
محمد صلاح
زغاريد فى بر مصر
شعب عظيم، قادر على مواجهة المؤامرات والتحديات، ووأد مخططات بث مناخ الإحباط والانكسار، نجح فى تحويل المشاهد الجنائزية المهيبة، إلى أفراح تزف الشهداء إلى جنة الخلد، زلزلت أرجاءها زغاريد وهتافات «لا إله إلا الله .. الشهيد حبيب الله».
صبر وجسارة أهالى الشهداء كانا مثار دهشة وانبهار وفخر للملايين، ببطولات خيرة الشباب الذين ضحوا بأرواحهم الطاهرة فداء للوطن، ولكى يعيش الشعب المصرى بفئاته المختلفة فى أمن وأمان، فوالد الشهيد إسلام مشهور أصر على رؤية جثمان نجله ليطمئن أنه تلقى الرصاص فى صدره وهو مقبل، وليس فى ظهره وهو مدبر، قائلًا:»«صحيح الفراق صعب، ولكن مفيش حاجة أغلى من مصر، ولو أخوه الأكبر استشهد هكون سعيد».
ولم يكن غريبًا على والد الشهيد عمرو صلاح أن يقول: ابنى مش خسارة فى مصر، البلد إدتنا كتير، وهنفضل نديها على قد ما نقدر، أنا فرحان وفخور بابنى، ومش عارف أوصف كم فرحتى، لما عرفت خبر استشهاده».
وأيضا والد الشهيد أحمد شوشة، الذى قال : «إبنى راجل وبطل، وكان يتمنى الشهادة، وهو وحيدى، وكان نفسى أفرح بيه.. وأقسم بالله لو عندى 10 أبناء أقدمهم كلهم فداء للوطن».
هذه المشاعر الوطنية الجياشة، دفعت ملايين المصريين للمطالبة بالثأر العاجل لدماء الشهداء، وهى دعوات مشروعة دأب على تلبيتها الرئيس عبد الفتاح السيسى منذ اللحظة الأولى لتفويضه بمحاربة الإرهاب الذى يخطط لإسقاط الدولة المصرية، فرجال الجيش والشرطة يسطرون بدمائهم ملاحم بطولية يومية للقضاء على الإرهاب، وتجفيف منابع تمويله بالمال والسلاح، وقبل ساعات قليلة نجح أبطال القوات المسلحة فى تصفية عدد من الإرهابيين وتدمير 8 سيارات دفع رباعى محملة بالأسلحة والذخيرة قادمة من ليبيا.
دماء أبطالنا ستظل تروى تراب الوطن، بكل شجاعة وجسارة، لحين اقتلاع جذور الإرهاب الخسيس الذى يختبئ فى أوكار العار، ويتسلل فى جنح الظلام لاستهداف خيرة أبناء الشعب المصرى.
فالمجد كل المجد للشهداء الأبرار، الذين عاهدوا الله أن يظل علم مصر مرفوعا خفاقا، والعار كل العار للخونة والإرهابيين، والمتربصين بالوطن وأبنائه مقابل حفنة من الدولارات، إما بالقتل والتخريب أو ببث مناخ الإحباط والانكسار بين جموع الشعب المصرى.
والدعم كل الدعم لأبطال القوات المسحلة ورجال الشرطة البواسل، فى مواجهة قوى الشر والظلام، فمصر الآن صارت مستهدفة أكثر من أى وقت مضى، لتعطيل حركة البناء والتنمية، بعد سقوط معاقة تنظيم داعش فى الرقة والموصل، ومليارات الدولارات التى تدفعها قطر وتركيا وإيران، لتحجيم دور مصر الإقليمى الذى تعاظم فى الآونة الأخيرة، فى سوريا وليبيا وفلسطين.
فالتحالف الفارسى التركى القطرى مستمر فى مخططاته لإفساد المصالحة الفلسطينية، وعادت محاولات إغراء حركة حماس بالمال والسلاح، خلال زيارة وفدها إلى الدوحة وطهران، ليظل لهما نفوذا فى قطاع غزة بما يتيح لهم تهديد الأمن القومى المصرى.
مصر ستظل على قلب رجل واحد، فى موجهة مخططات قوى الشر والإرهاب التى تستهدف أمن واستقرار الأمة، وعلينا جميعا الحذر والحيطة، حيث ستشهد الفترة القادمة عمليات خسيسة تتواكب مع الاستعداد للانتخابات الرئاسية، وبث حالة الإحباط لدى الشعب المصرى.