الأحد 18 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
علم مصر.. تاج فوق الرؤوس

علم مصر.. تاج فوق الرؤوس






أشعر بالحسرة والألم مثل ملايين المصريين، عندما أجد الشوارع والميادين فى  «العرس الرياضى الإفريقى» لم تعد تتزين بأعلام مصر، التى ترفرف منذ فجر التاريخ بشموخ وكبرياء فى عنان السماء، كما لم تعد تهتز جنبات ستاد القاهرة الدولى من ترديد الجماهير للنشيد الوطنى «بلادى بلادى.. لكى حبى وفؤادى» أو هتافات «مصر.. مصر.. تحيا مصر» التى تقشعر منها الأبدان، وتلهب حماس الملايين فى ربوع مصر المحروسة.
شعرت بالغضب من حالة اليأس والإحباط التى تملكت ملايين الأسر المصرية، التى اعتادت على تجسيد ملاحم فى حب الوطن، تحت راية علم مصر، الذى يتزين لونه الأبيض الناصع بالنسر الذهبى، سواء فى مدرجات ستاد القاهرة الدولى أو مراكز الشباب، لدعم منتخبنا الوطنى، من الإسكندرية شمالا إلى أسوان جنوبا، ومن رفح شرقا وحتى السلوم غربا.
عندما اختفت الأعلام من الشوارع والميادين، ترحمت على الأسطورة محمد العباسى، أول جندى يرفع علم مصر أعلى أقوى نقطة حصينة على خط بارليف فى حرب أكتوبر المجيدة، وهو البطل الوحيد الذى تردد اسمه بأغنية فى الشوارع «محمد أفندى رفعنا العلم.. وطولت رؤوسنا بين الأمم».. بمثل هؤلاء الأبطال الذين يضحون بدمائهم وأرواحهم ستظل مصر مرفوعة الهامة، وسيظل علمها شامخا فى جميع المحافل المحلية والإقليمية والدولية رغم أنف الحاقدين والشامتين.
على مدار 4 مباريات خاضتها مصر فى بطولة أمم إفريقيا، راقبت عن كثب ترديد لاعبي المنتخب للنشيد الوطنى، أثناء عزف السلام الجمهورى، وقارنت بينهم وبين منتخبات عربية وإفريقية، فلم أجد حماسا يذكر لدى اللاعبين، فبعضهم اكتفى بتحريك شفتيه أمام الكاميرات، والبعض الآخر أصر على إغلاق فمه، ولم يحرك ساكنا، وكأن جسده لم يقشعر من هدير الجماهير ومن بينهم مروان محسن، الذى تجاهل النشيد الوطنى وكأنه جاء من كوكب آخر.
إذا كانت مصر نجحت فى تجاوز كافة الصعاب والتحديات، وحققت المستحيل فى تنظيم بطولة الأمم الإفريقية خلال وقت قياسى، فذلك لن يدفعنا للبكاء على اللبن المسكوب بخروج المنتخب من دور الـ16،  فى بطولة لم يكن من الصعب أبدا الفوز بها على أرضنا ووسط جمهورنا.
ما حدث لا يجب أن يمر مرور الكرام، فتصحيح مسار الرياضة المصرية، يبدأ أولا بتسريح جميع اللاعبين المقصرين الذين لم يقدروا قيمة تمثيل مصر فى البطولات القارية والدولية، وتجنيدهم فى المؤسسة العسكرية، لكى يتعلموا الرجولة والانضباط وقيم الانتماء والوطنية.
أعضاء «اتحاد السبوبة» يراهنون على «ذاكرة السمكة» التى يعانى منها المصريون، وبعدما ينفض مولد البطولة، يصبح ما حدث فى طى النسيان، ولكن فضيحة خروج المنتخب من بطولة الأمم الإفريقية لن تمر دون عقاب المقصرين والفاسدين، مثلما مرت فضيحة مونديال روسيا 2018، التى شهدت صراعا على سفر أعضاء البعثة، وبيع التذاكر فى السوق السوداء، وتحويل فندق إقامة اللاعبين إلى ملهى ليلى، ووكر للتحرش الإلكترونى، وتحكم وكلاء اللاعبين فى تشكيل أعضاء المنتخب.
استقالة «شلة السبوبة» لا تكفى، بل يجب التحقيق معهم فى تهم الفساد الموجهة لهم، ومنعهم من مغادرة البلاد لحين انتهاء التحقيقات، وإقرار قانون للعزل الرياضى على غرار العزل السياسى لحرمان تلك الوجوه من الترشح لانتخابات اتحاد الكرة لمدة 10 سنوات على الأقل، حتى لا نفاجأ بتصدر محترفي الانتخابات المشهد الرياضى فى المجلس الجديد لاتحاد كرة القدم.
يجب تشكيل لجنة رياضية تضم خبراء كرة القدم لاختيار مدير فني وطني يتناسب مع طبيعة المرحلة الحالية وأن يتم اختيار اللاعبين بشفافية بعيدا عن الأهواء الشخصية.