السبت 17 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الإنسانية فى مواجهة الإرهاب

الإنسانية فى مواجهة الإرهاب






ستظل مصر قوية، عصية على أعدائها، فى رباط إلى يوم الدين بوحدة وتماسك «شبابها.. رجالها ونسائها.. أطفالها وشيوخها.. مسلميها ومسيحييها»، رغم حقد الحاقدين.. وتآمر المتآمرين، الذين يستهدفون أمن واستقرار الوطن.
نحن جميعا على يقين، أن الإرهابيين لا دين لهم.. ملعونون بكل ملة وفى كل كتاب مقدس، دينهم القتل والغدر والخيانة والدمار والخراب.. ولاءهم لمن يدفع لإشعال الفتن.. عملياتهم الخسيسة لم تفرق بين محمد و مينا، أو قدسية مسجد و كنيسة، فهم لا يبالون بهيبة دور العبادة فى نفوس المواطنين.. ولا بحرمة سفك الدماء المعصومة أو إزهاق الأرواح البريئة التى كرمها الله من فوق سبع سماوات.
أعداء الإنسانية معروفون لدى الجميع، فمن قتل شركاء الوطن يوم الجمعة وهم فى طريق عودتهم من التعبد بدير الأنبا صموئيل بالمنيا، هم أنفسهم خوارج العصر، كلاب أهل النار، الذين أطلقوا وابلا من النيران على مئات المصلين من الركع السجود أثناء صلاة الجمعة بمسجد الروضة بمدينة بئر العبد بمحافظة شمال سيناء.
الدماء الذكية التى تناثرت بمحيط دير الأنبا صموئيل، وراح ضحيتها أطفال وشيوخ، ورجال ونساء، لم ولن تذهب هدرا، فلدينا أبطال  فى الجيش والشرطة عاهدوا الله على حماية الوطن والمواطنين، والثأر للشهداء، فبعد 48 ساعة فقط من الحادث الإرهابى، تمكن الأبطال من تعقب أثر المجرمين، ونجحوا فى القضاء على 19من المتورطين فى العملية الإرهابية، وهو ما يؤكد القدرة الفائقة فى  التعامل مع الجماعات المتطرفة.
فشلت مخططات الإرهابيين فى تعكير صفو المجتمع الذى ينعم بالأمان والاستقرار، كما لم تنجح مؤامراتهم فى التأثير على منتدى شباب العالم الذى انتهت فعالياته أمس بمدينة شرم الشيخ بمشاركة أكثر من 5 آلاف شاب من 160 دولة، وتأكد للمشاركين أن مصر تعيش فى أمن وأمان، دون تمييز بين جناحى الأمة، فالجميع متساوون فى الحقوق والواجبات، يمارسون شعائرهم الدينية فى أمن وأمان.
ترسيخ مفاهيم الإنسانية، وبناء جيل جديد من قادة المستقبل، قادر على تأسيس مجتمع خال من الكراهية والعنف والإرهاب،  مجتمع يرفض التمييز ويؤمن بالتسامح وقبول الآخر، أهداف حققها منتدى شباب العالم، وكعادته أبهر الرئيس عبد الفتاح السيسى الشباب المشاركين فى المنتدى بدعوته للعالم والمجتمع الدولى لتوثيق جرائم الإرهاب، مثلما تبنى فى العام الماضى توصية أن مكافحة الإرهاب حق من حقوق الإنسان، وتم اعتمادها من قبل الأمم المتحدة ومجلس الأمن.
استثمار مصر فى الشباب، جاء فى التوقيت المناسب، فالشباب هم أمل الأمة وعمادها، خصوصا أن 60 مليون مواطن أقل من 40 عاما، وتلعب الأكاديمية الوطنية دورا كبيرا فى تأهيل شباب المستقبل القادرين على قيادة الأمة، ومواجهة التطرف والإرهاب من خلال تنمية الوعى الوطنى، ونشر الثقافة والفنون، باعتبارهم أحد أبرز أدوات القوة الناعمة.
حالة الزخم التى شهدها منتدى شباب العالم، علينا أن نستغلها وتدعو مصر إلى عقد مؤتمر دولى لمكافحة الإرهاب، تشارك فيه دول العالم للتعرف على دور مصر الكبير فى محاربة الإرهاب نيابة عن العالم واتخاذ قرارات جادة وحاسمة، لتجفيف منابع الإرهاب، ومعاقبة الدول التى تقدم الدعم المادى واللوجيستى، وتجعل من أراضيها معبرا لانتقال الإرهابيين إلى دول العالم لارتكاب الجرائم الإرهابية.