محمد صلاح
شهداء الشرطة زهورعطرت تراب الوطن
25 يناير.. سيظل دائما وأبدا يوما خالدا فى ذاكرة الوطن، عيدا وطنيا يجمع طوائف الشعب المصرى بكافة فئاته واتجاهاته وانتماءاته ولا يفرق بينهم، يوحدهم ولا يشق صفوفهم.. رمزا للبطولات والتضحيات، وليس ذكرى للفوضى وترويع المواطنين والآمنين، والتآمر على الأوطان.. عيدا لصمود أبطال الشرطة، وتخليدا للشهداء الذين واجهوا بصدورهم رصاصات الغدر، ليتعطر تراب الوطن بدمائهم الذكية، حفاظا على أمنه واستقراره.
على مر السنين، يقف رجال الشرطة فى مقدمة الصفوف إلى جوار أشقائهم أبطال القوات المسلحة، لا يهابون الموت، ولا يعرفون الاستسلام، صامدون مهما كانت التضحيات، ليظل علم مصر مرفرفا خفاقا فى عنان السماء، فدائما وأبدا كان ولائهم لله وللوطن، وليس لفرد أو جماعة.
نهر العطاء لأبطال الشرطة لا ينضب.. فقبل 67 عاما، وتحديدا فى 25 يناير 1952، سطر أبطالنا البواسل ملحمة العزة والكرامة، حتى أصبح يوما خالدا لن ينساه المصريون، قدم خلاله جنود وضباط الشرطة أرواحهم ودمائهم فداء للوطن، لتظل مصر شامخة مرفوعة الهامة.
فى الساعات الأولى من صباح يوم الملحمة، صمد رجال الشرطة أمام القوات الإنجليزية التى حاولت احتلال مقر محافظة الإسماعيلية وقسم شرطتها، ردا على قرار النحاس باشا رئيس الوزراء آنذاك بإلغاء معاهدة 36، رافضين تهديدات القائد البريطانى بمنطقة القناة « إكسهام» ومطالبه بتسليم أسلحة قوات الشرطة أسلحتها وترحيلها عن منطقة القناة، بزعم تسترهم على الفدائيين، وأعلن الأبطال المقاومة حتى آخر طلقة وآخر رجل، وفى معركة غير متكافئة من حيث العدد والعتاد، استمرت الاشتباكات عدة ساعات، واستبسل رجال الشرطة فى مواجهة 7 آلاف بريطانى، مسلحين بالمدافع والدبابات، ورغم ذلك رفض الأبطال الاستسلام إلا جثة هامدة حتى نفدت آخر طلقة معهم، وفى سبيل الدفاع عن رفعة الوطن وكرامته، سقط 50 شهيدا، و80 جريحا من رجال الشرطة، واختلطت دمائهم الذكية مع 70 من الفدائيين المدنيين، ليظل 25 يناير، شاهدا على تلاحم أبناء الشعب وبطولاتهم.
25 يناير، سيظل عيدا للشرطة، رغم أنف الخونة ونشطاء السبوبة والمتاجرين بالأوطان، الذين اختاروا هذا اليوم تحديدا لكسر إرادتنا الوطنية، وإرباك البلاد وإدخالها فى دوامة العنف والإرهاب.
فالوطن الذى كان هدفا فى 25 يناير 1952، كان أيضا هدفا فى 2011، حيث تم التخطيط من قبل مخابرات أجنبية، بالتنسيق مع جماعة الإخوان الإرهابية وحلفائها، لاستهداف الشرطة، وقنص أبطالها ونشر الفوضى وترويع المواطنين الآمنين وحرق أقسام الشرطة ومقار المحاكم بهدف إحكام السيطرة على الشعب والوطن.
25 يناير، لن يكون عيدا إلا للشرفاء المدافعين عن كرامة وأمن الوطن واستقراره، أما المتاجرون بآلام الوطن، فسيظلون يتحسرون على حلمهم الضائع فى فوضى، كتب الله لمصر النجاة منها.










