
محمد صلاح
«ولولة أشباه الرجال»
ليس بـ«نعيق الغربان» يأتى المطر، ولا بـ» ولولة» أشباه الرجال يتحكم الإخوان فى مقادير الوطن، فكلاهما نذير شؤم، لا يختلف نهارهم عن ليلهم، لا يعرفون إلا العمل السرى مثل «خفافيش الظلام»، يحترقون كلما اقتربوا من النور.
كعادتهم، احترف الإخوان التدليس وقلب الحقائق، فهم يولولون الآن مثل ثكالى النساء والأيتام، بعد أحكام الإعدام التى طالت «العريان والبلتاجى وحجازى والبر والزمر وعبد الماجد» و69 من « شياطين رابعة» الذين احتلوا الميدان بقوة السلاح لمدة 48 يوما، ارتكبوا خلالها جرائم القتل العمد، والتعذيب والفتك بالمعارضين، فضلا عن التخريب وإتلاف الأملاك العامة وقطع الطرق وتعطيل وسائل النقل العامة، وتعريض سلامتها للخطر، والتخطيط لقلب نظام الحكم، وإطلاق النيران على قوات الأمن، وتدمير سيارات الشرطة واستخدام الأطفال كدروع بشرية.
«أبواق» الشياطين الهاربين إلى تركيا وقطر، التى يقودها «أيمن سليكون» ومعتز شيفون» تجاوزوا «نعيق الغربان» فى مرثياتهم وبكائهم وتحريضهم على أمن واستقرار الوطن، وتناسوا أن الدم لغة الإخوان والإرهاب مرجعيتهم منذ تأسيس الجماعة الإرهابية قبل 90 عاما.
فالمصريون يؤمنون أن الأحكام التى صدرت بحق «شياطين رابعة»، قصاص عادل، فهم أجرموا فى حق الشعب المصرى، وقتلوا خيرة أبنائنا وأشقائنا من رجال الجيش والشرطة، وحرقوا مؤسسات الدولة، وروعوا المواطنين الآمنين، فالسلاح بأنواعه المختلفة انتشر وبغزارة داخل وكرى «رابعة والنهضة»، كما لجأوا إلى مخابرات دول أجنبية لدعمهم ولتعم الفوضى فى ربوع الوطن.
«أبواق الشياطين» تحدثت عن أحكام الإعدام، وتناست أن الجماعة الإرهابية نفذت أكثر من 1300 عملية إرهابية تنوعت ما بين قتل وتفجير وتخريب، راح ضحيتها أكثر من 3 آلاف شهيد من أبطال الجيش والشرطة والمدنيين.
حمدين صباحى وأنور الهوارى وغيرهما، تناسوا أيضا حرق قسم شرطة كرداسة، ومقتل اللواء نبيل فراج، والمحاولة الفاشلة لاغتيال وزير الداخلية الأسبق اللواء محمد إبراهيم، وتفجير مديريتى أمن الدقهلية والقاهرة، وجامعة القاهرة، وسنترال أكتوبر، واستهداف منزل المستشار معتز خفاجى بالقنابل، واستشهاد 5 قضاة بشمال سيناء، واستشهاد النائب العام المستشار هشام بركات فى عملية إرهابية.
تناست «أبواق الشر» أن محمد البلتاجى اعترف صوتا وصورة فى الفيديوالشهير، بأن جماعة الإخوان وراء العمليات الإرهابية التى ترتكب فى سيناء، وأنه يمسك بخيوط تحركاتهم، وأنه المحرض والمشارك فى تلك المجازر عندما قال: «إن ما يحدث فى سيناء سيتوقف فى اللحظة التى سيتراجع فيها الجيش وعودة مرسى إلى مهامه».
مع كل عملية إرهابية استهدفت أبطالنا فى سيناء، كانت الصيحات تتعالى بسرعة القصاص من هؤلاء المجرمين، ولكن قضاء مصر العادل لم يعبأ بتلك المطالبات الانفعالية، فاستمرت المحاكمات 1850 يوما، و68 جلسة، سمحت المحكمة خلالها للبلتاجى بالتحدث، وسألته عن مقطع الفيديوالشهير الذى تحدث خلاله عن أعمال العنف فى سيناء، فأكد أنه تحدث عن قضية سياسية، كما استقوى عصام العريان بالخارج مرتين، أولاهما فى جلسة 20 مايو2017، عندما شكك فى نزاهة القضاء المصرى والمحكمة التى يمثل أمامها وطالب بالتحكيم الدولى، أما المرة الثانية فكانت فى جلسة 2 ديسمبر 2017، عندما طالب بسماع شهود دوليين فى القضية.
المحكمة أيضا سمحت للدفاع عن المتهمين بالمرافعة على مدار 12 جلسة، وكان لها العديد من المواقف الإنسانية، حيث أمرت بالإفراج عن 10 متهمين لظروف صحية، وسمحت لوالدة البلتاجى بالتحدث معه أثناء الجلسة، كما سمحت أيضا بحضور أهالى المتهمين معظم الجلسات، وللأطفال بالدخول إلى قاعة المحكمة.