الجمعة 16 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
سقوط مجتمع الـ«رينبو»

سقوط مجتمع الـ«رينبو»






48 ساعة، كاشفة وفاضحة، طفح فيها المجتمع أسوأ ما فيه، وانكشفت عنه ورقة التوت الأخيرة التى تستر عوراته، بعد سنوات طويلة التدين المزيف والأخلاق المبتذلة، وضاعت بين جنباته النخوة وسقط الشرف فى بحر الرذيلة.
أربع وقائع مثيرة وصادمة، كشفت مدى الانحطاط الأخلاقى، الذى لا يقل خطورة عن الانفلات الأمنى، التى لا هدف لها إلا تدمير الأمة وفقدان هويتها، وأكدت يقينا أننا نعيش فى مجتمع بلا أخلاق ولا دين، يغلب عليه الشذوذ العقلى والجنسى.
البداية كانت مع فضيحة الابن الضال، أحمد الفيشاوى خلال العرض الخاص لفيلم «الشيخ جاكسون» فى مهرجان الجونة السينمائى من خلال حركاته الهيستيرية وألفاظه المسيئة، فضلا عن تحريضه المستمر على الشذوذ، بتفاخره بإقامة علاقات جنسية متعددة، وإدمان المخدرات والتشبه بالنساء.
ثم جاءت الواقعة المثيرة والصادمة للمجتمع بكافة فئاته وأطيافه، تمثلت فى رفع علم الشواذ، خلال حفل « ميوزك بارك» بالتجمع الخامس الذى أحياه ثلاثة فرق فنية من بينها « مشروع ليلى» اللبنانى ذات السمعة السيئة، بحضور أكثر من 20 ألف شاب وفتاة فى أعمار تراوحت ما بين 16 و25 عاما، تبادل خلاله بعض الفتيات المثليات، والشباب الشواذ الأحضان والقبلات الحارة، فى محاولة منهم للتعريف بقضيتهم والضغط للاعتراف والسماح بزواج المثليين مثلما هو الحال فى تركيا وأوربا وأمريكا، ولم يقتصر الأمر على ذلك، بل رفع الشواذ علم « قوس قزح»، وهو ما اعتبروه انتصارا لحقهم وإرادتهم، وكسرا لحاجز الخوف بالإعلان عن أنفسهم وسوءاتهم فى المجتمعات المصرية والعربية، التى تدعى أنها مجتمعات محافظة.
للأسف الشديد، ما حدث فى حفل «ميوزيك بارك» تتعاظم مخاطره على قطاع من الشباب المغيب، فاقد الوعى والهوية تحت تأثير المخدرات، الذى وجد ضالته فى البحث عن هذا العالم السرى الغامض بعد الإعلان عن تشكيل ما يسمى بـ» ألتراس الرينبو» للدفاع عن الشواذ والترويج لهم عبر صفحات التواصل الاجتماعى دون خجل باعتباره حقا من الحقوق التى يجب تقنينها والاعتراف بها.
ورغم سقوط 7 من مجتمع « الميم» الذين رفعوا علم الـ«رينبو» فى حفل «ميوزك بارك»، إلا أن القانون الذى صدر قبل 57 عاما يعاقب بالحبس ثلاث سنوات فقط لمن اعتاد على ممارسة الفجور والدعارة، وتلك العقوبة لم تعد رادعة لمواجهة هذا العالم السرى الذى ينتشر مثلما تنتشر النار فى الهشيم، وتتركز أماكن تجمعاتهم فى المولات التجارية الكبرى والمقاهى الشهيرة فى الأحياء الشعبية والراقية.
أما الوباء الذى أصاب المجتمع، والمتمثل فى شبكات تبادل الزوجات، فلا تقل خطورتها على الإنسانية عن مجتمع الشواذ، فهى تتعارض مع العادات والتقاليد والشرائع السماوية، والغريب أن القانون يعتبر تلك الجريمة جنحة وعقوبتها الحبس لمدة شهر، ولا تزيد على 10 سنوات.
أما زنا المحارم، فهو جريمة تقزز المشاعر الإنسانية، ولكنها جاءت هذه المرة من فتاة لعوب أغواها شيطانها، للإيقاع بوالد زوجها « حماها» فى فضيحة جنسية، بهدف ابتزازه والاستيلاء على أمواله.
الشيطانة ادعت أنها «ملبوسة» من جن، ولكى يخرج منها لابد أن يعاشرها والد زوجها معاشرة الأزواج، ثم قام عشيقها بالتنسيق معها بتصويرها ثلاث مرات فى أوضاع مخلة مع والد زوجها، وقام بابتزازه وطلب منه نصف مليون جنيه مقابل عدم افتضاح أمره.
نحن ننتظر دورا للأسرة والمؤسسات الدينية والتعليمية، والبرلمانية، لإعادة الأخلاق للمجتمع، وتشريع قوانين لمواجهة تلك الظواهر الشائنة.