التعديل الوزارى

اقتربت الانتخابات الرئاسية  – الهيئة الوطنية للانتخابات  فتحت باب الترشح  وحددت الجدول الزمنى حتى إعلان النتائج – ومن الطبيعى مع اقتراب الانتخابات، أن تهدأ الأمور.. وتتجه كلها نحو الاستقرار، فلا تغييرات ولا تعديلات فى أى مجال.
ما حدث أمس الأحد من تعديلات وزارية.. وما يحدث اليوم الاثنين من افتتاح الرئيس  لعدة مشروعات خدمية فى محافظة كفر الشيخ بالفيديو كونفرانس، يثبت عكس هذه النظرية تمامًا.
بالأمس جرى فى مصر تعديلات وزارية ، قد يراها البعض محدودة، ولكنها فى الحقيقة تحمل دلالات مهمة جدًا لطريقة تفكير الرئيس.
فلا أحد يعمل فى مأمن على منصبه، الفيصل هو العمل، والعمل فقط بغض النظر عن الظروف، والحالة التى تمر البلاد فى انتظار انتخابات هى الأهم بالتأكيد.
التعديل الوزارى جاء باللواء أبوبكر الجندى من الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء  وزيرًا للتنمية المحلية، وهو اختيار مهم فاللواء أبوبكر الجندى مشهود له بالكفاءة وقادر على إدارة الوزارة الأهم في مصر والتى تتقاطع أعمالها مع كل المحافظات والوزارات تقريبًا.
تغيير وزير التنمية المحلية هشام عرفات فى هذا التوقيت يعد نموذجًا لإيثار المصالح العامة، فالمنطقى أن الوزير يعرف كل كبيرة وصغيرة فى المحافظات ويدير العمل قبل الانتخابات الرئاسية، ومن الصالح للرئيس  عبدالفتاح السيسى أن يدير الأمور بهدوء فى هذه المرحلة فى المحافظات.
أما تغيير الوزير وقدوم رجل من خارج الوزارة والمنظومة فى المحليات فيعنى مزيدًا من الوقت للاطلاع وتفهم كل الملفات وهو ما قد يربك عملية الانتخابات بالنسبة للمرشح عبدالفتاح السيسى.
إقدام الرئيس على هذه الخطوة هو إعلان واضح لإيثار المصلحة العامة.. فالرئيس عبدالفتاح السيسى يريد تطوير هذا القطاع فجاء باللواء أبوبكر الجندى، حتى لو كان ذلك لا يصب فى مصلحة المرشح عبدالفتاح السيسى.
اختيار الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرًا للثقافة خلفًا للوزير حلمى النمنم، أيضًا كان اختيارًا قد لا يرضى فئة كبيرة من المثقفين، وقد لا يرضى أى فئة من الصحفيين كانوا يرون أن النمنم رغم أدائه الفاتر إلا أنه محسوبًا على الصحفيين ويفتح الباب على مصرعيه لطموحات وآمال آخرين فى تولى أى وزارة، ما ريعنى أن القرار أيضًا قد لا يصب فى مصلحة المرشح عبدالفتاح السيسى لكنه يصب فى المصلحة العامة.
قطاع السياحة قد يبدو من بعيد هو الأهدأ سواء جاءت الدكتورة رانيا عبد المنعم المشاط وزيرا للسياحة أو استمر يحيى راشد، لكن الحقيقة أيضًا أن التعديل فى هذا التوقيت والسياحة الروسية على الأبواب ، والقطاع يستعيد عافيته هو قرار جرىء من الرئيس .
فى التوقيت نفسه الذى يتم فى تعديل وزارى، يواصل الرئيس عمله وافتتاح المشروعات، حيث يفتتح اليوم الاثنين عددًا كبيرًا من المشروعات الخدمية فى محافظة كفر الشيخ بالفيديو كونفرانس منها المستشفى الجامعى، ومستشفى البرلس المركزى، ومستشفى سيدى غازى المركزى، بالإضافة إلى افتتاح محطتى مياه شرب بقلين، ومدرسة «أحمد زويل» للمتفوقين فى العلوم والتكنولوجيا.
وهذه رسالة أخرى شديدة الدلالة ففى الوقت الذى تغير فيه وزير التنمية المحلية  المسئول عن المحافظين والمحليات فإن دلاوب العمل فى الدولة المصرية يسير بشكل مؤسسى تمامًا بعيدًا عن أى حسابات، حتى لو كانت هذه الحسابات هى الانتخابات الرئاسية.