«إيديكس 2018».. قصة نجاح مصرية

من حقنا أن نفتخر بمصر، مهد الحضارات الإنسانية، ونقطة تلاقى قارات العالم.. مصر التى أضاءت أركان المعمورة بنور العلم والمعرفة، ورسخت مبادئ الوسطية والتسامح.. مصر بلد الأمن والأمان.. السلام والاستقرار، حصن الأمة العربية ودرعها الواقى.. بعزيمة وإصرار أبنائها أصبحت قادرة على تحقيق المستحيل.
من حقنا أن نفرح ونفتخر بالإنجازات المتلاحقة،  فبعد النجاح الكبير لمنتدى شباب العالم فى مدينة السلام، الحلم صار واقعا ملموسا، ونجحت مصر فى تنظيم النسخة الأولى من المعرض الدولى للصناعات الدفاعية والعسكرية «ايديكس 2018» الذى من خلاله استعرضت أقوى وأكبر جيوش العالم قدراتها العسكرية، بمشاركة 41 دولة، و376 شركة ومؤسسة عسكرية كبرى، وحضور 24 من وزراء دفاع وإنتاج الحربى ورؤساء أركان دول شقيقة وصديقة، و10آلاف  زائر من مختلف دول العالم.
حالة الزخم العالمى التى واكبت افتتاح معرض «إيديكس 2018» جعلته الملتقى الأهم والأكبر من نوعه فى الشرق الأوسط وإفريقيا، لاستعرض أحدث الأسلحة فى الأفرع العسكرية المختلفة « البرية - البحرية - الجوية»، كما حمل بين طياته رسائل مهمة للعالم بأن مصر ستظل بلد الأمن والأمان، القادرة على التصدى للإرهاب العابر للدول، والتى يعتمد عليها فى حل قضايا المنطقة، والحفاظ على الأمن الإقليمى والعالمى.
رغم أن 17 معرضا سبقت «إيديكس 2018» فى دول مختلفة، ولدورات متعددة،  إلا أن حالة الإبهار التى بدت على القادة العسكريين والزائرين، دللت على أن مصر قادرة على استقطاب القلاع الصناعية الكبرى فى مجال الصناعات العسكرية، من بينها 42 شركة أمريكية، و37 فرنسية، و28 صينية، و27 إماراتية، و13 روسية، وغيرها من الشركات الإيطالية والهندية والهولندية والباكستانية والإسبانية والأوكرانية والسويدية والبولندية والكندية، تنوعت منتجاتها ما بين معدات ثقيلة مثل الدبابات والمدرعات، والمركبات العسكرية، والأسلحة الخفيفة، والرشاشات والمدافع الثقيلة، وأجهزة الاستطلاع والرادار والرؤية الليلية.
الخبرات الممتدة لقواتنا المسلحة ودورها البارز فى الحفاظ على أمن واستقرار ومقدرات الدولة، جعلها قادرة على تعظيم قدراتها الشاملة، خلال السنوات الأربع الماضية، من خلال تحديث وتطوير أسلحة الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة « البرية - البحرية - الجوية»، وتمثل ذلك فى إبرام صفقات مميزة أبرزها طائرات «الرافال» الفرنسية، وفرقاطات الـ«جويند» والـ»فريم»، فضلا عن غواصات ألمانية، وحاملتا الطائرات من طراز «ميسترال» عبد الناصر والسادات، وإعادة تأهيل القواعد العسكرية، وتأسيس قيادتى الأسطول الشمالى والجنوبى، وبناء قاعدة محمد نجيب العسكرية التى تعد أكبر قاعدة عسكرية فى الشرق الأوسط.
«إيديكس 2018».. قطعا سيكون نقظة إنطلاق لتوطين التكنولوجيا الحديثة فى الصناعات العسكرية الوطنية، وتسويقها لتلبية احتياجات الدول العربية والإفريقية، والدول الصديقة، من الأسلحة المتطورة فى ظل الاتجاه المتزايد إلى تنويع مصادر السلاح، وعدم الاعتماد على دولة واحدة، وأن تحصل مصر على جزء من « كعكة» الإنفاق العالمى على القدرات الدفاعية، والتى قدرها معهد استكهولهم لأبحاث السلام بـ1.7 تريليون دولار فى العام الماضى.
لا شك أن «إيديكس» قد وضع مصر على خريطة الصناعات الدفاعية، وبدا ذلك واضحا فى  عرض عدد من الصناعات العسكرية الوطنية المتطورة والتى اعتمدت فى تصنيعها على الخبرات المصرية  ومن بينها المدرعة «تمساح 2» وهى من المركبات المقاومة للألغام والكمائن، والتى حققت نجاحات كبيرة فى العملية العسكرية «سيناء 2018»، والباص المدرع «تمساح باص 6»، وهو مصمم لنقل الجنود، فضلا عن الرادار المصرى ثنائى الأبعاد، والذى يقوم بالكشف عن الأهداف التى تحلق على الارتفاعات شديدة الانخفاض والمتوسطة، والنسخة المصرية من الفرقاطة «جويند» بالتعاون مع نافال جروب الفرنسية.