الأحد 13 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
هشام قاسم.. انتهى الدرس (٢-٢)

هشام قاسم.. انتهى الدرس (٢-٢)






هشام قاسم نموذج لحالة تستحق التفنيد ليس فى ذاته. ذات قاسم أقل من أن يأتى ذكرها. سلبا كان أو غير ذلك. صار نسيا منسيا. أضحى شيئا من ماضٍ بغيض. لقى وأمثاله حتفه فى الثلاثين من يونيه ٢٠١٣. عندما تقلد الأمور رجال أشداء غلاظ. لا يهابون الجبناء ما لقوهم. قبروا حقبة كانت غائرة فى جسد البلاد. طالبنى السيد رئيس التحرير غير ذات مرة عدم تناول الإعلام والإعلاميين بسوء. أخبرنى بأنه يتعرض لحرج متكرر من السادة الزملاء.
لم أعده وإن أبديت له السمع فى غير طاعة. قلت له إن السيد هشام قاسم أدلى بتصريحات عن ملكية الدولة للإعلام مستفزة. تهكم فيها على القائمين على إدارة الشركات مالكة الفضائيات. الحديث كان مع اللبنانية ليليان داود فى قناة ناطقة باسم التنظيم الدولى للإخوان بالخارج. كال قاسم الاتهامات للجميع دون استثناء. تحدث وكأنه خبير إعلامى رغم عدم علاقته الفعلية بالإعلام. قاسم يعمل بالسياسة داخل صناعة الإعلام. مثله مثل موظفى العلاقات العامة والاعلام فى الهيئات الحكومية. ليس أكثر. فى اللقاء ظل يسأل غامزا كيف تدير الدولة الإعلام وتسيطر عليه. أشار بهتانا إلى ملكية جهات أمنية سيادية.
قبل شهور سأل أحد الزملاء الإعلاميين مسئولا أمنيا كبيرا لماذا تسيطرون على الإعلام. نفى المسئول أن يكون للأجهزة أى ملكية. لكنه ما فتئ أن يسأل السائل: أحرام على بلابه الدوح. حلال على الطير من كل جنس؟
يبدو أن السائل لم يعِ قول أمير الشعراء أحمد شوقى!
الولايات المتحدة الأمريكية ومشيخة قطر ودول أوروبية امتلكت وسائل إعلامية مصرية عبر وسطاء. كان ذلك قبيل ثورة يناير حتى ثورة ٣٠ يونيه. كان الهدف تثوير المواطنين لإثارة الفوضى كى تخلق نظما سياسية غير التى على رأس السلطة آنذاك. الفوضى الخلاقة. وبهدف تحقيق نظرية تراكم الغضب. تلك النظرية الغادرة التى يحفظها السادة الحقوقيون جيدا. ويحفظها السيد قاسم عن ظهر قلب.
المال السياسى الذى دخل مصر عبر جسور وسائل الإعلام قبل يناير يستحق من الدولة الانتباه. أن تضع عينيها وسط رأسها كما يقول ولاد البلد.
المال السياسى الذى تسلل على غير استحياء داخل وسائل الاعلام. قاسم كان جزءا من خطة تمرير هذا المال. كان رجل وزارة الخارجية الأمريكية الأول فى القاهرة. بلغ ما بلغ به أن استقبله الرئيس بوش، فضلا عن لقاءات متعددة منفردة مع مادلين اولبرايت وكوندليزا رايس فى القاهرة وواشنطن.
ينتقد قاسم دوح بلابل الدولة. يريد من بلابله أن تصدح فى بلادنا. تلك إذن قسمة ظالمة. كيف تطلب من الدولة رفع يدها كما تدعى عن الإعلام وأنت تعمل قاتلا أجيرا ضد الصحفيين. قلت أمس إن قاسم يعمل مشردا. يقبض من رجال الإعلام نظير أفعاله ثم يناضل ضد الدولة طوال العام. أعرف أنه اسكندرانى مثلى لكنه رجل بلا مواثيق حقوقية. بلا ضمير مهنى. أو إنسانى. لعلى أذكر نموذج قاسم ومن مثله بمشهد للرائع أحمد زكى فى دور الرئيس السادات فى فيلمه الشهير. مشهد التذكير يجيب لكل متباك على ما يحدث فى الإعلام هذه الأيام. قال السادات إن لعبة الدومينو عندما تقفل لابد من هد الدور. واللعب من جديد.
انتهى الدور يا قاسم!