الأحد 21 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الإخوان فى عهد الرسول!

الإخوان فى عهد الرسول!






«سيد التكفير» أصدر «معالم فى الطريق» لتشكيك المسلمين فى دينهم

 

بنى الإسلام على خمس هكذا تعلمنا أركان الإسلام منذ نعومة أظافرنا، هكذا تلقينا أركان ديننا الحنيف نقلا عن رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، ظلت هذه الأركان الخمسة حقيقة نهائية غير قابلة للعبث بعدما صدرت عن الرسول الذى لا ينطق عن الهوى إنما يوحى إليه مباشرة من رب العالمين، لكن صاحب الفكرة الإخوانية والمكلف بتأسيسها حسن البنا وفى رسالة المؤتمر الخامس المتاحة على شبكة الإنترنت وتحديدا على موقع الموسوعة التاريخية الرسمية التى أطلقها التنظيم الإخوانى وجد نفسه مؤهلا لإضافة ركن سادس للإسلام ألا وهو الوصول للحكم.

هكذا تحدث الرجل دون مواربة بعدما تقمص حالة الندية مع الوحى الإلهى، ولم تتوقف تلك الحالة عند حدود التصريح الشفهى للبنا بل إنها امتدت لتسيطر على الحالة العقائدية لكامل أفراد التنظيم والتى تجلت دون لَبْس عندما ابتهل الإخوانى صبحى صالح إلى ربه بالدعاء «اللهم توفنى على الإخوان»!
فى مقالاته عن جماعة الإخوان عام ١٩٤٩ يقول عباس العقاد واصفًا الجماعة ما نصه: «الفتنة التى ابتليت بها مصر على يد العصابة التى كانت تسمى بالإخوان المسلمين هى أقرب الفتن فى نظامها إلى دعوات المجوس».
ثم يواصل الشيخ الغزالى عام ١٩٦٩فى كتابه (مشكلات فى طريق الحياة الإسلامية) ما نصه: «إن إقامة دين شىء واستيلاء جماعة من الناس على الحكم شىء آخر»!
ما قاله الرجلان يكشف عن إدراك مبكّر تكون لديهما عن خطورة الفكرة الإخوانية على الإسلام نفسه، بعدما ثبت لديهما من التجربة العملية أن الجماعة جاءت لتحول الإسلام من مشروع توحد إلى مشروع للفرقة والتحزب، من مشروع لخدمة الدين إلى مشروع لاستخدام الدين.
تأسيسا على ما تقدم أتخيل وأنا أكتب المقال أن جماعة الإخوان لو كانت قائمة وقتما نزل الوحى على محمد بن عبدالله، وبينما كان أشرف المرسلين يتلقى الوحى عن رب العالمين للمرة الأولى، كان المرشد مجتمعًا بأتباعه فى مكتب الإرشاد حيث وصل إليهم نبأ الرسالة الجديدة التى سيحملها نبى مرسل، لكن المرشد الأعلى ظل منتظرًا عما ستسفر عنه الدعوة الجديدة وأتباعه ينتظرون إشارة منه تنفيذا للتكليف التنظيمى بينما الدعوة تنتشر كرسالة نزلت وقت أن كان هناك أزمة حادة فى مفهوم الإنسانية، وقتها فقط قرر المرشد عقد اجتماع عاجل تحضره جميع القيادات والكوادر والقواعد لوضع استراتيجية التعامل مع الرسالة الجديدة ليجدوا أنفسهم أمام الخيارات التالية:
■ الانتظار حتى تقضى الصراعات على تلك الرسالة دون الدخول فى مواجهة صريحة مع أى طرف.
■ المساهمة فى القضاء على تلك الرسالة حفاظا على كيان الجماعة إعمالا للمبدأ الإخوانى بأن التنظيم مقدم على المشروع.
