الأحد 18 مايو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
«الممر».. ونبوءة السادات

«الممر».. ونبوءة السادات






بعد 46 عامًا على انتصارات أكتوبر المجيدة، حقق فيلم «الممر» نبوءة الزعيم الراحل أنور السادات، بطل الحرب والسلام، فى خطابه التاريخى أمام مجلس الشعب، يوم 16 أكتوبر 1973، أى بعد 11 يومًا فقط من بدء معركة العزة والكرامة.
عندما كنت أستمتع بمشاهدة فيلم «الممر» مع أسرتى الصغيرة تذكرت ما قاله السادات أمام مجلس الشعب: «سيجيء اليوم لنتفاخر ونتباهى بالانتصار العظيم.. نعلم أولادنا وأحفادنا، جيلاً بعد جيل، قصة الكفاح ومرارة الهزيمة وحلاوة النصر.. كيف خرج الأبطال من هذا الشعب وهذه الأمة حاملين مشاعل النور، ليضيئوا الطريق حتى نستطيع أن نعبر الجسر ما بين اليأس والرجاء.. لتتعلم الأجيال الجديدة أن جيل أكتوبر لم يسلم أعلامه منكسة بل سلمها مرتفعة الهامة عزيزة صواريها، وأن الليل إذا كان طويلاً وثقيلاً فإن الأمة لم تفقد إيمانها أبدًا بطلوع الفجر.. وأن الشعب يستطيع أن يطمئن ويأمن بأن له درع وسيف».
المشاهد العبقرية التى جسدها فيلم «الممر» لأبطال القوات المسلحة وشهدائها الأبرار الذين روت دماؤهم الذكية تراب الوطن المقدس، خلقت حالة حب واحترام وتقدير من الأطفال وطلاب المدارس والجامعات إلى جيل أكتوبر الذى حقق الانتصار العظيم.
للمرة الأولى منذ سنوات طويلة، تتخلى الأسر المصرية عن هواتفها الذكية، وتجتمع أمام شاشات التليفزيون، لتشاهد اللحظات المضيئة فى تاريخ الوطن، ويجيب الآباء والأجداد عن تساؤلات الأبناء والأحفاد، ويحكون لهم تضحيات أبطال القوات المسلحة، وبطولات «أسطورة الصاعقة» الشهيد إبراهيم الرفاعى، قائد المجموعة 39 خلف خطوط العدو، وصائد الدبابات «عبد العاطى قلب الأسد»، ومحمد العباسى، أول من رفع علم مصر على الضفة الشرقية مع هتافات «الله أكبر».
كما امتدت الحكايات إلى تضحيات أبطالنا فى سيناء الذين يواجهون الإرهاب الأسود لجماعة الإخوان، «المنسى الأسطورة، وشبراوى وحسنين عرسال، وخالد مغربى وغيرهم الكثير من الشجعان الذين استشهدوا فى ميدان الشرف والكرامة.
العبارات الحماسية، والموسيقى التصويرية نجحت فى دغدغة مشاعر المواطنين، وجعلت الصغار والكبار يرددون فى مدارسهم وجامعاتهم ما قاله قائد المجموعة القتالية «أحمد عز» لجنوده : «من النهاردة.. من الساعة دى.. وانت بتبص على شمس يوم جديد.. تبقى متأكد إن النهار جاى.. جاى ومعاه النصر.. وإن علم مصر سيظل مرفوعا على كل شبر من ترابها»، كما تتعامل الأجيال الجديدة، مثلما قال العريف هلال، عندما قال لقائده:» يا فندم مش المهم إنى أوقع طيارة ولا اتنين.. المهم إن اللى فى الطيارة يكون شايفنى وأنا واقف قدامه.. ومش خايف.. هيروح يبلغ زمايله إن المصريين مش جبنا، واقفين مستنيينا.. سلونا فى الصعيد تقف لغريمك عينك فى عينه ويبقى عارف إنك هتاخد بتارك منه مهما عدت الأيام».
«الممر» نجح فيما فشلت فيه كتب التربية الوطنية التى يتم تدريسها فى المدارس، وعشرات البرامج والندوات والمؤتمرات التوعوية، فقصص البطولات التى جسدها الفيلم، ساهمت فى ترسيخ الوعى العام لدى المواطنين وبث روح الانتماء للوطن والولاء لترابه المقدس، والتضحية دفاعا عن مقدراته، والقناعة بأن النصر قادم لا محالة، بالجهد والعرق والإخلاص والتفاف الشعب حول قواته المسلحة الدرع الواقية، وحائط الصد المنيع أمام محاولات النيل من أمن الوطن واستقراره.
 فيلم «الممر» أكد أن روح أكتوبر مازالت موجودة فى عقل ووجدان كل مصرى، وأن المصريين قادرون على مواجهة أعداء الوطن مهما تبدلت مؤامراتهم وتحالفاتهم، فالمصريون على قلب رجل واحد، خلف الرئيس عبد الفتاح السيسى والقوات المسلحة، مواجهة أطماع تركيا فى غاز المتوسط، أو تهديد إثيوبيا لحقوق مصر التاريخية فى مياه نهر النيل.