السبت 21 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الجمال الأمريكى

الجمال الأمريكى






يقينًا لن تحصل هيلارى كلينتون على نفس قيمة ومفردات الراتب الشهرى الذى كان يتلقاه أوباما فى حال نجاحها بالفوز بمنصب الرئيس الأمريكى المقبل..  سيكون راتبها أقل كثيرًا.. فالنساء فى أمريكا غير متساويات أمام القانون  فى الحقوق.. لكنهن متساويات فى الواجبات.. ولا توجد امرأة واحدة فى أى وظيفة داخل الولايات الخمسين تعمل فيها مع الرجل فى ذات المهنة وتحصل فيها علىٰ نفس الأجر رغم تساويهما معا فى عدد ساعات العمل وفى الكفاءة والدرجة العلمية والإنتاج.. بل ربما فى كثير من الأحيان تكون المرأة أكثر كفاءة منه.. فالمساواة معدومة هنا بين الجنسين.. لكنهما يتساويان فقط فى الطلاق ومتعلقاته وفى شؤون الحب.
إنه جرح أمريكا الغائر والألم الصامت والمسكوت عنه دومًا.. ليس فى هذا الشأن فقط.. بل تمتد العنصرية والتمييز بين المواطنين   لتشمل اللون العرق والدم  والدين.. مع أن الدستور ينص على المساواة بين الجميع.. وبالرغم مما يصلنا من معلومات  عن عاصمة الحرية والديمقراطية فى التاريخ.
فجأة وعلى غير توقع «شاطت» إحدى لاعبات منتخب أمريكا لكرة القدم اسمها «كارلى لويد» - التى حصل فريقها على الميدالية الذهبية فى أوليمبياد بكين - «شاطت  «الكرة  فى وجه تلك العنصرية المسكوت عنها.. وفى وجوه كل من كانوا يتابعونها على إحدى القنوات المحلية مساء الخميس الماضى.. كانت  تصرخ  وتضحك وتصمت وتعود لتتكلم  وتهدد الاتحاد الدولى الأمريكى لكرة القدم  بأن فريقها سينسحب من اللعب نهائيا إن لم يتساو فى الرواتب والمكافآت مع منتخب الرجال.. لقد كان غريبًا ومثيرا أن يحصل الفريق النسائى الذى حصد النصر  على ربع  ما حصل عليه الفريق الرجالى  الذى  حصد الهزيمة!
كانت اللاعبة المحترفة المقهورة  تتحدث عن «الكره» الأمريكى - بالهاء -  مع أن الحديث كان عن «الكرة» الأمريكية -بالتاء-!
وكأنها كانت تنتظر الكاميرا والمايك ووجوهنا المرصوصة أمام الشاشة لتنزع عنها بسرعة وبقوة وبقسوة ضمادة الجرح القديم.. فلاعبة منتخب كرة القدم الأمريكية الماهرة الذكية التى استضافتها إحدى قنوات تليفزيون نيويورك الخميس مساءً بعد فوز المنتخب النسائي بلقب أفضل فريق كرة قدم على مستوى العالم.. أرادتنا أن نشاهد جلدها الطافح - جلد أمريكا - والملوث.. ثم استمرت تتحدث كالمحمومة ودون توقف.  (فاللاعبة وفى ركلة خاطفة أصابت الهدف وقلبتها سياسة على الآخر وعلى دماغ الكل.. وطلعت روح ومصارين أمريكا وجابت القديم والجديد وعرت جرحًا مليئًا بالقيح تحت الشاش المدمم وفى لحظة حرجة  من تاريخ أمريكا.. حيث تدور رحى المنافسة الحامية بين مرشحى الحزبين للفوز فى الانتخابات الرئاسية الوشيكة.. حيث الكلام المعسول والوعود البراقة).
خمسون عامًا من ثورة مارتن لوثر كينج  ومن إقرار قانون الحقوق المدنية ومازال  المواطن الأسود أقل من المواطن الأبيض فى العمل والتعليم والسكن.. لكنه الأكثر فى القهر والبطالة والتهميش والسجن والموت  والاغتصاب.. فعدد السجناء السود يفوق البيض بـ3 أضعاف.. ويزيد دخل الأبيض عن الأسود بـ 22 ضعفا.
ماذا ستفعل هيلارى كلينتون للمرأة حال فوزها كرئيسة؟ وماذا ستفعل إزاء مرتبها القليل؟