الجمعة 16 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
سكتت دهرا ونطقت كفرا

سكتت دهرا ونطقت كفرا






تجاوزت الإمارة المارقة كافة الخطوط الحمراء، بدعوتها المشبوهة إلى تدويل الحج وإدارة الحرمين الشريفين، لتكشف عن وجهها القبيح، وتسقط ورقة التوت الأخيرة التى تستر بها أحقادها ومخططاتها وتآمرها ليس ضد المملكة العربية السعودية فحسب، بل تستهدف الأمتين العربية والإسلامية.
 ليست صدفة أن تسير إمارة الإرهاب على درب نظام الملالى فى طهران، الذى خطط وطالب مرارا وتكرارا بهذا الأمر منذ سقوط نظام الشاه، بعد ما يسمى بالثورة الإسلامية عام 1979، فالدوحة صارت ذراعا لتحقيق أهداف ولاية الفقيه، بعدما كانت إحدى الدول الفاعلة فى المنظومة الإقليمية والدولية، باحتراف ترويج الأكاذيب وإشعال الفتن والحروب، وتمزيق الأوطان بإدخالها فى دوامة العنف والفوضى والنزاع الطائقى.
بعد 55 يوما من عزلتها السياسية والاقتصادية، عادت دويلة قطر إلى المراوغة وممارسة الابتزاز السياسى للمملكة العربية السعودية، بالتنسيق مع إيران، فليس صدفة أن يتزامن مطالبة الدوحة بتدويل الحج وإدارة الحرمين الشريفين، مع قيام طهران ببناء كعبة ليؤدى حولها الشيعة مشاعرهم المقدسة، ثم يدعو على خامنئى مرشد الثورة الإيرانية الحجاج الإيرانيين بممارسة طقس «البراءة من المشركين» خلال موسم الحج، تنفيذا لفتوى المرشد الأول الموسوى الخمينى، بأن الحج دون إعلان البراءة « ليس مقبولا»، وهو ما تحذر السعودية من ممارسته، كما دعا المرشد لعدم التسوق سواء من مكة أو المدينة المنورة بهدف الإضرار بالاقتصاد السعودى.
قطر «التى يقل تعداد سكانها عن عدد من يخدم بيت الله الحرام أثناء موسم الحج، وتستعين بالمأجورين لحماية عرش الأمير المراهق، وتنظيم الحمدين»، تعيد استنساخ النموذج الإيرانى بهدف إرباك المشهد السياسى فى المنطقة العربية، ووضع السعودية فى موقف الدفاع عن نفسها، وللتخفيف من وطأة الضغوط التى تتعرض لها الدوحة، بعد وصمها بتهمة دعم وتمويل الإرهابيين،بالمال والسلاح،  وإيواء قادة الإرهاب، ونشر الفوضى فى الدول العربية.
 إمارة الإرهاب، التى سكتت دهرا ونطقت كفرا، قررت أن تلعب بالنار، وتخوض حربا قذرة، غير محمودة العواقب، بسعيها الحثيث إلى إشعال الفتنة الطائفية وإفساد موسم الحج، واستخدام المشاعر الدينية المقدسة، وسيلة لتحقيق مكاسبها السياسية والاقتصادية، وهى مخططات مشبوهة تم وأدها فى مهدها، مثلما فشلت محاولات إيران وليبيا فى عهد الرئيس الراحل معمر القذافى.
تحالف « قطر – إيران- تركيا» وأنصارهم من جماعة الإخوان والتنظيمات الإرهابية، يتحرك على عدة مسارات لإفساد موسم الحج، وإثارة الرعب بين ضيوف الرحمن، إما من خلال دعم الحوثيين وتنظيم القاعدة لاستهداف الكعبة المشرفة « أطهر بقاع الأرض» بالصواريخ بعيدة المدى، أو من خلال ترويج الأكاذيب، بأن السعودية تسيس موسم الحج، وأنها غير قادرة على إدارته، وحماية ثلاثة ملايين حاج يأتون إلى البيت العتيق من كل فج عميق.
مخططات تميم وتنظيم الحمدين الشيطانية، تذكرنا  بـ«أبو طاهر القرمطى»  قائد الشيعة القرامطة قبل نحو ألف عام، عندما اقتحم بجيوشه الكعبة المشرفة وقتل فى يوم واحد ما يقرب من 30 ألف حاج، وهدم بئر زمزم وألقى بها مئات الجثث، وخلع باب الكعبة ومزق كسوتها، وأمر جنوده باغتصاب النساء فى حجر إسماعيل، وسرق الحجر الأسود ووضعه فى كعبة تم بناؤها فى القطيف، وأمر العرب والمسلمين بتغيير قبلتهم وذبح من يرفض القرار، وبعد 22 عاما أعاد الخليفة العباسى الحجر الأسود مقابل 50 ألف دينار من الذهب.
المملكة العربية السعودية، بتضامنها مع مصر، وكافة أشقائها العرب، قادرة على مواجهة التحديات التى تهدد أمن واستقرار المنطقة.