
محمد صلاح
المؤامرات فى شهر الانتصارات
ستظل مصر عظيمة بكفاح أبنائها وتضحيات أبطالها، وسيبقى شهر أكتوبر تميمة البهجة والسعادة لكل المصريين، ففيه قهرت قواتنا المسلحة المستحيل، وعبرت خط بارليف، وأنهت أسطورة الجيش الذى لا يقهر، بعد معركة العزة و الكرامة والدفاع عن الأرض والعرض، التى سطر فيها الجندى المصرى ملحمة سيذكرها التاريخ بأحرف من نور، ملحمة ارتوت فيها رمال سيناء بدماء الشهداء.
انتصارات أكتوبر المجيدة، توجت بأطول معركة جوية عرفها التاريخ الحديث، ففى سماء مدينة المنصورة، تمكن نسور الجو من إسقاط 17 طائرة إسرائيلية، حتى أصبح يوم 14 من أكتوبر عيدا لقواتنا الجوية، وتوالت الانتصارات فى كبح جماح الإرهاب الذى يمثل خطرا كبيرا على الإنسانية.
طوفان السعادة الذى بدا واضحا على وجوه المصريين، بتأهل منتخبنا الوطنى إلى نهائيات كأس العالم، امتداد لانتصارات حرب أكتوبر المجيدة، تلك الفرحة أعادت الطاقة الإيجابية لقطاع عريض من المصريين الشرفاء.
فما أجمل الفرحة التى وحدت وجمعت المصريين، فالملايين خرجوا إلى الشوارع للتعبير عن فرحتهم دون تسجيل حادث سرقة أو حالة تحرش واحدة، ليسجلوا فى دفتر ذكرياتهم حلم تاريخى تكرر مرتين عامى 1934، و1990.
النجم محمد صلاح سيظل أمير القلوب.. صانع البهجة والسعادة.. صاحب الأخلاق الحميدة، حديث المصريين، وسيتوقف التاريخ طويلا أمام ردة فعله عقب هدف الكونغو القاتل، ورفضه الاستسلام لليأس والهزيمة، وانتهاء حلم الملايين بهذه الطريقة، وإصراره وثقته بأن الله سيكلل مجهود زملائه بالفوز، وتحمله مسئولية ضربة الجزاء فى الوقت بدل الضائع لتحقيق الحلم الذى طال انتظاره، ليظل هذا الهدف محفورا فى وجدان المصريين وكل المحبين لمصر من المحيط إلى الخليج، وانتصارا على الإحباط والإرهاب الذى تخطط له وتنفذه جماعة الإخوان الإرهابية.
ورغم أن ملايين المصريين لم يتركوا طريقة للتعبير عن فرحتهم، وكانت «مصر» هى الهتاف الموحد والجماعى، وتزينت الشوارع بالأعلام، إلا أن الخيانة دفعت عناصر الجماعة الإرهابية لمحاولة إفساد فرحة المواطنين، وخرجت الأفاعى من جحورها، لبث سمومها وترويج الأكاذيب والشائعات، إما للتشكيك فى ضربة الجزاء، والتهوين من هذا الانجاز التاريخى، او للتحريض ضد الدولة.
مصر بتاريخها وحضارتها، قادرة على مواجهة المؤامرات التى تحاك ضدها، فمن يتصور أن دويلة قطر الإرهابية وعدت بمنح منتخب الكونغو 350 مليون دولار فى حال تحقيق نتيجة إيجابية مع منتخبنا الوطنى، واستمرت الإمارة المارقة فى غيها، وقامت بتقديم رشاوى إلى عدد من الدول الأعضاء فى المكتب التنفيذى لمنظمة اليونيسكو حتى نال مرشحها 19 صوتا، فى حين حصلت السفيرة مشيرة خطاب على 11 صوتا، والمرشح الفرنسى 13 صوتا، خلال انتخابات الجولة الأولى على مقعد مدير عام منظمة اليونيسكو.
ماذا تملك تلك الدويلة غير تمويل الإرهاب، وتقديم الرشاوى لكى تحصل على هذه الأصوات، ورغم أن نتيجة المرحلة الأولى ليست مؤشرا للفوز برئاسة تلك المنظمة الدولية، إلا أن النتائج كشفت بما لا يدع مجالا للشك أن دولتين من دول مجلس التعاون الخليجى صوتتا لصالح مرشح قطر، وأيضا دولتين من شمال أفريقيا، وأمريكا، أما دول أفريقيا، التى أعلنت دعمها للسفيرة مشيرة خطاب، كان لها رأى آخر أثناء التصويت، حيث انقسمت أصواتها بين مصر وفرنسا وقطر.
خلال الساعات القادمة، نأمل أن تعود الأمور إلى وضعها الطبيعى، بعدما كشفت فرنسا عن فضائح الرشاوى القطرية، وألا تسمح دول الرباعى العربى، ودول العالم أن يسيطر الإرهاب على تلك المنظمة الدولية.