
محمد صلاح
الرقص مع الشيطان
ارتدى الإخوان جميع الأقنعة الزائفة، وجلسوا على كل الموائد، وتحالفوا مع كل قوى الشر فى العالم، لإسقاط مصر وتفكيك جيشها الوطنى، بالإرهاب تارة ومؤامرات الغرف المغلقة تارة أخرى.
لم تتوقف مؤامرات جماعة الإخوان على أمن الوطن واستقراره، بل تزايدت واتخذت أبعادا متعددة، بعد النجاحات المبهرة لـ«العملية الشاملة.. سيناء 2018»، حيث واصلت تنفيذ مخطط الرقص مع الشيطان،ببث الشائعات ودس السم فى العسل، فخلال شهر واحد فقط أطلقت اللجان الإلكترونية للجماعة الإرهابية 4800 شائعة، بما يعادل 160 شائعة يوميا، لزعزعة الأمن والاستقرار وإثارة البلبلة والفوضى، وبث حالة اليأس والإحباط فى نفوس المواطنين، وتشويه صورة الدولة والرئيس عبد الفتاح السيسى بهدف إحجام ملايين المصريين عن النزول للمشاركة فى التصويت خلال الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها نهاية الشهر الجارى.
المخطط الشيطانى الذى ينفذه غلمان تميم وأردوغان يهدف إلى التأثير على الناخبين وبذلك يفوز الرئيس بنسبة ضعيفة لا تتناسب مع حجم الإنجازات فى المشروعات القومية الكبرى التى تحققت على مدار السنوات الأربع الماضية، مما يتيح للجماعة الإرهابية فرصة الطعن على شرعية رئيس يقود دولة بحجم مصر يزيد عدد سكانها علي 100 مليون مواطن.
الخلايا الإلكترونية لا تتوقف عن نشر المعلومات المغلوطة والاصطياد فى الماء العكر من خلال مواقع التواصل الاجتماعى والقنوات التليفزيونية التى تبث من قطر وتركيا، مستغلين فترة الانتخابات الرئاسية، حيث يتم بث 6 شائعات كل ساعة بما يعادل شائعة كل 10 دقائق، والتى تستهدف بالضرورة قطاعًا عريضًا من الشباب، الذين يمتلكون القدرة على التأثير فى محيطهم سواء الأسرة أو زملاء الدراسة فى الجامعة أو العمل، من خلال اللعب على وتر الأزمات التى يعانى منها المجتمع، أو القرارات الحكومية التى يتم الترويج لها بشكل مغاير للواقع.
الجماعة الإرهابية تجيد استغلال الأطفال والنساء فى نشر الوقائع المفبركة بهدف كسب تعاطف المنظمات الدولية المشبوهة، وهو ما بدا واضحًا فى فضيحة الـ» بى بى سى» بشأن واقعة الاختفاء القسرى التى روجت لها « أم زبيدة»، والتى ثبت عدم اختفاء ابنتها، بل أنها هاربة من والدتها للزواج من أحد رموز حزب الحرية والعدالة فى منطقة الهرم بمحافظة الجيزة.
ورغم الزيارة المهمة لولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان إلى مصر، والتى مثلت صفقة قوية لجماعة الإخوان وحلفائها من التنظيمات الإرهابية التى خرجت من تحت عباءتها، إلا أنها لم تسلم من شائعات غلمان تميم وأردوغان، حول مساحة الأرض التى سيتم استغلالها فى مشروع « نيوم» والذى يعد أكبر مشروع استثمارى فى القرن الحادى والعشرين باستثمارات 500 مليار دولار على ساحل البحر الأحمر بين مصر والسعودية والأردن، حيث سيتم إنشاء 50 منتجعًا و4 مدن و15 واجهة بحرية، وهى عملية استثمار واضحة تقوم السعودية فيها بالاستثمار على الأراضى المصرية.
أحسنت الكنيسة الوطنية المصرية عندما سارعت وأحبطت شائعات الجماعة الإرهابية التى روجت أن البابا تواضروس طلب من ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان خلال زيارته للكاتدرائية بناء كنيسة فى المملكة العربية السعودية.
مصر الآن تخوض معارك شرسة على كافة الجبهات، ومواجهة الشائعات لا تقل خطورة عن معركة تطهير سيناء من الإرهابيين، وعلى جميع المصريين عدم الانسياق وراء الشائعات التى تسعى الجماعات والتنظيمات الإرهابية لترويجها بهدف إثارة البلبلة والفوضى فى المجتمع.