الثلاثاء 22 أبريل 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
على بن أبى طالب

على بن أبى طالب






أبوالحسن الهاشمى القرشى (13 رجب 23 ق هـ رمضان 40 هـ) ابن عم الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وصهره، من آل بيته، وأحد الصحابة، وهو رابع الخلفاء الراشدين وأحد العشرة المبشرين بالجنة وأوّل الأئمّة عند الشيعة. ولد بمكة يوم الجمعة الثالث عشر من رجب بعد ثلاثين عامًا من عام الفيل. هو ثانى أو ثالث الناس دخولا فى الإسلام، وأوّل من أسلم من الصبيان. هاجر إلى المدينة المنوّرة وهو فى الثانية والعشرين من عمره وآخاه الرسول (صلى الله عليه وسلم) مع نفسه حين آخى بين المسلمين وقال له: «أنت أخى فى الدنيا والآخرة». وزوجه ابنته فاطمة فى السنة الثانية من الهجرة ولم يتزوج بأخرى فى حياتها، وأنجب منها الحسن والحسين فى السنتين الثالثة والرابعة من الهجرة على التوالى، كما أنجب زينب وأم كلثوم.
شارك على فى كل غزوات الرسول عدا غزوة تبوك حيث خلّفه فيها الرسول (صلى الله عليه وسلم) على المدينة. وعُرف بشدّته وبراعته فى القتال فكان عاملاً مهماً فى نصر المسلمين فى مختلف المعارك وأبرزها غزوة الخندق ومعركة خيبر. وكان لعلى سيف شهير أعطاه له محمد (صلى الله عليه وسلم) فى غزوة أحد عرف باسم ذو الفقار، كما أهداه درعا عرفت بالحطيمية ويقال إنها سميت بهذا الاسم لكثرة السيوف التى تحطمت عليها.
لقد كان على موضع ثقة الرسول (صلى الله عليه وسلم) فكان أحد كتاب الوحى الذين يدونون القرآن فى حياة النبى (صلى الله عليه وسلم). وأحد أهم سفرائه ووزرائه الذين يحملون الرسائل ويدعون القبائل للإسلام، فقد بعثة رسول اللة (صلى الله عليه وسلم)  إلى اليمن فأسلمت على يديه قبيلة همدان كلها، وولاه قضاء اليمن لما عرف عنه من عدل وحكمة فى القضاء، كما ساهم فى فض النزاعات وتسوية الصراعات بين بعض القبائل.
بويع بالخلافة سنة 35 هـ (656 م) بالمدينة المنورة، وحكم خمس سنوات وثلاث أشهر وصفت بعدم الاستقرار السياسىِ، لكنها تميزت بتقدم حضارى ملموس خاصة فى عاصمة الخلافة الجديدة الكوفة.
اشتهر على عند المسلمين بالفصاحة والحكمة، فينسب له الكثير من الأشعار والأقوال المأثورة. كما يُعدّ رمزاً للشجاعة والقوّة ويتّصف بالعدل والزُهد. كما يُعتبر من أكبر علماء فى عصره علماً وفقهاً. ويعتبر على أول فدائى فى الإسلام بموقفه فى تلك الليلة التى عرفت فيما بعد «بليلة المبيت». عند الهجرة إلى يثرب، حيث اجتمع سادات قريش فى دار الندوة واتفقوا على قتله، فطلب النبى من على بن أبى طالب أن يبيت فى فراشه بدلا منه وبهذا أحبطت مؤامرة أهل قريش.
فى عهد عثمان احتفظ على بن أبى طالب بمكانته الدينية والاجتماعية، فكان يعطيه المشورة دائما، ويعتبره بعض المؤرخين بمثابة كابح لعثمان حينما بدأت سيطرة الأمويين على الأمور. لما قتل عثمان، بويع على بن أبى طالب للخلافة بالمدينة المنورة فى اليوم التالى من الحادثة (الجمعة 25 ذى الحجة سنة 35 هـ) فبايعه جميع من كان فى المدينة من الصحابة والتابعين والثوار. ومنذ اللحظة الأولى فى خلافته أعلن على أنه سيطبق مبادئ الإسلام وترسيخ العدل والمساواة بين الجميع بلا تفضيل أو تمييز، كما صرح بأنه سيسترجع كل الأموال التى اقتطعها عثمان لأقاربه والمقربين له من بيت المال. وفى سنة 36 هـ أمر على بعزل الولاة الذين عينهم عثمان بما فيهم معاوية بن أبى سفيان والى الشام وتعيين ولاة آخرين يثق بهم.
بعد استلامه الحكم ببضعة أشهر، وقعت معركة الجمل (36 هـ) التى كان خصومه فيها طلحة والزبير ومعهما السيدة عائشة بنت أبى بكر الذين طالبوا بالقصاص من قتلة عثمان وانتهت بمقتل طلحة والزبير وانتصار على، وعودة السيدة عائشة إلى المدينة. ثم توجه إلى الكوفة فدخلها فى الثانى عشر من رجب 36 هـ وكان معاوية بن أبى سفيان قد أعلن رفضه تنفيذ قرار العزل، كما امتنع عن تقديم البيعة لعلىِ، وطالب بالثأر لابن عمه عثمان، فتوجه على بجيشه إلى الشام ودارت بينهما معركة صفين (36 - 37 هـ 657م). وأخيرا قاتل على الخوارج وهزمهم فى معركة النهروان (39 هـ 659م).
كان على يؤم المسلمين فى صلاة الفجر فى مسجد الكوفة، وفى أثناء الصلاة ضربه عبدالرحمن بن ملجم بسيف مسموم على رأسه، فقال على جملته الشهيرة: «فزت ورب الكعبة»، ثم حمل على الأكتاف إلى بيته توفى بعدها بثلاثة أيام، تحديدا ليلة 21 رمضان سنة 40 هـ عن عمر يناهز 64 عاما
أستاذ الروماتزم كليه طب الأزهر