■ الانضمام للرسالة لضمان مكانة مميزة للجماعة حال نجاح الرسالة.
لكن كعادتها فضلت الجماعة أسلوبها المعتاد وهو انتظار عما ستسفر عنه الأحداث ثم الانضمام للطرف الذى سترجح كفته.
لكن طوال فترة معاناة الرسالة ورسولها الكريم ظلت الجماعة على الحياد التزامًا باستراتيجيتها التى تحتم تجنب المحن الكبرى حرصا على التنظيم، ولم يسيطر على التنظيم خلال تلك الفترة سوى أمرين:
■ مكانة المرشد.
■ وضعية التنظيم.
ومنذ اللحظة الأولى وحتى الآن ومازالت الجماعة تفكر وتخطط كيف تستخدم الإسلام لخدمة التنظيم وليس العكس؟
منذ اللحظة الأولى والجماعة تسيطر عليها رغبة الاستخدام السياسى للفكرة الدينية للاستحواذ والإخضاع من أجل ضمان بقاء التنظيم.
والمدهش أن الجماعة ومرشدها ظلوا طوال هذه الفترة يتعاملون مع التنظيم باعتباره كيانا مناظرا للرسالة الإسلامية المنزلة، حتى وصل الأمر إلى الاعتقاد فى وهم أن تلك الرسالة المحفوظة ربانيًا لا يمكن لها الاستغناء عن الجماعة القائمة تنظيميًا.
ولما أراد الله للرسالة أن تستقر بادر المرشد آنذاك بتغيير اسم التنظيم من «جماعة الإخوان» إلى «جماعة الإخوان المسلمين» وظل محتفظًا لنفسه بدور الوسيط بين أتباعه وبين فكرة الدعوة الإسلامية بصفة عامة،  ولم يكن يشغله طوال الوقت سوى كيفية حجز مكانة مميزة ومختلفة لتنظيمه وأتباعه فى قلب الفكرة الإسلامية، كما ظل مهتمًا بكيفية تجنيد الأتباع الجدد ممن اعتنقوا الإسلام لضمهم سريعا للتنظيم بعد إقناعهم بأن التنظيم يشغل مكانة توازى فى ثقلها فكرة الرسالة الإسلامية عموما.
ظل الرجل طوال الوقت ينسج أوهامه وقتها ويفرضها على عقول أتباعه بأن الإسلام لم يصل حينها لهذا التمكين إلا بفضل أدوار وتضحيات سرية قدمتها الجماعة وأن الإسلام لم يعد يمكنه الاستغناء عن وجود الجماعة التى أصبحت الحاملة الحقيقية للفكرة الإسلامية، وفى نفس الوقت نجح فى تغييب أتباعه ليظلوا محتفظين فى وجدانهم بمكانة للجماعة لا تقل أبدا عن مكانة الإسلام.
بوفاة الرسول صلى الله عليه وسلم أعلنت الجماعة عن مرشد جديد والذى دعا بدوره إلى  اجتماع عاجل لمكتب الإرشاد لوضع استراتيجية التعامل الجديد واستقر المجتمعون على ما يلى:
■ سرعة نسج أكاذيب مكثفة عن دور أسطورى للمرشد المتوفى فى خدمة الدعوة الإسلامية.
■ المبادرة بأدوار تمثيلية يقوم بها أعضاء التنظيم مرتدين ملابس مميزة وتحمل شعارات تعبر عن انتمائهم للتنظيم الإخوانى لينتشروا فى أوساط المسلمين المتأثرين بوفاة الرسول.
■ نشر فكرة تأثر الإسلام بوفاة النبى وحاجته إلى كيان تنظيمى لحفظه.
■ التزام الصمت التكتيكى انتظارًا لما ستسفر عنه الأحداث ولحين معرفة لمن ستستقر الخلافة.
■ نشر فكرة شيطانية بأن وفاة الرسول حدثت بعد تمام الرسالة من الناحية النظرية والنصية أما التجربة العملية فهى بحاجة لاستكمال وليس هناك أقدر من الإخوان على استكمال التجربة كنموذج عملى  للتطبيق.
