الجمعة 12 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
ماذا حدث للمصريين؟

ماذا حدث للمصريين؟






لم تشأ 2017 أن تغادرنا دونما ترك علامة بارزة فى حياتنا، حسنا هى علامة بارزة إيجابية على كل الأحوال، جبهة داخلية متماسكة، قد يكون هو العنوان الأبرز فى نهاية عام ملىء بالإخفاقات والنجاحات على كافة الأصعدة.
خططت أن أكتب عن شىء مفرح فى أول أيام السنة الجديدة، وخطط اخرون لإجبارنا على الحزن وبث الرعب فى نفوسنا، 10 شهداء جدد قدمهم الوطن فى معركته مع الإرهاب.
شهداء الوطن فى 2017 بالمئات – للأسف ليست هناك جهة تقدم حصرا دقيقًا – ولكن ماحدث فى حلوان يستحق وقفة مختلفة.
الشيخ طه رفعت إمام مسجد الدسوقى المجاور لكنيسة مارمينا بحلوان وعم صلاح الموجى، قدما نموذجا حيا لحالة تماسك الجبهة الداخلية، نموذج على الدولة المصرية أن تدرسه، تخضعه لبيوت التفكير وأساتذة علم الاجتماع والنفس.
الشيخ طه لم يتردد لحظة فى الإمساك بميكروفون المسجد ودعوة المسلمين لإنقاذ الأقباط والكنيسة، وعم صلاح لم يتردد لحظة فى الهجوم على الإرهابى وشل حركته.
ماذا حدث للمصريين؟!.. العنوان قد يكون صادفك من قبل فهو كتاب مهم للمفكر الكبير الدكتور جلال أمين وفيه يرصد تطور المجتمع المصرى فى نصف قرن من العام 1945 إلى العام 1995.
الآن نحن فى حاجة إلى دراسة متأنية جديدة تناقش ماذا حدث للمصريين فى نهاية 2017.
كيف أحبط هذا الشعب ببساطته، مخططات عملت عليها مخابرات دول، ودعمتها مليارات من دول أخرى؟
كيف عادت هذه الروح وكيف نهضنا  من كبوة أودت بالقيم والمثل والأخلاق لفترة ليست بالقصيرة؟
علينا أن ننتبه إلى أن ماحدث فى حلوان مؤشر جديد على تغير واضح فى السلوك المصرى.
تصرفات الإرهابى قبل وأثناء وبعد ارتكاب جريمته، هى أيضا تحتاج إلى دراسة، مافعله فى الشارع ، وتحركه بالسلاح بهذا الشكل، لم يكن الهدف منه فقط عملية إرهابية للنيل من الأقباط.
تحركاته وإعلانه عن نفسه بإطلاق نيران بشكل عشوائى واستهانته بالموت تحتاج إلى جلسات وجلسات مع مفكرين وأطباء علم نفس واجتماع ومتخصصين فى السلوك، لكشف خبايا عمليات غسيل المخ التى يتعرض لها مثل هؤلاء.
الإرهابى كان أقرب لشخص يريد أن يموت، ينتظر أن تأتيه الرصاصة من أى جانب، لتكون هى رصاصة الرحمة ، ففى أى شىء كان يفكر، وكيف وصل إلى هذه المرحلة؟
هذه الأسئلة وغيرها لن تجيب عنها تحقيقات النيابة واعترافاته على خلايا أخرى وان كنت أشك فى أن يقدم أى معلومات جديدة ، فمن البداية – حسب ما نشر على أنه اعترافات له أثناء التحقيق - يريد أن يصل بنا إلى نقاط ميتة ، يريد أن نصدق أنه يعمل منفردا، ومطرودًا من جنة الإرهابيين الكبرى، ويحاول أن يكون له أتباع ، ويعمل على تكوين خلية جديدة!!
هذه الأسئلة وغيرها سيجيب عنها المتخصصون فى دراسة سلوك البشر.
المتخصصون فقط  يملكون ردا على سؤالنا.. ماذا جرى للمصريين، وماذا حدث، وكيف وصلنا إلى هذه الحالة من التماسك؟.. وفى نفس الوقت سيخبروننا كيف صار مثل هذا الإرهابى إلى حافة الهاوية وألقى بنفسه؟.