السبت 17 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
«كربلائية» الإخوان

«كربلائية» الإخوان






«ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحدا»
صدق الله العظيم
يقينا، لا يظلم ربك أحدا، فهو يعلم «السر وأخفى.. الصالح والطالح.. الصادق والكاذب..  الوطنى والخائن لله والوطن..  الإرهابى الذى روع وحرق وقتل من أجل مصلحة جماعته..  والشهيد الذى لقى ربه دفاعا عن شرفه وعرضه ووطنه».
فى منتصف ليل 17 يونيو 2012، زحف شياطين الإخوان إلى الميادين، لفرض الأمر الواقع، بإعلان فوز  محمد مرسى مرشحهم «المغلوب على أمره» بالانتخابات الرئاسية، والتهديد بحرق مصر، وتحويل شوارعها إلى بحور من الدماء، حال إعلان غير ذلك.
بعد 7 سنوات، وفى نفس اليوم 17 يونيو 2019، شاءت قدرة الله أن تذهب روح  مرسى لتعانق روح صديقه الوفى شيمون بيريز، سقط مغشيا عليه وسط رفقائه من قيادات الجماعة الإرهابية المتهمين فى قضية التخابر، بعدما سمح له رئيس المحكمة بالتحدث لمدة 5 دقائق والجلوس مع هيئة الدفاع عنه، مات قبل أن تبرد نيران قلوب أمهات وزوجات وأبناء شهداء راحوا ضحية إشارة منه ومن قيادات جماعته الإرهابية.. مات ليتم تأجيل الحكم فى قضية التجسس إلى قاضى السماوات والأرض.
7 سنوات ما بين جلوسه على كرسى الحكم ووفاته، وقعت خلالها جرائم إرهابية استهدفت حرق الوطن، سقط على إثرها آلاف الشهداء من أبطال الجيش والشرطة راحوا ضحية الخيانة لله والوطن، ولكن الله غالب على أمره، ولو كره الإرهابيون، الذين باعوا أنفسهم للشيطان وقيادات الجماعة الإرهابية.
بعد 24 يوما فقط من أدائه اليمين الدستورية، قرر مرسى رد الجميل للجماعات الإرهابية التى أيدته ودعمته بقوة خلال الانتخابات الرئاسية، فأصدر 5 قرارات رئاسية، تضمنت العفو الرئاسى عن 2500 من أمراء الدم والإرهاب، المحكوم عليهم بالإعدام، كما سمح بعودة قيادات تنظيم القاعدة الهاربين إلى الخارج، ونقل إرهابيين من جنسيات مختلفة، وتوطينهم فى سيناء، وسمح أيضًا لقيادات حماس باستباحة سيناء، وقتل وخطف الجنود الذين يدافعون عن تراب الوطن المقدس.
قطعا، لسنا مثلهم، فأمام هيبة الموت، نقف إجلالا واحتراما، فالشماتة ليست من ديننا، ولا من أخلاقنا، بل هى فريضة فى عقيدة الإخوان، فشياطين الجماعة الإرهابية لهم تاريخ طويل من الشماتة، واستحلال الدماء، فسبق أن استحلت الجماعة دم المستشار أحمد الخازندار، والنقراشى باشا، والآلاف من أبناء الوطن الشرفاء، وفشلت فى اغتيال عبد الناصر فى حادث المنشية، بل وشمتت فى وفاته، وفى اغتيال السادات، ومرض مبارك، ووفاة الشخصيات العامة، بل ويشمتون يوميا فى شهداء الوطن من أبطال الجيش والشرطة، ولعلنا نتذكر كيف احتفل مرسى وأسرته باغتيال النائب العام المستشار هشام بركات، عندما لوح بعلامة الذبح من دخل قفص المحكمة، ثم كتب نجله «نبارك عملية اغتيال النائب العام».
بوفاة مرسى، خرجت الفئات المذعورة من جحورها، للتباكى والنواح، وصناعة « مرثية» من الأكاذيب والتدليس فى عرض الحقائق على الرأى العام من خلال الفضائيات الماجورة ومواقع « السوشيال ميديا» بهدف كسب تعاطف المواطنين، وشق وحدة الصف المصرى وتعبئة الرأى العام من خلال « كربلائية» زائفة، نجح المصريون الشرفاء فى كشف مخططهم ولم ينخدعوا بها.
لم أستغرب لجوء الجماعة إلى «المرثيات والكربلائيات» التى تعلمها الإخوان من الشيوعيين والشيعة، فهى سلاح استخدمته الجماعة مرارا وتكرارا بهدف العودة إلى المشهد السياسى مرة أخرى، ولولا المرثيات لاختفت الجماعة بعد وفاة مؤسسها حسن البنا.
وفاة مرسى فضحت أردوغان وتميم، وسياسيون يدعون نضالا زائفا ويتراقصون على جثث الأوطان، «حمدين صباحى وخالد على والبرادعى وعمرو حمزاوى، والداعرة السياسية «توكل كرمان» التى باعت وطنها وتحالفت مع أذناب قطر وتركيا وإيران، والتى وضعت مرسى بأنه آخر الأنبياء.
المعركة مع الجماعة الإرهابية طويلة وممتدة، وعلينا الانتباه خلال الفترة المقبلة، لإحباط عملياتهم الإرهابية.