
محمد صلاح
الطريق إلى المستقبل
قبل 102 عام، كانت مرسى مطروح، شاهدة على ملاحم وبطولات وتضحيات أبنائها ، فى أول ثورة ضد الاحتلال الانجليزى، تجسدت ملامحها فى معركة وادى ماجد، التى حقق فيها ابناء القبائل اتتصارا كبيرا اسفر عن مقتل 210 جنود وضباط بريطانيين على رأسهم القائد «إسناو»، الذى قتل على يد ابن مطروح المجاهد صالح السمالوسى.
واليوم.. يسير الأبناء على درب الآباء والأجداد، من خلال ملاحم البناء والتنمية التى ايقظت حلمًا توقف لسنوات، ودخل حيز التنفيذ تمثل فى مشروع تنمية غرب مصر، والذى يجعل من مطروح قاطرة للتنمية، بما ستشهده من مشروعات قومية عملاقة من بينها الحلم النووى فى منطقة الضبعة، ومدينة العلمين الجديدة التى ستغير وجه الحياة فى المنطقة الغربية، وديزنى لاند العالمية، والمنتجعات السياحية والموانئ البحرية، وهى مشروعات تزيد من قوة مصر ودوريها الاقليمى والعالمى وتجعلها أحد النمور الاقتصادية خلال فترة زمنية وجيزة.
النهضة الشاملة التى تشهدها مطروح، ترجع إلى الدعم اللا محدود الذى يقدمه الرئيس عبد الفتاح السيسى للمشروعات التنموية، فى جميع ربوع مصر، وبخاصة المحافظات الحدودية، فضلا عن التعاون المثمر بين رجل المهام الصعبة اللواء علاء أبوزيد، وأبناء ومشايخ وعواقل مطروح.
المحافظ الذى تخرج فى مدرسة الأبطال، وشغل منصب قائد المخابرات والاستطلاع بالمنطقة الغربية، نموذج جيد للقيادات المحلية، وتحول إلى ظاهرة يجب استنساخها فى باقى المحافظات، فهو الوحيد الذى تهتف باسمه الجماهير، وتطالب باستمراره مدى الحياة، والوحيد أيضا الذى قام بجولات مكوكية للعواصم الخليجية ودول النمور الآسيوية حتى نجح فى وضع مطروح على خريطة الاستثمارات العربية والعالمية.
على مدار عامين فقط، عاد إلى مطروح وجهيها الحضارى والسياحى، وتحولت إلى أيقونة من السحر والجمال، فشواطئها الخلابة ومياهها الزرقاء، ورمالها البيضاء الناعمة ، وهدوءها وامنها وأمنها جعلها أحد أبرز المقاصد السياحية لأكثر من 6 ملايين مصطاف سنويا، بفئاتهم ومستوياتهم الاجتماعية المختلفة، فضلا عن السياح الأوروبيين الذين يأتون إلى واحة سيوة للاستمتاع بالطبيعة الخلابة والسياحة العلاجية.
ورغم حالة عدم الاستقرار التى تشهدها ليبيا، إلا أن محافظة السحر والجمال تعد من أكثر المحافظات أمنا وأمانا، بفضل التعاون المثمر بين أبطال القوات المسلحة والشرطة لضبط الحدود الغربية، ومنع تهريب الأسلحة،كما أنها المحافظة الأولى التى شهدت أول مصالحة مجتمعية بين أبنائها بمختلف انتماءاتهم لنبذ العنف والإرهاب والعودة للبناء والتنمية، واستجابت لمبادرة تسليم الأسلحة غير المرخصة حيث تم تسليم 1500 قطعة سلاح.
أبرز ما يتميز به أبناء مطروح الرضا والاستقرار النفسى والتنوع الثقافى والاجتماعى والسياسي، فرغم أنها محافظة « سلفية الهوى» إلا أنهم يعيشيون على الفطرة التى خلقهم الله عليها، فتبرأ كبار مشايخها من إرهاب الإخوان، وفتاوى ياسر برهامى، وتحريض حزب النور ضد الأخوة الأقباط، بل حرصهم على استقبال البابا تواضروس الثانى بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية خلال زيارته الأخيرة للمحافظة، ولم تتوقف زياراتهم للكنيسة لتهنئة الأخوة الأقباط بأعيادهم وافراحهم واحزانهم فالدعوة السلفية بمطروح نموذج متميز للتعايش مع الآخر.
كما عزف أبناء مطروح ملحمة وطنية جديدة، بإصرارهم على اعادة أرض مشروع الضبعة النووى الى الدولة، وتعهدهم بحمايتها بأرواحهم ودمائهم من أى محاولات إخوانية للاعتداء عليها مرة أخرى.
وتزامنا مع الاحتفال بالعيد القومى لمطروح تعود من جديد احتفالات ليالى أضواء، كما سيعود روميل القائد الألمانى فى الحرب العالمية الثانية، والملقب بـ«ثعلب الصحراء» لاستقبال زوراه فى كهفه، بعد فترة ترميم وتطوير استغرقت عدة سنوات، كما سيتم افتتاح عدد من المشروعات التنموية التى توفر مئات الآلاف من فرص العمل للشباب.