
محمد صلاح
القائد بين الأبطال
بإنسانيته وبساطته وشجاعته التى اعتاد عليها المصريون والعالم، تخلى الرئيس عبدالفتاح السيسى عن رسميات القادة والزعماء، ليقوم بزيارة مفاجئة للكلية الحربية، مصنع الرجال وعرين الأبطال ومهد الوطنية والقلب النابض للقوات المسلحة، والتى تعد من أقدم وأكبر الصروح العسكرية فى العالم حيث يرجع تاريخ إنشائها إلى عام 1811، عندما أقيمت أول مدرسة عسكرية لتخريج ضباط الجيش.
الرئيس فى زيارته الخامسة غير الرسمية إلى طلاب الكلية الحربية، لها عدة دلالات، حيث تهدف بالأساس إلى الاطمئنان على ضباط المستقبل ومراحل إعدادهم البدنى والمهارى، ودرجات الكفاءة والاستعداد القتالى لـ«حماة الوطن.. خير أجناد الأرض» الذين نالوا شرف ارتداء البدلة العسكرية، وعاهدوا الله على التضحية بأرواحهم ودمائهم دفاعا عن كرامة وقدسية كل شبر وكل حبة رمال من تراب الوطن.
الرسائل التى أطلقها الرئيس خلال مشاركته البرنامج التدريبى، وتقاسمه لقمة العيش مع أبنائه من طلاب الكلية الحربية، رجال الشرف والكرامة كانت واضحة، فهى عقيدة راسخة لدى أبطال القوات المسلحة، حيث أكد أن مصر أمانة فى رقابنا جميعا، لازم نحافظ عليها ونحميها، ومستعدون أن نقدم أرواحنا فداء لتأمينها والدفاع عن ترابها من أي مخاطر وخصوصا خطر الإرهاب الذى يهدم الأمم ويدمر مستقبلها، وأن مصر ستظل قوية ونموذجا يتحذى به بين الأمم بفضل قواتها المسلحة وشبابها وشعبها العظيم.
فما بين حزم القائد وإنسانية الأب، اعتاد الرئيس عبد الفتاح السيسى على غرس الأمل فى المستقبل وبث روح التضحية والفداء فى نفوس حماة الوطن، وجميع المصريين من أجل تأسيس دولة عصرية حديثة، قادرة على تحقيق طفرة تنموية فى فترة زمنية قصيرة، ومواجهة طيور الظلام وشيوخ الفتنة وأباطرة الدماء، والمؤامرات الإقليمية والدولية التى لا تستهدف أمن مصر واستقرارها فقط بل تستهدف بقاءها ووجودها.
حرص الرئيس على التواجد بين أبنائه من ضباط المستقبل الذين يمثلون كافة طوائف الشعب المصرى جاء للتأكيد على إصرار مصر قيادة وشعبا على أن «العملية الشاملة.. سيناء 2018» ستكون المعركة الحاسمة والأخيرة للقضاء على الإرهابيين، وقطع رؤوس الأفاعى ومن يدعمونهم ماديا وفكريا ولوجستيا.
القائد الأعلى للقوات المسلحة.. كان ومازال وسيظل المثل والقدوة بين أبنائه وزملائه من أبطال الجيش والشرطة المدنية، ولم ينس لحظة واحدة تضحياتهم، وأن كل بطل منهم هو مشروع شهيد، فمنذ اللحظة الأولى لانطلاق «العملية الشاملة.. سيناء 2018»، حرص على متابعة بطولات أبنائه لحظة بلحظة من خلال غرفة عمليات القوات المسلحة، وبعث لهم برسالة أكد فيها أنه يتابع بكل فخر بطولاتهم لتطهير أرض مصر الغالية من العناصر الإرهابية أعداء الحياة.. ثم اختتم رسالته بـ«دائما تحيا مصر»
فالسيسى مازال البطل الشعبى الذى يتربع على عرش قلوب المصريين، رغم انتهاء أربع سنوات من فترة حكمه، فجموع الشعب المصرى عتبرونه « المخلص» والقائد الوحيد القادر على قهر الأزمات وتحقيق الأحلام والطموحات فى مجالات البناء والتنمية والحفاظ على أمن واستقرار ورفعة الأوطان.
الرئيس نجح بحكمته ووطنيته وشجاعته فى عبور مرحلة حرجة من تاريخ مصر، عقب ثورة 30 يونيو، وجعل المصريين يتفاءلون بمستقبل أفضل، فهو قائد وزعيم عاشق لتراب الوطن، ولديه من الكفاءة والرؤية الاستراتيجية لاستكمال مسيرة الإنجازات التى تحققت خلال السنوات الأربع الماضية.