■ الترويج لأكاذيب حول  شباب الجماعة من أجل الدعوة خلال حياة الرسول.
بهذه المبادئ انطلقت الجماعة عصرًا جديدًا كان هدفها الرئيسى خلاله هو حفظ كيان التنظيم الإخوانى وضمان تمايزه عن سائر المسلمين وكذا ضمان عدم ذوبان التنظيم فى مجمل الفكرة الإسلامية.
استمرت الجماعة تمشى بالتوازى مع نمو الدعوة الإسلامية وانتشار الإسلام وترصد تطور، فكرة الإسلام دينًا ودولة، وكلما شهدت الفكرة صعودًا واستقرارًا وثباتًا كلما استشعرت قيادات الجماعة خطرًا داهمًا على التنظيم، وكلما زاد وعى المسلمين بقيمة رسالتهم الإنسانية والدينية كرسالة دين ودنيا وعلم وعمل، وإعلاء لقيم الإنسانية والمساواة وإعمال العقل كلما استشعرت قيادات التنظيم أنها باتت على حافة الهاوية  وأن استمرار الوضع على هذا النحو سيفقد الجماعة سبب وجودها القائم على عمليات التفكيك والتجهيل والإفقار، فى هذه اللحظة أدرك مكتب الإرشاد أن وجوده لا يمكن أن يستمر إلا على أطلال كيان دعوة إسلامية رخوة، لتفرض التجربة حقيقة دامغة عنوانها «كلما كان الإسلام قويًا كلما ضعفت الجماعة وفقدت أدواتها والعكس بالعكس.
ومنذ ذلك التاريخ أصبح تحجيم الإسلام كتجربة مؤسسية عملية هدفًا رئيسيًا للتنظيم.
استمر وضع التنظيم على هذا النحو المتربص بالإسلام وكلما تدهورت الفكرة الإسلامية ازدهرت الفكرة الإخوانية، ولما لم تتمكن الجماعة من الإجهاز على الرسالة، كان قد تولى أمرها من يوصف بالمرشد المجدد حسن البنا الذى سارع إلى دعوة القيادات لاستكمال خطة تحويل الإسلام من قيمة إلى وسيلة لخدمة بقاء التنظيم، فكان أن وجد ضالته فى سيد التكفير الراحل «سيد قطب» الذى قفزت إلى ذهنه فكرة جهنمية  وهى ضرورة العودة بالمسلمين إلى مرحلة ما قبل الإسلام والتى لا يمكن أن تتم إلا من خلال الدفع بالمجتمع إلى مرحلة «جاهلية» مصنعة فأصدر كتابه الشهير «معالم فى الطريق»، الذى لم يكن دستورا للتكفير والتجهيل بقدر ما كان يهدف إلى تشكيك المسلمين فى دينهم والرجوع بهم زمنيًا إلى الوراء حيث تتلقفهم كوادر التنظيم فى هذه المرحلة من الزمن المفقود ذهنيا بسبب حالة انعدام التوازن التى تسببت فيها الجماعة فتعيد صياغة الإسلام فى أذهانهم بمفهوم إخوانى يضمن الولاء أولاً للتنظيم وقبل الإسلام، فلا يملك الإخوانى من أمر نفسه شيئًا إلا أن يدعو ربه أن يتوفاه على الإخوان.
الإخوان والإسلام لا يستويان، بقاء التنظيم خطر داهم على الإسلام، الإخوان جماعة نشأت لتمييع وتشويه الفكرة الإسلامية، نشأت من أجل تحويل الإسلام إلى مشروع للفرقة والتحزب، نشأت لاستخدام الإسلام زورًا لإضفاء قدسية على مرشدها الذى ظن يومًا ما أن منصبة التنظيمى قد منحه ارتقاء فى الدرجات يمنحه وصاية على عموم المسلمين كصاحب التوكيل الحصرى لإعادة إنتاج الإسلام أداة لخدمة التنظيم، الإخوان خطر على الإسلام.. الإخوان خطر على الإنسانية.. الإخوان خطر على الأوطان.