الجمعة 12 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
13 يوما

13 يوما






جلعاد شاليط، جندى الاحتلال الصهيونى، خطفته حماس عام 2006 وظل مختفيا 1941 يوما أمضاها  فى الأسر، حتى تم الإفراج  عنه  فى صفقة تبادلية بمقتضاها تم إطلاق سراح 1027 سجينا فلسطينيا.
«دويلة قطر» دفعت فى إبريل 2017 مليار دولار لإرهابيين فى العراق للإفراج عن 26 من أبناء العائلة الحاكمة كانوا قد اختطفوا فى أواخر عام 2015 فى العراق أثناء قيامهم برحلة صيد.
الجيش المصرى فى 13 يوما فقط استطاع أن يحرر النقيب «محمد الحايس» من أيدى إرهابيين حاولوا أن يهربوا به إلى ليبيا ويبدأوا لعبة الفيديوهات والحرب النفسية.
13 يوما.. وجها لوجه مع  الإرهابيين، 13 يوما فيها من التفاصيل ما يكفى لمجلدات، وأفلام سينمائية شديدة الإثارة.
مشهد النقيب «الحايس» على تروللى فى الطريق للمستشفى كان المشهد الأخير فى عملية شديدة الدقة والتعقيد، بدأت  تفاصيلها  منذ لحظة فقد «الحايس» فى حادث «الواحات» الذى وقع فى ٢٠ أكتوبر الماضى، وأسفر عن استشهاد ١٦ ضابطًا وفردًا من الشرطة، وإصابة ١٣ آخرين، ومقتل وإصابة ١٥ إرهابيًا.
عملية دفعت القائم بأعمال السفارة الأمريكية بالقاهرة، «توماس جولد برجر»، فى تغريدة نشرتها السفارة على حسابها بموقع التواصل الاجتماعى «تويتر»، أن  يقول: «نهنئ مصر عل تحرير النقيب الحايس.. «قوات الأمن المصرية تتفانى فى تقديم كل ما لديها لمحاربة الإرهاب».
ودفعت روسيا وفرنسا للبحث عن دور، حتى لو كان المساعدة بصور من القمر الصناعى الروسى والفرنسى وبالطبع كان هناك القمر الصناعى المصرى.
عملية التحرير  كانت بداية الخيط فيها  تتبع هاتفى محمول بحوزة النقيب الحايس، ونجحت الأجهزة المختصة من خلالهما فى تحديد النطاق الجغرافى الموجودين فيه، وتبين أن أحدهما فى الواحات، والآخر بنطاق محافظة الفيوم، وذلك على بُعد نحو ٣٠ كيلو من موقع الاشتباكات، فبدأت عملية البحث فى نطاق تلك المنطقة ومحيطها».
عملية إنقاذ النقيب محمد الحايس  نموذج فريد للتنسيق المباشرة بين الأجهزة الأمنية والقوات المسلحة، بعد  عمليات مسح جوى وتصوير حرارى من منطقة الواحات وحتى الحدود الغربية مع ليبيا.
المسموح به فى عملية التحرير حتى الآن لايتجاوز 20% مما حدث، وبالتأكيد سيكون هناك وقت للكشف عن المزيد والمزيد.
«الإرهابيون» على سبيل المثال عرضوا على النقيب الحايس  الانضمام لهم، وكيف عاش  دون طعام وعلى قطرات قليلة من الماء كل هذه الفترة».
كيف وأين اختبأ الإرهابيون الهاربون من عملية الواحات، وكيف كان يتم نقل (الحايس) برفقتهم، بهدف الوصول إلى الأراضى الليبية، ومن ساعدهم؟.
الموقع الذى تم تحرير «الحايس» منه.. نفسه له حكاية طويلة تستحق أن تروى عندما تسمح الظروف، فالعملية لم تنته بعد.
كيف كانت عمليات التمشيط التى أجرتها قوات الجيش والشرطة بشكل متواصل، سببا رئيسيا فى عدم وصول الإرهابيين إلى ليبيا ولجوئهم الى الاختباء فى الكهوف؟.
كيف كانت الحراسة على الكهف الذى تم اخفاء النقيب الحايس فيه، وكيف تعامل رجال الشرطة والجيش معهم، من خلال عملية ابرار جوى شديدة التعقيد هى الأخرى، لضمان خروج النقيب الحايس سليما؟
المفاجأة والإرباك للإرهابيين، لمنعهم من الرد والاشتباك، والتنسيق فى الهجوم  جوًا وبرًا، مع وصول طائرات «الأباتشى» فى الوقت المحدد للعملية، فضلًا عن وصول قوات الصاعقة وفرقة الـ«٧٧٧» برًا واستغراق العملية برمتها 7 دقائق، كلها أسرار سيتم الكشف عنها لاحقا لكن يكفى الآن أن نعرف أن مصر بها عقول بشرية،  ودرع وسيف سيطال أى إرهابى فى أى مكان فى العالم.