الثلاثاء 23 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
معجزة القرن

معجزة القرن






من أرض سيناء.. معبر الأنبياء، ومكان التجلى الأعظم.. يكتب المصريون تاريخا جديدا، ويسطرون بسواعد الأبطال ودماء الشهداء، التى روت تراب الوطن، ثانى أكبر معجزة فى التاريخ الحديث.. لا تقل أهمية عن عبور خط بارليف، تمثلت فى ملحمة التعمير والبناء والتنمية، ومد شرايين الحياة فى أوصال الأرض المقدسة.. عبور جديد، بمثابة صفعة قوية للجماعة الإرهابية وحلفائها فى الداخل والخارج الذين يروجون الأكاذيب حول « صفقة القرن»، ولكل الطامعين فى أرض الفيروز، وأعداء الوطن، من أصحاب الرايات السوداء الذين انتهكوا حرمة بيوت الله، وسفكوا دماء الأبرياء.
ملحمة العبور الثانى إلى سيناء، قدمها الرئيس عبد الفتاح السيسى هدية للشعب المصرى، مع هلال شهر رمضان المبارك، بتدشين أربعة أنفاق أسفل قناة السويس فى مدينتى الإسماعيلية وبورسعيد، ومشروعات تنموية عملاقة فى إقليم قناة السويس، الذى يضم شمال وجنوب سيناء، وبورسعيد والإسماعيلية والسويس، من بين 990 مشروعا تنمويا فى كافة المجالات، بتكلفة استثمارية 800 مليار جنيه، تجعل سيناء جزءا لا يتجزأ من الدلتا، وتقربها أكثر من قلب الوطن، من خلال 17 نقطة اتصال تمثلت فى 6 أنفاق عملاقة أسفل المجرى الملاحى، وكوبرى السلام المعلق، والمعديات، والتى تقلص فترة العبور من وإلى سيناء إلى 20 دقيقة فقط.
الأنفاق الضخمة التى تم تشييدها أسفل المجرى الملاحى لقناة السويس فى ثلاث سنوات فقط، معجزة أبهرت العالم، وتساهم بشكل كبير فى إنهاء عزلة استمرت 160 عاما لشبه جزيرة سيناء، كما أنها أكبر عملية ربط فى التاريخ بين قارتى إفريقيا وآسيا.
ملحمة البناء والتعمير، ستؤدى بالضرورة إلى تغيير فى التركيبة السكانية بالمنطقة، ليتحقق الهدف الذى سعى إلى تنفيذه حكومات سابقة بتوطين 6 ملايين مواطن فى سيناء، من خلال خلق بيئة مناسبة للعمل والإقامة.
ما يحدث على أرض سيناء منذ عام 2014، يؤكد أن هناك إرادة سياسية لتعمير « أرض الفيروز»، وخطة حكومية واعدة لتنمية سيناء، ومنطقة قناة السويس، تستمر حتى 2022، وهى رؤية متكاملة تسير وفق توقيتات تم تحديدها بدقة شديدة، فالمشروعات التنموية تشمل كل شبر من أرض سيناء، وفى أقصى نقطة على الحدود الشرقية، فى رفح والشيخ زويد والعريش وبئر العبد، فضلا عن استصلاح 400 ألف فدان كمرحلة أولى فى قلب سيناء، اعتمادا على أضخم مشروع لإعادة تدوير مياه الصرف، ومزارع سمكية عملاقة، وشبكات طرق متميزة، و3 مطارات دولية، من بينها مطار العريش والبردويل، وإنشاء أحد أكبر موانئ البحر المتوسط بمدينة العريش، وأكبر مجمع لإنتاج الرخام بمنطقة «المليز» بوسط سيناء، وجامعة الملك سلمان، لتلحم تلك المشروعات القومية مع المنطقة الصناعية بمحور قناة السويس، ثم العاصمة الإدارية، ومدينة الجلالة، ومدن الإسماعيلية الجديدة، وبورسعيد الجديدة، ودمياط الجديدة، ومدينة الأثاث، وغيرها من المشروعات، ليرتبط إقليم قناة السويس بمحافظاته الخمس، ليصبح جزءا لا يتجزأ من القاهرة والدلتا.
وقطعا، لا تقتصر جدوى ملحمة البناء والتنمية فى سيناء على الجانب الاقتصادى فقط، بل تمتد استراتيجيا، بأن تنميتها و زراعتها بالبشر، لن يجعلها عرضة لأى أطماع، فضلا عن دور الأنفاق فى حماية سيناء وقت الخطر، فهى مؤمنة تأمينا جيدا، ومحمية بمياه القناة، فضلا عن سرعتها فى نقل القوات من الغرب إلى الشرق، فى حالة الضرورة.