الأربعاء 9 يوليو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
طلقنى طلقنى

طلقنى طلقنى






لم تكن مجرد كلمات طائشة تخرج من فم امرأة (تقصدها أم لم تقصدها)، بل كانت كالشرارة التى أضرمت النيران فى فتيل الحياة الزوجية، هذا الفتيل الذى صُنِعَ من نوبات من المشاكل الزوجية المتتالية، كان بمثابة البرهة التى فصلت بين هذه المشاكل وموعد انفجارها... قذائف نارية خرجت من عاطفة طائشة صوب رجولة متمردة!.
امرأة ملغمة خُلِقت طبيعتها لتكون كيانًا ملغمًا بالحنان والسكينة والطمأنينة والحب، ولكنها فى هذا الموقف كانت كيانًا ملغمًا بمتفجرات (مشاكل الحياة الزوجية) التى كانت هفواتها رصاصًا يخترق كيانها الأنثوى ويدفعه للتمرد.
“طلقنى طلقنى”... هذه الكلمات التى ملأت سيناريوهات الدراما التليفزيونية والسينما، لم تكن مجرد كلمات لمشاهد درامية عابرة... نهايتها (روحى وأنتِ طالق)، بل كانت دراما الواقع المقتبسة من الحياة اليومية لآلاف الأسر التى حار دمها من كثرة ضغوط ومشاكل الحياة الزوجية،  التى باتت نهايتها أسيرة لشرارة (طلقنى طلقنى).
 ولأننى كامرأة أشعر تمامًا بوطء هذه الكلمات على المرأة لحظة اندفاعها، فأردت من خلال مقالى هذا... أن أقف على جرح غائر فى قلب كل امرأة تندفع بكلماتها فلا تجد إلا يدًا باطشة تبطش بها، فلم تكن هذه الكلمات التوكيدية إلا تأكيدًا على خلل داخلى بداخلها... خلل نشأ عن هبات من مشاكل زوجية استوطنت أرضها.
دائمًا ما كانت هذه الكلمات (طلقنى طلقنى) سواء قصدتها المرأة أم لم تقصدها... تتحسس يد الرجل القادر على اقتلاع جذور هذه المشاكل من قلبها وعقلها، اليد القادرة على غرس الحب والود، القادرة على احتضانها، ولكن ما تصاب بخيبته هى المسافة الكبيرة بينهما رغم القرب، فلم تستوعب ثقافة الرجل أن هذا الكيان الأنثوى لم يلق بهذه الكلمات إلا حنيناً للدفء الذى ضل الطريق فى أمس الحاجة لأوقات الوصول!، فلم يعلم هذا الرجل أن المرأة كائن عاطفى المنشأ حتى وإن اجتاحتها العواصف الرمادية، تظل دائمًا بيتًا للسكينة التى تبحث عن الاستقرار والهدوء.
ففى كل حرف تلقيه على أذنيك من تلك الكلمات (طلقنى طلقنى) هى (لاشعورياً لم ترد الطلاق)، بل تلقى بها كمرساةٍ أرادت تثبيت سفينة الحياة على مرسى الشاطئ حتى لا تبتلعها الأمواج الهائجة، تلقى بها كناقوس إنذار لخلل بداخلها يستنجد بك لتعيده إلى الحياة مرة أخرى، تلقى بها كأحضان تائهة أرادت منك أن تلتقتها.
عزيزى الرجل... إنها الطفلة البريئة قبل أن تكون تلك المرأة الناضجة،  أنها الابنة التى تبحث عن حضن أبيها فى حضنك، إنها عمود البيت الذى لم يكن شرخه هينًا، بل كان شرخًا واعرًا لجدران البيت بأكمله.
احتضن تلك الكلمات العاطفية الطائشة(بقلب العقل) الذى ميزه الخالق بكمال النضج والحكمة، اطفئ نار هذه الكلمات برماد الحب والود والرحمة، لتنير نيران حنانها وعطفها وأمومتها.
عزيزتى المرأة... هناك مثل قديم يقول «العيار اللى ما يصبش يدوش» حتى وإن كانت مجرد كلمات، فلتعلمى أنها للرجل كالرصاص الذى يحاول أن يصيب رجولته فى مقتل!، فلا تجعلى كلماتك سوطًا لجلد رجولته، بل اجعليها سوطًا لجلد شيطان الحياة الذى عكر صفوحياتكما.
هدهدى هذه الطفلة الطائشة بداخلك... فأنتِ اليوم امرأة مسئولة فى ميزان الزوجة والأم، فاليوم لم نزن بميزان الطفلة المختل... بل يجب أن نزن بميزان الأسرة، الذى يزن الأمور دائمًا بعين الحكمة.