انتصرت إرادة المصريين

مثلما انتصرت إرادة المصريين فى ثورة 30 يونيو، واصل الشعب العظيم انتصاراته فى معركة الإرادة والتحدى، معركة الوفاء ورد الجميل والاصطفاف خلف الدولة، وربان السفينة الذى سيقود الوطن خلال السنوات الأربع المقبلة، لاستكمال مسيرة البناء والتنمية.
نتائج الانتخابات الرئاسية، التى فاز فيها الرئيس عبد الفتاح السيسى بفترة رئاسية ثانية، أعطت درسا للعالم فى الانتماء وحب الوطن، ودللت على مدى وعى الشعب ووطنيته، فالملايين التى ذهبت إلى صناديق الانتخابات بمثابة تفويض جديد للرئيس السيسى لمحاربة الإرهاب، ومخططات تغييب الوعى، والقضاء على المؤامرات الداخلية والخارجية التى تستهدف أمن واستقرار الوطن.
الرئيس المنتخب عبد الفتاح السيسى الذى جاء بشعبية جارفة لم يخب يوما رهانه على المصريين، ولم يخذله حماسهم وتجردهم، وثقته فى عبقريتهم التى لا تحتمل الشك أو التأويل، فعندما طلب منهم تفويضا لمحاربة الإرهاب امتلأت الشوارع والميادين بالملايين فى 26 يوليو 2013، ثم سطر الشعب الواعى ملحمة وطنية فى انتخابات 2014، واستمرت عبقريته فى انتخابات 2018، التى احتشد فيها 24 مليونا و254 ألفا و154 ناخبا أمام الصناديق فى مشهد أبهر العالم، حصل السيسى منها على 21 مليونا و835 ألفا و387 صوتا، بنسبة 97.08%، تلك الشعبية الجارفة جاءت تجسيدا على انتصار إرادة الشعب المصرى الذى اختارالشخص القادر على تحقيق الأمن والأمان، والاستقرار والبناء والتنمية.
النتائج التى أعلنتها الهيئة الوطنية للانتخابات قبل ساعات تحمل عدة دلالات من بينها أن محافظة القاهرة التى جاءت فى المركز الأول من حيث عدد الحضور بعدد أصوات 2 مليون و580 ألفا و30 صوتا، كانت هى الأعلى فى عدد الأصوات الباطلة بنسبة 9.61%، والتى تركزت بشكل كبير فى مناطق تمركز جماعة الإخوان الإرهابية والسلفيين.
أما محافظة الشرقية التى جاءت فى المركز الثانى من حيث عدد الحضور، بعدد مليون و950 ألفا و489 صوتا بنسبة مشاركة 47.65% جاءت فى المركز الرابع فى عدد الأصوات الباطلة بعد الإسكندرية والجيزة بنسبة 6.8% ثم محافظة الدقهلية بعدد أصوات مليون و918 ألفا و152 صوتا، وبنسبة 47.01%، وجاءت البحيرة فى المركز الرابع بعدد أصوات مليون و729 ألفا و657 صوتا، بنسبة 46.41%، ثم الغربية بعدد أصوات مليون و636 ألفا و953 صوتا.
واللافت أن عددا من المحافظات الحدودية كانت الأعلى فى نسبة التصويت، حيث تصدرت الوادى الجديد المشهد بنسبة بلغت 58.67% وجاءت جنوب سيناء فى المركز الثانى بنسبة 51.68%، ثم الغربية بنسبة 50.98%، وبورسعيد بنسبة 48.5% والمنوفية بنسبة 48.12%.
وكعادتها جاءت محافظة المنوفية فى المركز الأول من بين المحافظات الأعلى تصويتا للرئيس السيسى بنسبة 89.24%، ثم كفر الشيخ بنسبة 98.07%، والأقصر بنسبة 97.67%، ودمياط بنسبة 97.48%.
أما الأصوات الباطلة فتركزت فى عدد من المحافظات المليونية التى يتركز فيها نسبة من الإخوان والسلفيين، حيث جاءت الإسكندرية فى المركز الثانى بعد القاهرة بنسبة 9.32%، ثم الجيزة بنسبة 8.67%، وأخيرا البحيرة بنسبة 6.74%.
كلمة الرئيس بعد إعلان نتيجة الانتخابات تضمنت ملامح كلمته التى سيلقيها عقب حلف اليمين الدستورية أمام مجلس النواب فى 2 يونيو المقبل، والتى من أبرزها أن المرحلة المقبلة ستشهد تحولات سياسية واقتصادية واجتماعية، ومنح السلطة للشعب بعد انتهاء مرحلة تثبيت أركان الدولة، وتوفير المناخ الآمن للمواطنين، وإنجاز المشروعات القومية الكبرى.
الفترة الرئاسية الثانية ستشهد دورا أكبر للأحزاب السياسية، فى ظل الاستعدادات المكثفة للانتخابات المحلية، التى ستجرى العام المقبل وستشهد منافسة شرسة.
الرئيس الذى أكد حضورا عالميا متميزا خلال السنوات الأربع الماضية، أكد أنه رئيس لكل المصريين دون تمييز، فمصر تتسع لكل المصريين مادام الاختلاف فى الرأى لم يفسد للوطن قضية، وأن المساحات المشتركة بين أبناء الوطن أوسع وأرحب من أيديولوجيات أو مصالح ضيقة.
الرئيس جدد العهد مع الشعب المصرى على الصدق والشفافية، إيمانا بأن هذا الوطن يستحق أن نعمل من أجله ونصنع له المستقبل، ونرسم له طريقا للغد، يليق بتضحيات أبنائه.
أمام الرئيس عدة ملفات أبرزها الانتصار للفقراء ومحدودى الدخل ، والسيطرة على الأسعار وتوفير السلع الغذائية بأسعار مناسبة، إضافة أن الملف الأهم وهو سد النهضة، وبخاصة أنه يتعلق بالمياه التى تعتبر شريان الحياة.