السبت 17 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
هل يفعلها شيخ الأزهر والبابا؟

هل يفعلها شيخ الأزهر والبابا؟






 « للأقصى رب يحميه».. دعوات العاجزين والمهزومين والمقهورين من أمة المليار ونصف المليار، أولى القبلتين يستصرخ المسلمين، «واقدساه» ولكن لا مجيب، فالأمة ما زالت وستظل فى سبات عميق.
الأقصى له مكانة عظيمة، فقد تعاقب على إعادة بنائه عدد من الأنبياء، وحتما سيحميه الله من مؤامرات الصهاينة مثلما حمى بيت الله الحرام من جيش أبرهة، ولكنه ينتظر رجالًا صدقوا ما عاهدوا الله عليه، يرفضون الضعف والهوان وقلة الحيلة، والتهاون بحق  مسرى رسول الله.
إسرائيل تخطط إلى إشعال حرب دينية بفرض سياسة الأمر الواقع، وتكريس هيمنتها على المقدسات الدينية،  بإحكام سيطرتها على الحرم القدسى، بالدبابات والأسلحة، والبوابات الالكترونية، والكاميرات الذكية، حتى بات الأقصى بدون آذان أو إمام أو مصلين، ولكن المرابطين من المقدسيين، أبهروا العالم بنضالهم وتمساكهم لليوم العاشر على التوالى ورفضهم الخضوع والخنوع لاجراءات جنود الاحتلال، وأدوا صلواتهم أمام بابى المغاربة والأسباط، حتى أجبروا الكيان الصهيونى على إزالة البوابات الالكترونية.
أحداث الاحتلال المؤسفة، شجعت حاخامات اليهود وعشرات المستوطنين على اقتحام باحة المسجد الأقصى تحت حماية جنود الاحتلال، كما قامت فتاة يهودية عارية بدخول منطقة حائط البراق، التى يطلق عليها اليهود حائط المبكى.
الاجراءات الإسرائيلية الاستفزازية، تذكرنا بما حدث قبل 58 عاما، عندما اقتحم متطرف يهودى باب المغاربة وأشعل النيران فى المسجد الأقصى، وفى تلك الليلة لم تنم العجوز الشمطاء جولدامائير رئيس وزراء إسرائيل، اعتقادا منها أن العرب والمسلمين سيسحقون إسرائيل، ولكن عندما حل الصباح أدركت أنهم فى سبات عميق، ومنذ ذلك الحين لم تختلف المواقف العربية والإسلامية، عن بيانات الشجب والاستنكار ودعوات ضبط النفس.
فالدول العربية غير قادرة على تحقيق الردع و التوازن العسكرى بعد تفكيك  عدد من جيوشها وانشغالها بمشاكلها الداخلية، بعد حالة الفوضى التى أعقبت أحداث2011، فى حين تنفق تركيا وقطر مليارات الدولارات لإشعال الفتن والحروب وسفك دماء المسلمين، ولم يسمع العالم صوت أردوغان الذى يعتبره الإخوان خليفة المسلمين، بل حرك جنوده وعتاده العسكرى لحماية عرش أمير قطر.
وكعادتها، اكتفت حركة حماس وجناحها العسكرى «كتائب عز الدين القسام» بعبارات الشجب والتنديد، وكذا تنظيمى «بيت المقدس» و «أحرار القدس»، الذين ارتدى عناصرهما ملابس النساء، لتنفيذ عمليات إرهابية تستهدف أبطال القوات المسلحة والشرطة المصرية، بدلا من  ارتداء الأحزمة الناسفة، لتحرير الأقصى من جنود الاحتلال.
واستغل مفتى الفتنة يوسف القرضاوى وجماعة الإخوان تلك الأحداث فى إثارة الفوضى والتحريض ضد الأنظمة العربية بهدف تحقيق مصالحها السياسية.
فى حين لم يتناسب موقف الأزهر مع حجم  الكارثة التى تهدد المسجد الأقصى، واكتفى بالتحذير من إغلاق الحرم القدسى، وطالب المجتمع الدولى بتحمل مسئولياته، حتى لا يعانى العالم من حرب دينية تحرق الأخضر واليابس.
المسجد الأقصى فى حاجة شديدة إلى توحيد مواقف شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، والبابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية، وبطريرك الكرازة المرقسية، ومراجعة مواقفهما السابقة، ودعوة المسلمين والمسيحيين إلى زيارة أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، بهدف كسر الحصار عن الحرم القدسى، والتضامن مع المقدسيين المرابطين، عند الأبواب، وعدم اعتبار ذلك تطبيعا، خاصة أن الشعب الفلسطينى وقياداته السياسية، هم من يدعون إلى ذلك.. فهل يفاجئنا  شيخ الأزهر وبابا الكنيسة المرقسية، بدعوة المسلمين والمسيحيين إلى زيارة المسجد الأقصى وكنيسة القيامة فى القدس، للتضامن مع أشقائنا المقدسيين، وللتأكيد أمام العالم أن تلك المقدسات يجب ألا تخضع لسيطرة الاحتلال الإسرائيلى؟