
محمد صلاح
ملحمة البناء فى مواجهة الإرهاب
الجريمة الإرهابية البشعة التى نفذتها حركة حسم، الذراع العسكرية لجماعة الإخوان الإرهابية، أمام معهد الأورام، وسقط على إثرها نحو 20 شهيدا و40 مصابا، لم تكن مفاجأة للمصريين، فالتاريخ الأسود للجماعة الماسونية «مجهولة النسب»، حافل بالدم وترويع الآمنين، ولكن الصدمة كانت فى استهداف المستشفى الذى يعالج مرضى السرطان الذين لا حول لهم ولا قوة، وحالة الفزع التى انتابت المواطنين من رائحة الدم وتطاير الأشلاء، وتدافع المرضى إلى الشوارع هربًا من الموت إلى الموت.
الجماعة الإرهابية «التى ولدت سفاحا على يد المخابرات البريطانية» لم يشفع لديها مرضى السرطان، أو ذووهم الذين يفترشون الأرصفة بحثا عن الأمل فى الحياة، فماضيها أسود وتاريخها مشبوه، فقد اعتادت على إفساد فرحة المصريين بالتفجير والتدمير والاغتيال وسفك الدماء، وتقديم أشلاء الأبرياء من الأطفال والشيوخ والنساء قرابين إلى أسيادهم فى تركيا وقطر وبريطانيا.
جماعة دينها الإرهاب والغدر والتضليل وسفك الدماء وتدمير الأوطان، احترفت العمالة والخيانة والاتجار بكلام الله، واتخذت من المبدأ الميكافيلى « الغاية تبرر الوسيلة» دستورا لتحقيق أهدافها ومصالحها حتى لو كانت على حساب تراب الوطن المقدس.
دين الإخوان، لا علاقة له بالإسلام، فهو دين يكفر من يختلف معهم فى الرأى، دين يدعو إلى تفجير دور العبادة التى يذكر فيها إسم الله، فالجماعة التى فجرت الكنائس، وقتلت المصلين فى محرابها، وأطلقت النيران على الراكعين والساجدين بين أيادى الله فى مسجد الروضة أثناء صلاة الجمعة، لم يتورع قياداتها وعناصر الإرهابية إلى قتل المرضى الأبرياء، وتفجير معهد الأورام الذى يتلقون فيه العلاج، بهدف بث حالة الإحباط واليأس بين المواطنين.
الجماعة الإرهابية منذ تأسيسها قبل 90 عاما على يد حسن البنا، بدعم وتمويل من المخابرات البريطانية، لم تدين يوما بالولاء والانتماء لمصر وترابها المقدس، فالجماعة مثل مرتزقة الحروب، تنفذ أجندة من يدفع أكثر، لذا اتخذ عناصرها من تركيا وقطر وبريطانيا قبلة لهم، فمخابرات تلك الدول تدعم الجماعة الإرهابية ماديا ولوجستيا، وعلى علم تام بمخططات وتحركات عناصرها الإرهابية، بدليل التحذير الأخير الذى أطلقته بريطانيا لرعاياها فى 20 يوليو الماضى من أعمال إرهابية محتملة فى مصر، ثم أعقبه قرار تعليق رحلات الطيران.
فى الليلة التى بكت فيها مصر ألما وحزنا على مرضى السرطان، وقف الكثيرون عاجزون من هول الصدمة، ولكن كان هناك أبطال تربوا على شهامة وجدعنة المصريين، وقدموا ملاحم بطولية لإنقاذ مرضى السرطان، من آثار الانفجار والنيران المشتعلة حتى تم نقلهم إلى مستشفى قصر العينى ومعهد ناصر.
أما مستشفى سرطان الأطفال 57257، الذى يحصد المليارات من تبرعات المصريين، فكان بمثابة المستجير من الرمضاء بالنار، حيث رفض المستشفى استقبال الأطفال الذين يعالجون من مرض السرطان بشكل مؤقت، بعد إخلاء معهد الأورام من المرضى، ما اضطر وزارة الصحة إلى نقل المرضى إلى مستشفى قصر العينى ومعهد ناصر.
الدولة المصرية بكل أجهزتها، كانت على قدر كبير من المسئولية والاحترافية فى علاج ما ترتب على الحادث الإرهابى، فبعد دقائق، كان المسئولون يتفقدون معهد الأورام، وتم اتخاذ قرارات سريعة بنقل المرضى إلى معهد ناصر، وكشفت وزارة الداخلية عن ملابسات الحادث، ثم بدأت ملحمة الترميم والإصلاح على يد عشرات العمال والمهندسين بشركة المقاولون العرب.
ما حدث من ملحمة الترميم والإصلاح لمعهد الأورام والتبرعات التى انهالت على المعهد من المصريين متوسطى الحال والشيخ محمد بن زايد ونجمنا العالمى محمد صلاح، يمثل رسالة للإرهابيين، أن معركتنا معهم مستمرة، وأن المصريين قادرون على حماية الوطن والدفاع عن مقدراته فى مواجهة الخونة، عبيد المال والسلطة.