الثلاثاء 22 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
ابن الجزار

ابن الجزار






هو أبو جعفر أحمد بن أبى خالد بن الجزار القيروانى والذى أصبح مشهوراً بكتاباته فى الطب الإسلامى، وُلد فى قيروان (تونس اليوم) فى عام 895م وتوفى عام 979م عن 84 عاماً، وفى شبابِه درس الفقه والحديث والتاريخ فى جامع عقبة بن نافع ولكنه تعلم الطب على يد والده وخاله حيث كانا طبيبين مشهورين فى ذلك الوقت وأيضاً على يد اسحق بن سليمان الذى ترك مصر وذهب الى القيروان وهو ايضًا كان طبيباً مشهوراً فى القيروان، وكان لا يوجد مستشفى للتعليم فى القيروان وكان التعليم يتم فى منزل الأطباء كما ذكر ابن الجزار فى كتابه «زاد المسافر» على أنه يرحب بطلبة الطب فى منزله بعد الانتهاء من عمله مع مرضاه.
ولقد تزوج ابن الجزار ولم يُنجب أولاداً وتفرغ لمهنة الطب وأصبح داره مقصداً للمرضى وطلبة الطب، ويحكى عن ابن الجزار أنه كان هادئ الطبع لا يحب حضور المناسبات الاجتماعية ولا يقبل الهدايا، وعندما عالج ابن القاضى النعمانى رفض أخذ هدية ذهبية قيّمة تبلغ 300 مثقال من الذهب وكان ابن الجزار مقرباً للأسرة الحاكمة بالقيروان وصديقاً لخال المعز لدين الله الفاطمي. ومن المشهور عنه أنه قد فتح فى منزله عيادة لمداواة المرضى وأقام أمام منزله صيدلية لتوزيع الدواء، وفى عيادته الخاصة كان يكشف على المرضى ويُحضّر الدواء بنفسه ويساعده خادمه فى جمع قيمة الكشف من المرضى ولقد قيل إنه عند وفاته كانت ثروته تقدر 24000 أربعة وعشرين ألف دينار من الذهب.
 أما عن مؤلفاته فقد كتب ابن الجزار عدة مؤلفات أهمها كتابه الطبى المشهور «زاد المسافر» الذى تُرجم الى اللاتينية واليونانية والعبرية ونُسخ وطُبع فى فرنسا وايطاليا عدة مرات فى القرن السادس عشر واعتبرمرجعاً مهماً فى تعليم الطب فى جامعات اوروبا، ومن هذه الترجمات مخطوطات أقدمها فى الڤاتيكان، فالكتاب يحتوى على فن الطب الاكلينيكى وكيفية الكشف والتشخيص للأمراض والإصابات من الرأس الى القدم فى أسلوب سهل الفهم ومشوّق مع ذكر الأعراض والتشخيص والعلاج ومدة شفاء المرضى وما يترتب على المرض من مضاعفات وذلك فى سبع مقالات. ومن الجدير بالذكر أن كتاب «زاد المسافر» ما زال مخطوطاً وهو فى مجلدين وتوجد منه نسخ فى مكتبة الشعب بباريس، ودرسدن بألمانيا ورنبور بالهند وهافانا بهولندا وفى المغرب فى خزانة الرباط، وكتاب «زاد المسافر» قد اُلّف ليكون دليلاً طبياً للمسافر الى البلدان البعيدة التى لا يوجد بها طبيب.
كما اهتم ابن الجزار بأن يصنف للفقراء والمساكين دليلاً علاجياً فصنف لهم كتاب «طب الفقراء والمساكين» حتى يستطيعوا بما يملكون من الأموال القليلة أن يهتدوا الى الدواء المناسب لكل حالة بما يحفظ صحتهم دون أن يكلفهم ما لا يملكون.