
أ.د. رضا عوض
عبدالله بن الزبير
عبدالله بن الزبير بن العوام القرشى (2 هـ 73هـ)، صحابى جليل وابن الصحابى الزبير بن العوام، وأمه أسماء بنت أبى بكر الصديق، خالته أم المؤمنين عائشة بنت أبى بكر زوجة النبى محمد عليه الصلاة والسلام، ومن زوجاته نفيسة بنت الحسن بن على بن أبى طالب، وعائشة بنت عثمان بن عفان، وجدته لأبيه صفية بنت عبدالمطلب عمة النبى محمد عليه الصلاة والسلام.
حملت به أمه فى مكة وهاجرت وهى حامل فلما وصلت إلى قباء ولدته سنة الهجرة وهو أول مولود ولد للمهاجرين بعد الهجرة فى المدينة. كان شديد الشبه بجده أبى بكر الصديق، وكان أحد شجعان الصحابة فصيحا شهما شديد البأس، شهد معركة اليرموك مع أبيه، وشهد فتح إفريقية (تونس الآن) مع عبدالله بن سعد بن أبى السرح، وكان البَشِير بالفتح إلى الخليفة عثمان بن عفان.
وقد أمره الخليفة عثمان أن يصلى بأهل داره فى اثناء حصاره، وكان يقاتل الجند الذين دخلوا يقتلون عثمان بن عفان حتى أصيب.
كما شهد عبدالله بن الزبير معركة الجمل مع أبيه الزبير بن العوام وخالته عائشة، وأصيب أيضا فى هذه المعركة.
وهو من رواة الحديث فقد حَفِظ ابن الزبير عن النبيّ صَلَّى الله عليه وسلم وهو صغير، وحدّث عنه بجملةٍ من الحديث، وعن أبيه، وعن أبى بكر، وعمر، وعثمان، وخالته عائشة، وروى عنه أخوه عروة، وابناه: عامر، وعباد، وآخرون.
كما أعاد ابن الزبير أثناء خلافته بناء الكعبة كما كانت فى عهد سيدنا إبراهيم وكانت قد تهدم جزء منها فى أثناء حصارها من قبل جنود يزيد بن معاوية.
وعن توليه الخلافة، فلقد كان ابن الزبير مقيمًا بالمدينة فى خلافة معاوية بن أبى سفيان حتى توفى معاوية، وتولى يزيد بن معاوية الخلافة من بعده ورفض ابن الزبير مبايعته فأرسل إليه يزيد بحصين بن نمير الكندى ومعه جيش من أهل الشام، فحاصر ابن الزبير أربعة وستين يومًا، يتقاتلون فيها أشد القتال، حتى جاء نَعِيُّ يزيد بن معاوية أول شهر ربيع الآخر سنة 64 هـ. فتوقف القتال، وأعلن ابن الزبير أنه أحق الناس بالخلافة فبايعه أهل تهامة والحجاز، والبصرة، والكوفة، ومصر، واليمن، وخراسان أميرا للمؤمنين، بينما بايع أهل الشام معاوية بن يزيد بن معاوية الذى مكث فى الخلافة مدة ثلاثة أشهر ثم مروان بن الحكم، وكانت خلافته تسعة أشهر، وأعقبه عبدالملك بن مروان.
استمر عبدالله بن الزبيرفى الخلافة بعد يزيد بن معاوية لمدة تسع سنوت حتى قُتل فى الحرم المكى سنة 73 هـ.
وذلك عندما أصر عبدالملك بن مروان أن يسترد الخلافة لبنى أمية، فحارب مصعبَ بن الزبير والى العراق وقَتَله، وأرسل الحجاج بن يوسف الثقفى إلى عبدالله بن الزبير بمكة، فحاصره وأنصاره فى المسجد الحرام، أشدّ الحصار، حتى جُهدَ أصحابُ ابن الزبير، وأصابتهم مجاعة شديدة، ونصب الحجاج المنجنيق يضرب به المسجد الحرام والكعبة حتى قتل عبدالله بن الزبير، وبعث برأسه إلى عبدالملك بن مروان.
وقال لأمه أسماء بنت أبى بكر: كيف رأيْتِنِى صنعتُ بعدو الله؟ قالت: رأيتك أفسدتَ عليه دنياه وأفسدَ عليك آخرتك. قتل عبدالله بن الزبير وعمره اثنتين وسبعين سنة ودفن بالحجون، وآلت إلى ذريته بعد ذلك سقاية زمزم نيابة عن خلفاء بنى العباس واستمرت فيهم إلى اليوم.