
محمد صلاح
مؤامرات الغرف المغلقة
تتلون مثل الحرباء، وتلدغ كالحية، إذا قطعت رأسها، حاصرتك بذيلها المسموم.. دويلة العار والمؤامرات المشبوهة.. تساقطت أقنعتها.. إلا أنها عادت لتلعب دور «الدوبلير»، أو المندوب السامى والخادم الأمين لدولة الاحتلال، لتأجيج انقسام الفصائل، وإعلان وفاة القضية الفلسطينية.
بينما كان عدد من قادة العالم يقرعون الكؤوس احتفالا بمئوية سقوط الإمبراطورية العثمانية وانتهاء الحرب العالمية الأولى، التى على إثرها بدأت أولى خطوات تنفيذ وعد بلفور المشئوم الذى منح من لا يملك « بريطانيا» أرضا لمن لا يستحق « اليهود»، كانت مؤامرات الغرف المغلقة بين تل أبيب والدوحة لتوجيه ضربات عسكرية موجعة للفلسطينيين الأبرياء سقط على إثرها 11 شهيدا وعشرات المصابين فى قطاع غزة عقابا لهم على طردهم السفير القطرى محمد العمادى ورشق سيارته بالحجارة والأحذية، أثناء زيارته مخيم العودة شرق غزة، حاملا فى المقعد الخلفى لسيارته 3 حقائب تحتوى على مبلغ 15 مليون دولار لتمويل رواتب بعض الموظفين الموالين لهم، ورفض فصائل المقاومة الفلسطينية المشاركة فى تلك الفضيحة الوطنية.
ملايين الدولارات التى نقلها «العمادى» عبر معبر إيريز الإسرائيلى بمباركة من «نتنياهو» لم تكن قطعا من أجل عيون الشعب الفلسطينى، أو رفع المعاناة عن كاهلهم، بل محاولة من إمارة الإرهاب، لتصنع لنفسها نفوذا مشبوها مدفوع الأجر، بهدف إخماد غضب الشعب الفلسطينى المطالب بحقوقه المشروعة، ووقف مسيرات العودة، ولكن لم ينخدع الفلسطينيون بتلك الشعارات المزيفة رافضين تدخلات تنظيم الحمدين فى شأنهم الداخلى.
مؤامرات الغرف المغلقة، وخدمة عاصمة الإرهاب لدولة الاحتلال لم تكن وليدة اللحظة الراهنة، فتنظيم الحمدين لم يخجل أبدا من المجاهرة بتلك العلاقة غير الشرعية، حيث كلف أمير قطر، السفير محمد العمادى ليكون مندوبا ساميا، وخادما لتنفيذ مخططات شيطانية تستهدف النيل من القضية الفلسطينية، مقابل رضاء ودعم الولايات المتحدة وتل أبيب لبقاء الأمير المتهور فى منصبه.
قطعا، تميم يسير على درب والده الأمير السابق الذى قام بزيارة إلى قطاع غزة عام 2012 متجاوزا الرئاسة الفلسطينية، أما هو فكلف محمد العمادى للقيام بدور مشبوه على حساب حقوق الشعب الفلسطينى حيث زار إسرائيل 20مرة منذ عام 2014، لوضع سيناريوهات تصفية القضية الفلسطينية وتفريغها من مضمونها.
التمويلات القطرية المشبوهة لدعم الشعب الفلسطينى، يبدو فى ظاهرها «الإنسانية» أمام المجتمع الدولى، أما فى باطنها تمرير مخططات الاحتلال، حيث تستغل قطر وإسرائيل الأوضاع الإنسانية للفلسطينيين فى القطاع، لإنشاء كيان سياسى مستقل فى غزة، وفصلها بالكامل عن الضفة الغربية، على أن تتحول الضفة إلى كنتونات متفرقة، يفصلها مستوطنات إسرائيلية،ولكن قطعا لن يقبل الفلسطينيون بتلك الصفقة المشبوهة، فالقطاع جزء لا يتجزأ من الأراضى الفلسطينية وليست ملكا لقطر أو أى فصيل سياسى.
نستطيع أن نستنتج مماحدث أن الدوحة أداة فى يد الاحتلال، بهدف تمزيق الصف الفلسطينى، من خلال مندوبها السامى محمد العمادى، الذى تجاوز كل الخطوط الحمراء، حتى صار شخصا غير مرغوب فيه بعدما ظهر يرسم سيناريوهات العدوان الإسرائيلى على الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة، وملوحا بصفقة مشبوهة مع دولة الاحتلال، لتصفية القضية الفلسطينية.