السبت 17 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
الشباب .. أمل المستقبل

الشباب .. أمل المستقبل






غمرتنى سعادة بالغة من حالة الفرح والسعادة التى عمت شوارع مصر، بعد إعلان نتائج الثانوية «العامة والأزهرية»، فالزغاريد انطلقت من كل بيت، والابتسامة تملأ الوجوه، والأحلام العريضة ترسم ملامح المستقبل، بعد عام دراسى طويل، رفع فيه الطلاب وأولياء الأمور حالة الطوارئ الدراسية والاقتصادية، حتى تحققت الفرحة فى النهاية بـ«زغرودة حلوة فى كل بيت».
نتائج الثانوية العامة كشفت عن عدة دلالات، لعل أبرزها أن الأوائل ينتمون للطبقات الفقيرة والمتوسطة، الذين يمثلون قطاعا عريضا من المجتمع المصرى، وينتظر الوطن منهم الكثير، دفاعا عن ترابه المقدس، أو المشاركة فى المشروعات التنموية الكبرى التى تشهدها البلاد، فحتما سيكون من بين هؤلاء الأوائل، مجدى يعقوب، وهانى عازر، وأحمد زويل، وغيرهم من أعلام مصر.
كما لفت انتباهى أيضا، اختفاء عدة محافظات من قائمة الأوائل، وجاءت القاهرة والقليوبية والمنيا فى المقدمة، فى حين تراجعت الدقهلية والمنوفية، فيما نجح الأولاد فى هزيمة البنات للمرة الأولى منذ سنوات.
وكعادة كل عام، حققت مدارس التعليم المجانى أعلى نسبة نجاح بإجمالى 83.6%، مقابل 62.9% للمدارس الخاصة، بما يعنى أن المدارس الحكومية التى تعانى من زيادة الكثافات الطلابية، وعدم قيام المعلمين بواجباتهم التعليمية، وغياب الطلاب عن المدارس، تفوقت على المدارس الخاصة والدولية التى يدخلها « أبناء الذوات»، ولكن تلك المؤشرات ليست دليلا عن جودة التعليم بالمدارس الحكومية، ولكن إن دل ذلك فإنما يدل على الإقبال الكبير على الدروس الخصوصية،  وزيادة نسبة الغش فى المدارس الحكومية، وهذا ما لم ينكره المعلمون والإداريون وكل من شارك فى أعمال الملاحظة والمراقبة على الامتحانات.
القلق بدأ يتسرب رويدا رويدا إلى الطلاب وأولياء الأمور، بعد ساعات من إعلان نتائج الثانوية، بسبب الارتفاع الكبير فى المجاميع، فالمؤشرات كشفت أن 36% من الطلاب حصلوا على أكثر من 90%، بما يعادل 252 ألف طالب وطالبة، من بينهم 17.27% تراوحت مجاميعهم بين 95% إلى 100%، بما يعادل 84 ألفا من الطلاب المتفوقين، يتنافسون على 50 ألف مكان بالكليات الطبية، بعدما تجاوز الحد الأدنى للقبول بكليات الطب حاجز الـ 99%، وكذلك طب الأسنان والصيدلة والعلاج الطبيعى، كما ارتفع الحد الأدنى للقبول بكليات الهندسة.
ارتفاع مجاميع الثانوية العامة وضع وزارة التعليم العالى فى مواجهة مع الطلاب المتفوقين الراغبين فى الالتحاق بكليات القمة « الطبية أو الهندسية»، فهناك 34 ألف طالب وطالبة لن يكون لهم مكان فى الجامعات الحكومية، وأصبحوا فريسة سهلة لـ» بيزنس»  الجامعات الخاصة، التى لا يرحم « سوطها» أبناء الطبقات الفقيرة والمتوسطة.
فى يقينى أن المجلس الأعلى للجامعات لم يعد أمامه رفاهية الاختيار، وأصبح مطالب بزيادة أعداد المقبولين بالكليات الطبية، لاستيعاب نحو 25 ألفا من الطلاب المتفوقين، خصوصا أن عجزا كبيرا فى الأطباء يصل إلى 50% فى المستشفيات الحكومية والجامعية، نتيجة سفر الآلاف منهم للعمل بدول الخليج.
إذا كنت من بين الـ 252 ألف طالب وطالبة الحاصلين على أكثر من 90%، ولم تجد لك مكانا فى كليات القمة، لا تيأس، فاختار الكلية التى تحب الدراسة بها، ومن خلالها ستصعد إلى قمتك الخاصة، فأنت أهم من مجموعك، وقادر على تحقيق مستقبل أفضل، مثل العظماء الذين وضعوا بصمات مضيئة عبر التاريخ، دون أن يحصلوا على تلك المجاميع الخرافية.
فقط عليك أن  تختار الكلية التى ترغب الدراسة بها، ولكن ابتعد عن الالتحاق بكليات وأقسام الإعلام، بعد المتغيرات الكثيرة التى طرأت على المهنة.