السبت 17 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
أراجوزات الكوميديا السوداء

أراجوزات الكوميديا السوداء






بقرار اللجنة العليا للانتخابات إغلاق أبوابها أمام الراغبين للترشح للاستحقاق الرئاسى، تكون مصر قد خطت خطوة جديدة نحو العرس الديمقراطى، بعدما انحصرت المنافسة بين المرشحين المحتملين، السيد عبد الفتاح السيسى، وموسى مصطفى موسى رئيس حزب الغد، الذى قدم أوراقه فى اللحظات الأخيرة، فور حصوله على أكثر من 20 تزكية من نواب البرلمان، وهو مرشح قوى قادر على المنافسة.
ورغم تحفظى الشديد على تسارع وتيرة الأحداث فى الأيام الأخيرة داخل أحزاب الوفد والسلام الديمقراطى والغد، للدفع بمرشح فى سباق الرئاسة، إلا أننى لم أنزعج بما طرحه «خماسى عواطلية» السياسة، من دعوات لمقاطعة الانتخابات الرئاسية، فهى شخصيات لا تمثل لدى المصريين جناح بعوضة، أو فقاعة هواء، ولكننى حرصت على كتابة تلك السطور، لكشف مخططاتهم وتعرية أهدافهم أمام الرأى العام، فهم يأكلون على كل الموائد، ويجيدون أساليب التحايل، لتشويه صورة مصر فى الخارج.
أبطال «الكوميديا السوداء» الذين يخرجون من جحورهم مع كل انتخابات، هم القيادى الإخوانى عبد المنعم أبو الفتوح، رئيس حزب مصر القوية، والإخوانيان هشام جنينة، وحازم حسنى مساعدا سامى عنان، ومحمد أنور السادات الذى أسقط عنه البرلمان شرف تمثيله للشعب، وعصام حجى الموظف فى وكالة ناسا الأمريكية والذى تحول إلى ناشط سياسى على موقع التواصل الاجتماعى «تويتر».
المؤامرة التى ينفذها الأراجوزات الخمسة، تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أنه تم التخطيط لها فى تركيا وقطر،على أن تقوم شخصيات عديمة الوزن والقيمة بإعلان ترشحها للانتخابات الرئاسية أمام وسائل الإعلام، ثم تتراجع بعدما تفشل فى جمع 25 ألف تأييد من 54 مليون مواطن لهم حق التصويت، وهى مسرحية كوميدية مكشوفة، لا هدف من ورائها إلا إحراج مصر، والتشكيك فى قيادتها والتأثير على استقرارها السياسى، ولكنهم لا يدركون أن مصر فى 2018 تختلف كثيرا عن مصر 2014، فقد صارت دولة قوية قادرة على التأثير فى محيطها الإقليمى والدولى.
عبد المنعم أبو الفتوح، «عبده مشتاق»، رجل المهام الصعبة فى الجماعة الإرهابية، قادر على التلون وتغيير جلده مثل الحرباء، يقود مخططات مشبوهة للتنظيم الدولى، ويتم استغلاله داخليا وخارجيا لإسقاط الدولة المصرية، مستخدما جميع الطرق غير المشروعة لتحقيق حلم الجماعة بالعودة إلى السلطة حتى لو كان ذلك على حساب الأمن القومى والمصالح العليا للبلاد.
لا يوجد مبرر حتى الآن لترك أبو الفتوح يتحرك بهذه الأريحية، وأن يترأس حزبا دينيا بالمخالفة للقانون والدستور، ودائما ما يتبنى وجهة نظر جماعة الإخوان، ولم يفكر مرة واحدة إبراء ذمته من الجرائم الإرهابية التى يتم ارتكابها فى حق أبطال القوات المسلحة والشرطة.
ويسير على نفس النهج الإخوانيان هشام جنينة وحازم حسنى، وكعادة جميع الإخوان هدفهم بث الشائعات والتحريض دون تقديم حلول عملية للمشاكل التى يعانى منها الشعب المصرى.
أما محمد أنور السادات، النائب المفصول من البرلمان، فحدث عنه ولا حرج، علاقاته المشبوهة بسفارات الدول الأجنبية، والتى كانت سببا فى إسقاط عضويته من مجلس النواب، بينما تحول عصام حجى الموظف بوكالة ناسا الأمريكية إلى ناشط سياسى، وسار على درب الرئيس المعزول محمد مرسى، واحترف التضليل وبث الأكاذيب والتحريض ضد مؤسسات الدولة.
دعوات «شلة الأنس» بمقاطعة الانتخابات لن تجد لها صدى فى الشارع المصرى، فالكلاب تعوى والقافلة تسير، فلا وقت لإضاعته أمام تلك المهاترات، فالوطن ينتظر الكثير من الجهد والعرق حتى يصل إلى مصاف الدول المتقدمة.