الصوم الحقيقى لمن تحمل مشقة العمل والمدافع عن الوطن
أكد د. محمد مختار جمعة وزير الأوقاف أن الصوم الحقيقى هو لمن تحمل مشقة العمل وشدة الحر ووقف على الجبهة مرابطا منافحا ومدافعا عن الوطن، وقال إن أسباب النصر متعددة لكنها ترجع إلى عاملين أساسيين وهما : الأخذ بالأسباب، وحسن الاعتماد على الله والتوكل عليه، موضحا أن الأخذ بالأسباب جاء فى قول الله تعالى: ﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآَخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِى سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ ﴾، والقوة هنا جاءت بأسلوب التنكير لتشمل كل مناحى القوة، وهذا المعنى يتوافق مع الحروب الحديثة التى لا تعتمد على قوة العدة والعتاد فحسب، مبينا أن القوة المتكاملة لا تقوم على مواهب وملكات الأفراد فحسب، بل لابد وأن تصب هذه الملكات فى قوة الوطن والدولة، مؤكدا أن الجيوش حتى تكون على إعداد منيع تحتاج إلى اقتصاد قوي، وإلى بنية أساسية تنطلق منها، وإلى علم وثقافة، وإلى شعب واع بالتحديات والمخاطر.
كما أكد أن قوة الوطن هى قوة الأفراد، وكل فرد يمكن أن يكون نقطة قوة إيجابية للوطن، وأن مقياس قوة الأوطان مرجعيتها إلى قوة الأفراد وإمكاناتهم ونتاجهم، فالعامل الذى يتقن عمله، والطبيب الذى يتقن طبه، والمهندس، والمعلم، والإمام، والصانع، والتاجر، وكل إنسان فى مكانه أو فى وظيفته يؤدى واجبه على الوجه الذى يرضى الله (عز وجل) هو نقطة من نقاط القوة، ووسيلة من وسائل النصر، وكلما زاد عدد نقاط القوة كلما قويت شوكة الوطن، وكل إنسان لا يؤدى واجبه ولا يتقن عمله هو نقطة من نقاط الضعف.
وأكد أن الأخذ بالأسباب مع حسن الاعتماد على الله تعالى ينفى العجب، ويتنافى مع الاغترار بالنفس، وكلما كان الإنسان بعيدا عن الغرور كان النصر حليفه، شريطة الأخذ بالأسباب والاعتماد والتوكل على الله تعالى، يقول سبحانه : {وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ * إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلَاثَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُنْزَلِينَ * بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ * وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ } .
وشدد أن كل واحد يمكن أن يكون على ثغرة للحفاظ على الوطن، وأن يكون عضوا نافعا ومنتجا، وكل إنسان فى عمله يمكن أن يدخل الجنة من باب عمله كما يدخل الصائمون من باب الريان، والعبرة بالأعمال المخلصة، وإن تصدقوا الله تعالى يصدقكم، داعيا الله أن تظل عطاءات الله تعالى لمصر بالخير والعزة والكرامة والمكانة الشامخة.