الإثنين 14 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
عودة الدولة.. ٣٠ يونيو تتفوق على نفسها!

عودة الدولة.. ٣٠ يونيو تتفوق على نفسها!






مدهشة دولة ٣٠ يونيو. ولدت من رحم أزمة. هى الأخطر فى التاريخ. مبلغ الأمل فيها النجاة. قالوا فيها كل نقيصة. وعنها كل دميمة. مرت الأيام. على قساوتها. مواجهات تقسم الظهور. آلام تفتك. دماء تراق. أشلاء تتناثر. مؤامرات تنهك. سبل تقطع. أحلام تؤجل. حاجة تطارد. استثمار يهرب. أموال تهرول. مصالح تتقاطع. أسواق سوداء. إرهاب قاس. شهداء. قتلى. ضحايا. آرامل. ثكالى. يتامى. وجع. مرضى. بطالة. جمود. ضيق يتسع. أمل يتلاشى. ضاعت الأحلام. حتى صارت كسراب بقيعة.

يقول المتصوفة. المحن تلد المنح. مرت الأيام. والشهور . وقفت ٣٠ يونيو على قدميها الداميتين. استعادت قواها. قدمت عرضا مذهلا. رغم الأنين. اشتد عودها. واخضرت. بنت قواعد الدولة الجريحة. فى بضع سنين. فرضت رؤيتها. خارجيا. وسط أمواج التحالفات والوكلاء. فى الداخل قضت على أكبر تنظيم إرهابى عرفته البشرية. مطاردة جيوب الجريمة. محو آثارها.
 
بعد ثورة يناير. أيام الفوضى. صدر قرار بتعيين محافظ قبطى. مجدى أيوب. فى محافظة قنا. كانت الدولة ملقاة على قارعة الطريق. اجتمع عليها الكلاب والضباع وما أكل السبع. من الإسلاميين والجهلاء والمرضى. رفضوا أن يكون المحافظ قبطيا. اعتصموا. قطعوا الطرق. وخطوط السكك الحديدية. كان الاعتداء على الدولة أولا. ثم على ثقافة مصر وتاريخها الوحدوى ثانيا. على سماحة الأديان المتعايشة فى مصر ثالثا. على الإنسان المصرى رابعا.
 
خارت قوة الدولة فحضرت قوة الفوضى. خارت قوة الدولة فحضرت قوة الإرهاب. خارت قوة الدولة فحضرت قوة البلطجة. قوة الحاكم وإن كانت جائرة فهى لا تظلم إلا قليلا. أما حضور قوة المحكوم فالكل تحت المقصلة. القوى يأكل الضعيف. فساد الحاكم أقل وطأة من فساد المحكوم. يقول المتسلفة. سلطان غشوم أفضل من فتنة تدوم. الفتنة هنا تعنى قانون الفرد.
 
تداعت الثعالب والذئاب على الإنسانية والدولة فى قنا. كانت الدولة تنادى. تنشد من ينقذها من براثن الفوضى. إن أسمعت أسمعت حيا. لكن لا حياة لمن تنادى.
 
أمس صدرت حركة تغيير المحافظين الجدد. حركة واسعة. أتمنى أن تكون تقدم شيئا حقيقيا على الأرض. بها اثنان محافظان أقباط. جرأة كبيرة. لم تفعلها سوى دولة ٣٠ يونيو. يبدو أن فى الجعبة الكثير. آتٍ. عادت الدولة. قوية. فتية. تفرض على الأرض قوة الحق. والإنسانية. المعايشة. القيم المصرية التى أراد التطرف والفوضى سلبها ذات مرة.
 
حولت دولة ٣٠ يونيو التغيير الواسع المحورى فى الإدارة من مطلب ثورى إلى منهج دستورى. رسخت ثقافة التغيير كوسيلة إدارية لتحسين الأداء. وليس كإجراء عقابى هدفه الإقصاء والاستبعاد فقط.

دولة ٣٠ يونيو أخذت مزاعم ثوار يناير عن تمكين الشباب الى واقع حقيقى. فى غير ابتزاز. قامت وتقوم بتأهيل الشباب. تعليمهم. تثقيفهم. الزج بهم رويدا فى الإدارة. القصد منه التدرج فى المسئولية. ثم تلقى بهم فى الإدارة الوسيطة. حتى تدور عجلة الزمن. فيجدون أنفسهم فى مصاف القيادة الأولى. هكذا يقول العلم. فى حركة المحافظين تعيين نواب شبان. بيت القصيد.
التغيير المستمر يحقق ما يلي:
- الالتزام بالمؤسسية وليس الشخصانية.
- الرقابة الذاتية على الأداء.
- استنفار الأجيال الشابة التى تزايدت فرصها فى تقلد المناصب.
- عدم تكون مجموعات المصالح.
- تكوين كوادر باستمرار.
لذلك كله وكثير غيره ستظل ٣٠ يونيو مدهشة. فهل من منافس؟!