة تعانى كل أنواع المعاناة اشتهرت بأنها الأغنى.. لكن فى الحقيقة هى المحافظة الأكثر معاناة فى البطالة وهو بالتالى ما يعنى دخولاً منخفضة وفقراً وصعوبة مواجهة الحياة بشكل عام من جانب الكثيرين من أهلنا فى بورسعيد..
المعادلة الصعبة أن العامة يعلمون أن بورسعيد محافظة غنية والخاصة يدركون الصعوبات التى يعيشها أهلنا فى بورسعيد.
اقتصاد محلك سر.. محلات أفلست طموح اختفى.. سكن هو الأغلى فى مصر إنهم ينظرون للمستقبل بنظرات شك وريبة!
عاشت المدينة الحرة محاصرة.. ومهملة من المسئولين ووزراء وغيرهم انعكس ذلك على حالة الشارع والشباب.
مشاكل بورسعيد تاريخية.. وموروثة ومتراكمة..
زاد من حدتها حالة خصام بين المسئولين من الوزراء ومحافظة بورسعيد لسنوات طويلة..
الرئيس السيسى حرك المياه الراكدة فى حياة أهلنا فى بورسعيد وضرب إهمال بورسعيد فى مقتل.. وعندما جاء إلى المدينة الباسلة وأعلن منها خطة تنمية شمال منطقة قناة السويس واختياره للمكان من بورسعيد كان مقصوداً فى رسائله واستجابة منا.. منذ هذه اللحظة.. بدأ الأمل بعبور لحياة شباب بورسعيد.. أمل فى بكرة منحهم ثقة غابت عنهم لبلدهم ومستقبلهم وأنفسهم.
حزمة مشروعات تنطلق ببورسعيد إلى المستقبل.. شعب بورسعيد بدوره استقبل مشروعات التنمية بتردد.. لأنه وصل لمرحلة التشبع من التصريحات الرسمية والأمال الحكرمية على مدار عشرات السنين دون تنفيذ ومازالت عقدة غلق ومحاصرة وحرق المدينة الحرة عالقة فى ذهنه.
أعتقد أن التقارير الرسمية نقلت هذا الشعور إلى الرئيس السيسى وكان الرئيس السيسى مدركاً لآلام أهلنا فى بورسعيد لذا ربط خطة التطوير ببرنامج زمنى وكشف عن برنامج العمل المرتبط بالإنجاز ودارت عجلة التنفيذ بعد كلمته مباشرة.
■ خالد عبدالعزيز هو أول وزير سياسى يستقبله شباب البلد بلهفة لأنه كما وصفه لى سمير حلبية رئيس النادى المصرى.. وزير صادق استشعر ما يزعج البورسعيدية من عدم تنفيذ الوعود الحكومية على مدار السنوات لذا استخدم أسهل الطرق وأصعبها فى نفس الوقت وهو الصدق عندما قرر تكليف القوات المسلحة ببناء فرعى النادى المصرى فوراً كطلب لرئيس المصرى.. ولم يترك الأمر إلا بعد أن وصلت الأوراق ومجموعة العمل لمعاينة المواقع للفرعين وملعب الكرة بجوار ملعب الهدف وملعبين للهوكى للاستكمال فوراً.
بورسعيد تنتظر خالد عبدالعزيز لتسمع منه ويسمع منها وقد أصبحت مكانة فى قلوب شباب بورسعيد بعد أن صنع حالة من الايجابية تسهم بالطبع فى تطبيع العلاقة المختنقة بين بورسعيد والحكومة.
ليس سهلاً أن تقنع شباب بورسعيد وكبارها بأن الحكومة صادقة وجاهزة وفتحت صدرها للاستماع لآهات وآلام ومشاكل بورسعيد وحلها..
وليس سهلاً أن تتحول أزمة الثقة بين الطرفين إلى وئام مغلف بالمصداقية فى يوم وليلة أو بعد تصريح هنا أو هناك والعملية عاوزه جهود من كل أطراف الحكومة..
والرئيس السيسى بدأها.. تعاملوا مع بورسعيد على أنها محافظة مهمة.
على الحكومة أن تبذل مزيداً من الجهد لإزالة حالة التوتر الموجودة وإذابة جليد الغضب مع شعب بورسعيد.
خالد عبد العزيز فى بورسعيد فى زيارة مهمة وملحة ويتوقف عليها خط سير المصالحة وعودة الوئام وأهلنا ببورسعيد إلى قلب البلد والعكس.
زيارة اعتبرها اختباراً لبوصلة الحكومة وهل فعلاً تسعى لجذب بورسعيد إلى قطار التنمية الشامل أم أن خطتها مسكنات سياسية!
أثق أن خالد عبدالعزيز المكلف من الرئيس السيسى - كما صرح لى - بتقديم جميع المساعدات لشباب ورياضيى بورسعيد، بل الرجل يحمل رسالة أكبر من الرئيس السيسى، بالإنصات إلى أهلنا فى بورسعيد ولكل الفئات العمرية لعمل خطة بحلول للمشاكل فوراً ومساعدة النادى المصرى بكل الطرق كما فعل عبد العزيز مع اتحاد الإسكندرية والإسماعيلى!!!
لن يستطيع أحد أن يضحك على أهلنا فى بورسعيد مهما كان منصبه الناس لديها الوعى الكافى للحكم الصحيح على سلوك المسئول والحكومة.
خالد عبدالعزيز فى بورسعيد مطالب بالاستماع والانصات والنقاش والحوار..
والأهم تنفيذ وعوده علشان الناس تصدق عندما ترى بعينيها.. وهو يمتلك ما يمكن أن يساعد به فى لم الشمل مع محافظة تعيش التمرد وترفض ونعيش فيها وتعيش فينا.
ثقتى فى وزير الرياضة والشباب بلا حدود وأعلم أنه قادر على أن يكون المسئول الصادق بتكملة مشوار الثقة الذى بدأ الرئيس السيسى فى غرس جذوره ليمتد إلى وزراء الحكومة.. خالد عبد العزيز على موعد مع التاريخ مع بورسعيد وسوف ينجح.









