الخميس 18 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
مصر درع الأمة العربية

مصر درع الأمة العربية






بشجاعته التى اعتدنا عليها، اتسمت كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسى أمام القمة العربية التى اختتمت أعمالها قبل ساعات بمدينة «الظهران» السعودية، بالشفافية والصراحة والوضوح، فى توصيف حالة الوطن العربى، و جرس إنذار للجميع حكاما وشعوبا، للوقوف صفا واحدا فى مواجهة التحديات التى تهدد وجود الدول العربية.
لم تكن مجرد كلمة أمام القادة العرب، بل كانت دستورا للعمل العربى المشترك، وحددت مواقف مصر التى لم تتغير من قضايا الأمن القومى العربى، فمصر قيادة وشعبا، ستظل درعا للأمة، وأن الحل العادل والمتوازن لمشاكل الأمة دائما وأبدا يبدأ من القاهرة.
الرسائل كانت واضحة، بأن الأمن القومى العربى فى خطر، بسبب الأطماع الإقليمية والدولية المتزايدة للسيطرة على مقدرات الأمة، وأن دولا تقود مخططات ومؤامرات ممنهجة لإسقاط المؤسسات الوطنية لصالح كيانات طائفية وتنظيمات إرهابية.
تحالف أهل الشر مع الأطماع الإقليمية يهدد الأمة العربية، فأطماع إيران فى الدول العربية لم توقف، وازادادت وتيرتها منذ ثورة الخومينى عام 1979، بسعيها المستمر إلى تصدير الطائفية إلى دول الجوار، وخلق مناطق نفوذ فى عدد من العواصم العربية على حساب مؤسسات الدولة الوطنية باستخدام الميليشيات التابعة لها، مثلما هو الحال فى لبنان وسوريا والعراق واليمن.
لم يسبق لأحد أن وصف تركيا بالدولة المحتلة، فالإشارات كانت واضحة، فجيشها يسيطر على أجزاء من الأراضى السورية والعراقية بالمخالفة للقوانين والمواثيق الدولية، وللأسف الشديد هناك دول عربية متورطة مع الأطراف الإقليمية فى استنزاف المنطقة بدعم وتمويل التنظيمات الطائفية والإرهابية، فدولة قطر ترعى الإرهاب وتدعمه، وعلى المجتمع الدولى تجفيف منابع الإرهاب ومعاقبة الدول الداعمة له، باعتبارها شريك فى إراقة دماء الأبرياء ومخططات تفكيك وتدمير الدول.
القدس حق عربى أصيل غير قابل للتحريف، هكذا أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى فى كلمته للعالم، وأن القضية الفلسطينية هى قضية العرب المركزية، وتتصدر القمم العربية، وعلى المجتمع الدولى أن يفعل قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن لتحقيق حلم الشعب الفلسطينى فى الحصول على حريته وإعلان دولته المستقلة.
الأزمة السورية كانت حاضرة وبقوة على مائدة القمة العربية، التى تزامنت مع العدوان الثلاثى على الأراضى السورية، وموقف مصر ثابت، وقائم على أن أرض سوريا عربية لايجوز أن يتقرر مصيرها إلا وفقا لإرادة الشعب السورى، ومن غير المقبول تحديد مصير هذا الشعب من خلال أطراف غير عربية، وأن السوريين والعرب يجب أن يكونوا شركاء وفاعلين فى جهود السلام بوصفهم أصحاب المصلحة الحقيقية فى الحفاظ على وحدة سوريا وسلامتها الإقليمية، ولا يجب أن تكون أوراق الحل فى يد أطراف إقليمية أو دولية تبحث عن نفوذ فى المنطقة العربية.
النجاحات التى تحققت فى القمة العربية، لم تكن على هوى جماعة الإخوان الإرهابية، وحلفائها فى قطر وتركيا، حيث اعتادت تلك الفئة الضالة الجلوس على موائد اللئام، والرقص على جثث الأوطان لتحقيق أهدافها ومصالحها الشخصية، بشن حملة سخرية من قرارات القمة العربية.
فالخيانة لم تفارق مواقف الجماعة الإرهابية، التى باركت جرائم الخليفة العثمانى واحتلال ميليشياته لمدينة عفرين السورية، ثم أعلنت دعمها للعدوان الثلاثى على سوريا، كما تمادت فى شماتتها لضرب سوريا.
مواقف الجماعة الإرهابية من القضايا العربية جاءت منسجمة مع الرؤية التركية والقطرية، التى غاب أميرها عن القمة العربية، وظهر مندوبها وحيدا منبوذا، حيث تجنب القادة العرب الوقوف أو الجلوس بجواره، وهو ما يجسد حجم العزلة التى تعانى منها دويلة الإرهاب، بسبب دعم تنظيم الحمدين للإرهاب وتورطه فى سقوط آلاف الشهداء من أبناء الوطن العربى.